من إدانة دولية إلى أخري.. ومن اعتراف إلى آخر تتوالى الأدلة الموثقة التى تقدمها المنظمات والمؤسسات الدولية على الإجرام الإسرائيلى فى حق الفلسطينيين.
الأدلة هذه المرة جاءت من خلال لجنة تقصى الحقائق الدولية التى قدمت تقريرها إلى المجلس الدولى لحقوق الإنسان وأكد فيه استخدام الاحتلال لقنابل شديدة الانفجار داخل أحياء سكنية مكتظة رغم علمها وجود عدد كبير من المدنيين فيها.. كما لم تكترث إسرائيل بوجود المدنيين.
وقال التقرير ان عدد الضحايا الكبير فى غزة وانهيار البنية التحتية جاء نتيجة لسياسة مقصودة تنتهجها إسرائيل.
استعرضت لجنة تقصى الحقائق الأممية الخاصة بفلسطين تقريرها الخاص بالأراضى المحتلة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. قالت رئيسة لجنة التحقيق المعنية بالأراضى الفلسطينية المحتلة «نافى بيلاي»: أن إسرائيل مسئولة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وأكدت فى تقريرها رصدنا تصاعدا فى عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وقالت: ان ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بغزة والدمار الهائل للبنية التحتية جاء نتيجة لسياسة مقصودة تنتهجها إسرائيل.
مؤكدة ان إسرائيل منعت المواد المعيشية الأساسية للمدنيين الفلسطينيين واستخدمتها أداة للحرب فى القطاع.
وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان قدمت تفاصيل ذات صلة بست هجمات إسرائيلية استهدفت قطاع غزة، والتى وصفتها بأنها ترمز إلى نمط مثير للقلق، يشمل الاستخدام المشتبه به لقنابل يصل وزنها إلى 2000 رطل على مبان سكنية ومدرسة ومخيمات للاجئين وسوق.
قال مكتب حقوق الإنسان – حسبما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية- إنه تحقق من مقتل 218 شخصا فى تلك الهجمات، لكنه أضاف أن لديه معلومات تشير إلى أن عدد القتلى «ربما يكون أعلى من ذلك بكثير».
خلص تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى أن سلسلة الضربات الإسرائيلية، التى تجسدت فى الهجمات الست التى نفذت فى بداية الحرب على غزة خلال الفترة ما بين 9أكتوبر و2 ديسمبر من العام الماضي، تشير إلى أن الجيش الإسرائيلى «انتهك على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب» .
فى الوقت ذاته ذكرت وكالة فرانس برس أنه من بين الهجمات المدرجة فى التقرير، الغارات التى استهدفت حى الشجاعية بمدينة غزة فى 2 ديسمبر من العام الماضي.
وأضافت أن الهجمات تسببت فى دمار على مساحة تبلغ 130 مترا تقريبا، ودمر 15 مبنى وألحق أضرارا بما لا يقل عن 14 مبنى آخر.
ميدانياً ذكرت وزارة الصحة فى قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب ثلاث مجازر فى القطاع، خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن 24 شهيداً و71 إصابة.
أضافت الوزارة- فى بيان صحفي- أن حصيلة الحرب المستمرة على القطاع، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، ارتفعت إلى 37 ألفا و396 شهيداً، و85 ألفا و523 مصابا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
لفتت إلى أنه ما زال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
من ناحية أخرى أكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الآثار البيئية الناجمة عن الحرب فى غزة غير مسبوقة، مما يعرض المجتمع للمعاناة من تفاقم مشكلة تلوث التربة والمياه والهواء بصورة سريعة ومخاطر الأضرار التى لحقت بنظمها الإيكولوجية الطبيعية والتى لا يمكن إصلاحها.
جدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فى تقييم أولى دعوته إلى وقف فورى لإطلاق النار لحماية الأرواح والمساعدة فى نهاية المطاف فى التخفيف من الآثار البيئية الناجمة عن نشوب النزاع.
قالت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: «لا يواجه سكان غزة معاناة لا توصف من الحرب المستمرة فحسب، بل إن الأضرار البيئية الكبيرة والمتزايدة فى غزة تهدد بمعاناتهم من جراء تنفيذ برامج إنعاش مؤلمة وتستغرق زمنا طويلا».
أضافت أندرسن أنه «فى حين لا تزال هناك العديد من الأسئلة بشأن نوع وكمية الملوثات التى تؤثر على البيئة فى غزة، يعيش شعب غزة بالفعل فى معاناة من عواقب الأضرار الناجمة عن نشوب النزاعات على نظم الإدارة البيئية والتلوث فى الوقت الحالي، حيث تعرضت نظم المياه والصرف الصحى للتدمير، ولا تزال البنية التحتية الحيوية تتعرض للتدمير، وقد تأثرت المناطق الساحلية والتربة والنظم الإيكولوجية بشدة جراء ذلك».
أكدت أن كل هذه العواقب تضر بصحة الناس بشدة وأمنهم الغذائى وقدرة غزة على الصمود، قائلة «نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ الأرواح وإصلاح البيئة، ولتمكين الفلسطينيين من البدء فى التعافى من آثار النزاع وإعادة بناء حياتهم وسبل عيشهم فى غزة». أشار التقرير إلى توليد ما يقدر بنحو 39مليون طن من الحطام حيث يوجد حاليًا أكثر من 107 كيلوجرامات من الحطام لكل متر مربع فى قطاع غزة.