وقفة تذكير مهمة.. بل نؤكد على أن عمومية ..»الحياة الدنيا».. بذات ارتباطها بما قبلها.. وما بعد انتهائها ..»هي».. كزمان ومكان وما بينهما من أغيار.. مجرد بدايات ونهايات فاعلية تطور أغيار متصلة.. «بعضها ببعض».. بذات نسبها ونسبيتها.. نعم.. حياة دنيا علويتها الحاكمة قامت بسبب واحد أراده الواحد الأحد سبحانه.. نعم.. سبب خلقى واحد هو..»الابتلاء».. ذات العبودية نوعيا.. والسياسة كيفيا.. فصار قدر حق وعدل ..»العبودية الابتلائية سياسيا».. (56/ الذاريات).. وعلى ذاك المراد الإلهى .. تم خلق الموت والحياة ..والبعث والنشور والحساب.. واتمامه بخلود بجنة أو نار.. إذن.. دون الإيمان الإسلامى بالله وله.. «يقوم عمى جهالة السياسة».. وضلال مسيرتها بذاتية الإنسان.. الذى يظن أن..»الابتلاء».. هو شر مكروه.. وليس ميزان عدل فضل الله وسعة رحمته ..نعم.. ميزان عدل رفع الدرجات وكرامة المقامات..»دنيا وآخرة».. نعم.. ميزان أثقال عدل كفة حقه هي.. علم اليقين ثم عين اليقين ثم حق اليقين.. «حق اليقين».. الذى لا يبلغ حقه سوي..»عباد الله المخلصين»..
ما سبق من تذكير .. هو ما أملى علينا التوقف أمام.. «بداية خروج موسى من مصر».. والعودة الجبرية لبعض من مسيرة ..»إبراهيم».. وذلك لاستبيان ..»كرامة قدر مصر».. ومحورية قدرها.. «السياسي».. فى الأرض والناس حتى قيام الساعة.. وحينئذ.. «فعلى القارئ العزيز».. أن ينظر بلطف تفكر وتدبر واعقال..»شديد».. لما هو آت.. وبمقياس.. «الذكر الحكيم».. (ا) خلق الله الإنسان.. «ليبتليه».. فجعله سميعا بصيرا.. وهكذا مكن له إمكانيات..»رؤية».. أسباب علم قوامة..»الاختيار».. العبودى عليه.. بل ومكن له ..»فؤاد».. كرسول خاص يوحى إليه بحق ما يختار.. ثم مكن له ..»قلبا».. لاعقال ذاك الحق المختار.. هكذا مكن الله للإنسان سبيل.. «الفلاح».. وإدراك أن الابتلاء بما سبق هو.. «سبيلا».. للارتقاء.. (ب) ما كان ابتلاء إبراهيم بنار قومه.. سوى ارتقاء من تقديم العلم على الحلم.. إلى تقديم الحلم على العلم.. وارتقاء من علم وعين اليقين إلي.. «حق اليقين».. إسلاما لله.. «إسلاما ارتضاه الله دينا».. وصار به إبراهيم..»إماما للناس».. (ج) كان أول رجاء..»ودعاء».. لإبراهيم هو.. أن يهب الله له من الصالحين.. «فوهب الله له غلاما حليما».. فانظر أيها القارئ كيف كان ذاك.. «الوهب».. ابتلاء أيضا من الله لإبراهيم.. لأنه لم يتحقق إلا بعد.. سنوات طوال كانت امرأته خلالهما ..»عاقرا».. ورغم ذلك لم يشك إبراهيم لحظة فى أن وعد ربه ..»حق سيتحقق».. (د) وجاء الابتلاء الذى ..»ننتظره».. وهو أمر الله لإبراهيم بالذهاب لمصر ..»نعم مصر».. بلد فراعين ملوك الأرض ..أى ..»أفرع الملوك العالية حكما فى الأرض».. وكأن أمر الله أشبه ..»بالانتحار».. فى سبيل نشر دعوته ..رغم أن واقع أمر الله ..»كان».. حق انتشار وتكميل وتتميم ..»دعوة الإسلام لله فى الأرض والناس».. بل وكشف الغطاء القدرى عن ..»ما قدره الله لمصر من كرامة».. ومحورية سياسية فى الأرض والناس ..نعم.. فقد وجد إبراهيم رحابة استقبال من ..»ملك مصر وفرعونها»..على عكس ما يشاع عن ذلك.. بل وكان فيما عرضه وقدمه لاختيار إبراهيم من نساء.. «كهدية».. ما هو بداية.. «احقاق».. وهب الله لإبراهيم .. الذى تخير بوحى من الله.. احدى الأسيرات وهى ..أميرة من منف المصرية.. «هى السيدة هاجر التى تزوجها إبراهيم».. وجاءت له ..»بإسماعيل الحليم».. الذى جاء من نسله ..»محمد».. خاتم الرسل وبما أنزله الله عليه من ..»قرآن».. اكتمل الدين وتمت نعمته على الناس.. (ه) ذهب إبراهيم.. بهدية ملك مصر له.. إلى واد غير ذى زرع بجوار بيت الله المحرم.. الذى كان قد بناه ..»آدم».. وأغرقه ..»طوفان نوح».. وبأمر الله.. «ابتلاء أيضا».. أسكن إبراهيم زوجته وما تحمله بذاك الوادي.. «وعاد إلى حيث قومه».. وحين خرج.. «إسماعيل».. لفضاء الدنيا.. «باكيا عطشا».. وراحت أمه تهرول ذهابا وإيابا ..»سعيا».. وطلبا للرواء.. حينذاك.. وحيث دبيب قدم إسماعيل ..»فجر الرحمن عينا».. راحت ..»تزم».. مياهها ليشرب.. إسماعيل وأمه.. وينبت بها الوادى كله.. وكل قوافل التجارة المارة.. «به وبإسماعيل وأمه هاجر المصرية «.. نعم.. عينا يشرب منها حجيج العالم كله.. «حتى اليوم وغدا».. حينئذ.. وما إن صار.. «إسماعيل فتي».. حتى عاد إبراهيم له ولأمه وبأمر الله ..»ابتلاء أيضا».. راح يستشرف رأى ابنه فيما رآه بمنامه ..»من أنه يذبحه».. فيقول له ابنه الذى يراه لأول مرة ..»افعل ما تؤمر به».. (102/ الصافات).. وما إن هم إبراهيم بذبح ابنه.. حتى افتدى الله إسماعيل بذبح عظيم .. (107/ الصافات).. وهنالك أقام إبراهيم وإسماعيل .. قواعد بيت الله الحرام.. «الكعبة المشرفة».. نعم.. أول بيت قد بناه..»آدم».. للناس آية ومنسكا فيما بعد لمن أسماهم إبراهيم.. «بالمسلمين».. وسبحان الله رب العالمين.. وإلى لقاء إن الله شاء.