شتان بين مانشاهده فى بطولة كأس الأمم الأوروبية من مباريات ممتعة وإثارة بالغة ومانشاهده فى الدورى المصري..دورى (أحمد دياب وعامر حسين) الفاشل .. من ملل وإرهاق!!
أنا هنا لا أقارن بين مايحدث فى ألمانيا ومايحدث هنا فى مصر لأنه لا وجه للمقارنة أساسا ..فهناك كرة قدم حقيقية ..وهنا كرة قدم وهمية!!
ماشاهدناه من مباريات حتى الآن فى ألمانيا يؤكد أننا على موعد مع بطولة أوروبية أسخن من الصيف الذى نكتوى بحرارته هذه الأيام استمتعنا بالمنتخب الألمانى الجديد تحت قيادة مدربه الشاب ناجلسمان يكتسح اسكتلندا بخماسية وتابعنا الفوز الكبير لأسبانيا الفتية بثلاثية على عواجيز كرواتيا والفوز الصعب جدا لإنجلترا بهدف الداهية بيلينجهام على صربيا العنيدة ..وهولندا على بولندا 2/1 ..كما شاهدنا كيف حقق منتخب سلوفينيا الوجه الجديد تعادلا تاريخيا مع إيطاليا 1/1 .
شاهدنا فى بطولة أوروبا مدرجات مكتظة بالجماهير ونقلا تليفزيونيا على أعلى مستوى وأداء تحكيميا عادلا ومرنا يسمح باستمرار اللعب وسيادة الكرة .
بينما نحن هنا فى الدورى المحلى وغير العادل نشاهد مباريات عقيمة ولاعبين مرهقين ومدرجات شبه خاوية وأخطاء متكررة للحكام ..ومنافسة غير متكافئة بسبب التفاوت فى عدد المباريات التى لعبها كل فريق ..فهل يعقل أن يكون الفارق حاليا بين بيراميدز المتصدر لقمة الدورى ومنافسه الأول الأهلى 7 مباريات كاملة بـ 21 نقطة!! وهل يعقل أن الفريقين المتنافسين على بطولة الدورى وهما الأهلى وبيراميدز لم يواجه كل منهما الآخر حتى الآن؟!!
وهل يعقل أن يلعب فريق مباراة فى الدور الأول وأخرى فى الدورى الثانى مع نفس الفريق؟!
ولعل النموذج الأكثر وضوحا وتأكيدا على هذه الأزمة فى منظومة الدورى وغياب العدالة التنافسية ..هو ما يحدث بين بيراميدز من جانب والأهلى والزمالك من جانب آخر.
بالتأكيد فإن بيراميدز هو صاحب الفرص الأكبر والحظوظ الأوفر فى الفوز بلقب تاريخى ..لأنه خرج مبكرا من دور المجموعات لدورى أبطال أفريقيا وتفرغ تماما للدورى وحقق سلسلة انتصارات متتالية غير مسبوقة فى 10 مباريات جمع منها 30 نقطة مستفيدا من تأجيل عدد كبير وغير مسبوق لمنافسيه الكبيرين الأهلى والزمالك اللذين دفعا ثمنا محليا باهظا للاستمرار فى مسابقتى دورى الأبطال والكونفيدرالية إلى نهايتهما والتتويج باللقبين معا فى موسم واحد لأول مرة منذ عام 1994.
وإذا كان الزمالك ابتعد نسبيا عن المنافسة لخسارته كثيرا من النقاط فى الأسابيع الأولى وأن الأمر أصبح ليس بيده وينتظر تعثر منافسيه حتى يعود للمنافسة ..فإن الأهلى لايزال يملك حظوظه بيده خاصة إذا تمكن من الفوز بكل مؤجلاته..لكنه مع تواصل المباريات والفارق الزمنى القليل جدا بين مبارياته بلا شك سيصيب لاعبيه بمزيد من الإرهاق خاصة وأنه يواجه منافسين مرتاحين جدا.. الأمر الذى قد يكلفه ضياع العديد من النقاط اللهم إلا إذا تفوق كولر على نفسه فى تطبيق المداورة دون إحداث الخلل فى التشكيل والأداء ..وأيضا إذا تفوق اللاعبون على أنفسهم وحققوا سلسلة انتصارات متواصلة فى المباريات الثمانى المقبلة بما فيها قمة الزمالك يوم 25 يونيو وقمة بيراميدز يوم 12 يوليو المقبل.
أخيرا أؤكد أننى لا أعقد مقارنة بين كأس أمم أوربا والدورى المصرى ..لكننى أتحدث فقط عما نستمتع به هناك ..وما نعانى منه هنا!!