المصريون فى الخارج.. قيمة وقامة عالية وغالية.. غادروا أم الدنيا للدراسة أو العمل وتحقيق الحلم.. وصناعة مكانة خاصة ومتميزة تؤكد أنهم امتداد لأجدادهم الفراعنة.
نعم.. نجح أبناء المحروسة فى أن يتصدروا بأعمالهم العظيمة وابتكاراتهم كل المجالات فى نشرات الاخبار وأوساط العلماء والمشاهير.. وكم لدينا من أسماء مضيئة..موجودة فى شتى أنحاء العالم.. سبقوا اصحاب البلاد الأصليين.. منهم الطبيب والمهندس.. والمعلم والمبتكر.. والأديب المبدع.. والفنان.. لدرجة أننا إذا أجرينا سجلاً على مستوى الوطن.. وعلى دعم الدولة لأبنائها فى الخارج.. نكتشف بسهولة أن كل أسرة لها ابن فى الخارج.. ويحق لها أن تفخر بما حققه من شهرة وإنجاز.. لا يتوانون يوماً عن خدمة وطنهم والمشاركة فى رفعة شأنه وجعله أفضل وأجمل الأوطان.
ولكن حكاية اليوم.. مبادرة رائعة.. ودرس فى الحب لكل البشر.. حيث أعلنت شركة لهندسة الزلازل العالمية رغبتها فى تعيين خبراء فى إنشاء الطرق والكبارى المحدد لقبول أوراق المتقدمين للوظائف.. تجمع العشرات من الحاصلين على الدكتوراة والماجستير فى الهندسة المدنية.. وعند باب الدخول للجنة الأشراف على الاختبارات فوجئوا بحجر ضخم وجذع شجرة كبير أمام بابها الرئيسى فقام أحد المتقدمين بتصوير المنظر وإرساله إلى المواقع الالكترونية.. من أجل «التريندات».
الأغرب أن استاذاً آخر صرخ بصوته العالى ومعبراً عن غضبه.. وتساءل: كيف تترك شركة كبيرة وموظفوها والعاملون بها هذه القمامة؟!!.
الأجمل.. أن الحل كان مصرياً.. أثار الإعجاب والتقدير حيث قام مهندس مصرى شاب من المتقدمين وبمساعدة آخرين بجر الحجر وفرع الشجرة بعيداً عن الباب.. ثم توجهوا جميعاً إلى لجنة الاختبارات التى قررت استبعاد من قام بالتصوير.. والاستاذ صاحب الصوت العالي..ومكافأة المهندس المصرى صاحب المبادرة.. وعندما سألوا.. لماذا قام بهذا العمل الصعب؟.. أجاب مبتسماً: أنا حفيد الفراعنة.. بناة الأهرامات.. قوة وإرادة.. وغرس بذور الخير فى كل القارات.
>>>
الحقيقة أن هؤلاء.. هم المصريون الذين أبهروا الدنيا بأعمالهم منذ آلاف السنين والتى عجز عن تفسير ظواهرها خبراء العالم رغم ما يمتلكه من إمكانات حديثة.. فالأبناء امتداد للأجداد يتوارثون جينات الشهامة والرجولة فى دمائهم.. ويورثونها إلى أبنائهم جيلاً بعد جيل.
فهنيئاً لمصر أبناءها المخلصين .. وهنيئاً لأبنائها وطن مستقر أمين.. والحمد لله رب العالمين.