فى قمة اثارت قلق العديد من عواصم الغرب واستدعت ردود الافعال من امريكا إلى اوروبا وقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين،والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج امس اتفاقية «شراكة استراتيجية شاملة» فى «بيونج يانج» فى محاولة لوضع اساس لعلاقات طويلة الامد مع توسيع التعاون العسكرى بينهما بشأن الحرب فى اوكرانيا.
وهو ما أثار حفيظة الولايات وحلف الناتو الذى أكد فى تصريحات منفصلة أن للزيارة أبعاداً «تكتيكية» أخرى للرئيس الروسى الذى يبحث عن موطئ قدم لبلاده فى منطقة المحيط الهادى ومحاولة لتقوية الروابط مع الحلفاء.
وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس ردود الفعل الغربية بـ «الهيستيرية»، مؤكدة أن كل ما تفعله روسيا فى منطقة آسيا والمحيط الهادى سيثير أمريكا ودول حلف شمال الأطلسى الناتو.
وقال بوتين خلال لقاء القمة مع الزعيم الكورى الشمالى إن هذه الاتفاقية ستضع اساس العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية على المدى الطويل ولم ينشر اى من الطرفين الوثيقة، كما لم تنشر اى تفاصيل حول محتوياتها وما اتفق كيم وبوتين بشأنه وذكرت تقارير روسية فى وقت سابق نقلا عن احد كبار مساعدى بوتين ان الوثيقة ستحل محل الاتفاقيات الثنائية السابقة الموقعة فى الاعوام 1961 و2000 و2001.
أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ان التعاون مع كوريا الشمالية يقوم على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل لمصالح البلدين، معربا عن تقدير موسكو للدعم المستمر والثابت الذى تظهره كوريا الشمالية لروسيا فى كفاحها ضد «سياسة الهيمنة الإمبريالية التى تحاول الولايات المتحدة وتوابعها فرضها عليها منذ عقود».
وأوضح بوتين خلال اجتماعه مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون- انه تم إعداد وثيقة أساسية جديدة ستشكل أساسا للعلاقات بين البلدين لسنوات عديدة قادمة وفقا لموقع روسيا اليوم.
وأعرب بوتين لنظريه الكورى الشمالى عن اعجابه بالتطور الملحوظ فى العاصمة بيونج يانج.
وطالب بوتين بإعادة النظر فى نظام العقوبات التى فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية وقال: نحن نعارض ممارسة فرض العقوبات والقيود ذات الدوافع السياسية.
وقال إن الكليشيهات الدعائية التى يكررها الغربيون بكثرة لم تعد قادرة على إخفاء خططهم الجيوسياسية العدوانية.
وأرجع التوتر العسكرى والسياسى إلى سياسة واشنطن الاستفزازية التى توسع بنيتها العسكرية فى مناطق مختلفة من العالم.. مشيراً إلى أن هذه الخطوات تقوض السلام والاستقرار وتشكل تهديداً لجميع دول شمال شرق آسيا.
من جانبه أشار رئيس كوريا الشمالية إلى دور روسيا فى الحفاظ على التوازن الإستراتيجى فى العالم، معربا عن دعمه الكامل للعملية العسكرية الخاصة الروسية فى أوكرانيا.
وفى بداية المحادثات قال بوتين: إن موسكو تحارب «السياسات الامبريالية للولايات المتحدة منذ عقود» مؤكداً ان التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية يقوم على المساواة والاحترام المتبادل، داعيا الزعيم الكورى الشمالى لزيارة موسكو لحضور اجتماعهما المقبل.
اشار إلى ان موقف كوريا الشمالية من الحرب فى اوكرانيا يؤكد دعمها لسيادة روسيا، مشددا ان روسيا وكوريا الشمالية فى تطور مستمر رغم الضغوط الخارجية، بالإضافة إلى دعمهما بعضهما البعض ولفت بوتين، إلى أن حجم التبادل التجارى الثنائى ارتفع العام الماضى إلى 9 اضعاف مبينا ان العلاقات تطورت فى عدة مجالات مثل الزراعة والتعليم والثقافى والانسانى وهناك اهتمام كبير بالمسائل الامنية واخرى متعلقة بالاجندة الدولية.
وأعلن الكرملين أن زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ تهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية بين الدولتين المسلّحَتين نوويا.
وقبيل وصول بوتين عُلّقت لافتات ضخمة على أعمدة إنارة فى أنحاء بيونغ يانغ تحمل صورة الرئيس الروسى مبتسما وكتب عليها «ترحيب حار بالرئيس بوتين»، بالإضافة إلى أعلام روسية، وفق ما أظهرت مشاهد لوسائل إعلام روسية رسمية. وأعربت الولايات المتحدة عن «قلقها»، بشأن زيارة بوتين بسبب التداعيات الأمنية على كوريا الجنوبية وأوكرانيا.
وبدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (الناتو) ينس ستولتنبرغ، فى واشنطن إن زيارة الرئيس الروسى تظهر «مدى اعتماد الرئيس بوتين وموسكو الآن على الدول الاستبدادية فى كل أنحاء العالم».