> تعيش مصر موجة من الطقس لم تشهدها منذ وقت بعيد حيث فاقت درجة الحرارة معدلها الطبيعي في مثل هذه الأيام من الأعوام الماضية، وكان لها من الآثار السلبية الكثيرة بسبب الكتل الهوائية الصحراوية مع وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا والتي تسببت علي مدار الأسابيع الماضية في اندلاع بعض الحرائق وتعرض الكائنات البحرية لخطر الاختناق بسبب ذوبان بعض الغازات مثل الاكسجين وثاني أكسيد الكربون كما يؤثر التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية مثل عادم السيارات المتزايد الناتج عن حرق الوقود الأحفوري مثل البنزين أو الفحم والمازوت بالاضافة إلي سوء التعامل مع البيئة.
> أرجع خبراء الأرصاد ارتفاع درجات الحرارة في مصر إلي تأثرها برياح شديدة الحرارة من شبه الجزيرة العربية مع الارتفاع الحاد بنسبة الرطوبة الأمر الذي يسبب بعض المشاكل الصحية والبيئية علي المواطنين بسبب ضربات الشمس التي لم يعتد المواطنون عليها في مصر من قبل كما تؤثر علي الثروة الحيوانية والداجنة وبعض المحاصيل الزراعية.
> أحسنت القيادة المصرية بتوجهاتها من خلال مبادرة رئاسية لزراعة 100 مليون شجرة للمساهمة في اضفاء الظل في الشوارع والطرقات للحد من اشعة الشمس ووجود الاكسجين نتيجة لعملية البناء الضوئي والتلطيف من درجة حرارة الجو والحفاظ علي حياة الكائنات الحية وحركة المياه في البحار والمحيطات.
> تضمن منهج القراءة في المناهج الدراسية عندما كنا بالمرحلة الابتدائية في سبعينيات القرن المنصرم أهمية زراعة الاشجار وكان يحثنا علي زراعة الاشجار والحفاظ عليها كثروة شجرية واقتصاد قومي ودورها في الحفاظ علي البيئة وكنا نسير في شوارع القرية بصحبة مدرس التربية الزراعية الذي كان يدعمنا ويوجهنا لكيفية زراعة الأشجار وكان منها المثمر وغير المثمر بل كان يحثنا علي ريها بالماء والمحافظة علي هذه الاشجار وعدم التعرض لها بأي فعل يضربها.
هذه المبادرة الطيبة تحتاج إلي هيئة قومية مثل هيئة مياه الشرب والصرف الصحي وغير ذلك من الهيئات علي أن تكون لها موازنة خاصة باشراف وزارة الزراعة وتحت رعاية المحافظين وأن يتم ذلك من خلال مشروع قومي مدروس علي أن يشمل ذلك الطرق الصحراوية السريعة وداخل المدن الجديدة التابعة لوزارة الاسكان والتعمير.
> مصر بحاجة لزراعة مائة مليون شجرة مثمرة علي الطرق وفي الشوارع بشرط كل منطقة أو طريق معين أن يزرع بنوع معين مثل المانجو أو الكمثري أو الجوافة، ونحن بحاجة لزراعة أعداد كبيرة من شجرة النخيل وكذلك الاشجار الخشبية من مثل الكافور والتوت والجميز والصفصاف.
هذا المشروع إذا تم تنفيذه كما هو مخطط له سوف يحد من درجة الحرارة القاسية ويدر دخلاً للبلاد من الثمار من ناحية والاخشاب من ناحية اخري ناهيك عن الشكل الحضاري هذا بحاجة ماسة إلي برامج توعوية في التليفزيون والصحافة وفي المناهج الدراسية حتي يعرف المواطن القيمة الحقيقية لهذه الثروة القومية..