مبروك عليك وعلينا وكان الله فى العون.. شاءت الأقدار أن تتحمل أنت مسئولية توجيه مسار التنمية فى البلد من خلال وزارتك الى النهج الذى يستكمل ماتم من اصلاح خلال السنوات الماضية و يتيح لها العودة الى استعادة مكانتها التاريخية فى صدارة الأمم فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا كما يحلم الرئيس .. ومن أجل أن يوفقك الله لتفعل هذا.. عليك أن تواجه أمواجاً عاتية من أزمات وتحديات مزمنة ومتراكمة لم نحسن التعامل معها.. منذ عقود طويلة.. وأصبح الإصلاح والتطوير أمر غير يسير ومن الضرورى التوصل الى الحلول المبدعة الخلاقة والواقعية.. للتغلب عليها وهو ما تسعى إلية القيادة الآن.
معالى الوزير.. نحن نتعشم منك الكثير.. وهذا قدرك وندعو الله أن يوفقك ويهديك الى السبيل لتحقيق ذلك وأن يسخر لك من يستطيع أن يعاونك على تحقيق ذلك.. وهذا أمر فى غاية الأهمية.. أنت مطالب بحل المشاكل والتحديات التى تواجهنا فيما يتعلق بوزارتكم.. وبعد أن تقوم بذلك فنحن نأمل ونتعشم وندعو الله أن يعينك نعلم تماما أنك لاتملك عصا سحرية.. ولكننا نتصور ونأمل أن يكون لك فعلا هذه العصي..
معالى الوزير أرجو منك أمرين.. أن تنظر الى الخلف.. وأن تنظر حولك.. انظر الى الخلف من أجل أن تتذكر دائما كيف كنا.. وكيف كانت مكانتنا بين الدول فى التاريخ القريب والبعيد.. ربما أنت لم تواكب هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر أيام أن كنا دولة عظمي.. يتودد اليها القاصى والداني.. أيامها قال حافظ ابراهيم عن مصر وهى تتحدث عن نفسها «أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي» وهذا كان الواقع فعلا..
وانظر حولك يا معالى الوزير.. لتتذكر دائما كيف عمت النهضة والتقدم والتميز والإبداع فى كل من حولنا ومن هو أبعد عنا.. العالم شهد تطورا غير مسبوق فى السنوات القليلة الماضية.. وأصبحت الدول تتفنن وتبدع فى تقديم أروع ما يمكنها من خدمات لمواطنيها ومن جمال وابهار لزائريها ومصر شهدت تطوراً كبيراً وأعادة بناء عظيمة ، لكنها تحتاج إلى استكمال المشوار.
نأتى لمن يعاونك.. وهؤلاء هم العصا السحرية التى نأمل أن تجدها.. الوضع الحرج والمحرج الذى وصلنا اليه لم يعد يحتمل الفكر المتجمد والمحبط.. لم نعد نحتمل العقد والتعقيدات الإدارية العقيمة.. هى أصلا السبب فيما وصلنا اليه.. تقبل النقد والمكاشفة والشفافية أمور محورية للنجاح.. بعض من الخدمات التى تقدمها الدولة سيئة وغير منطقية وغير آدمية وغير مقبولة.. هذا يحدث.. ويجب أن نعلم أن هذا يحدث حتى يمكن إصلاحه.. لقد كانت عبارة «كله تمام».. سببا فى كوارث كثيرة.. يجب أن نستمع للنقد.. بل نتيجة لمن يريد الإصلاح.. يجب أن نستمع إلى الآراء والأفكار.. تماما كما سمعنا اللواء باهى ذكى يوسف.. ودمرنا خط بارليف بخراطيم للمياه.. يجب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون ولامانع أن نهتدى بأى عمل ناجح أو أى موارد فى دول أخري.. أمريكا رأت أن منهج سنغافورة فى الرياضيات هو أحسن مافى العالم.. فنقلته الى مدارسها كما هو.. لاهو عيب ولاحرام.. قضينا الى الآن حوالى عشر سنوات لتطوير المنهج الدراسى للمرحلة الابتدائية.. وسنقضى عشر سنوات مثلها فى «تطوير» منهج المدارس الإعدادية.. المناهج موجودة فى كل العالم وجاهزة ومقشرة وعلى عينك ياتاجر.. تطوير ايه ايها السادة الأفاضل..
معالى الوزير الجديد.. أى وزير.. كان الله فى عونك.. ولكن عشمنا فيك كبير