تعتبر قرية البهنسا الأثرية واحدة من أشهر المزارات والأماكن المقدسة في صعيد مصر لما تمتاز به من آثار فرعونية قديمة فهي تعد مزاراً لرحلة العائلة المقدسة وشاهدة علي أحداث الفتح الإسلامي لمصر كما أن لها حصناً عتيقاً أقامه الرومان وبها مقابر وأضرحة ومقامات يزورها المئات يومياً للترويح والتبرك.
جاء البهنسا مجموعة من الصحابة والتابعين بل ومن أصحاب بدر أثناء الفتح الإسلامي لمصر في عهد عمر بن الخطاب واستشهدوا ودفنوا في أرضها.. ففي مدينة البهنسا نجد قبور مئات من صحابة رسول الله – صلي الله عليه وسلم – استشهدوا وتوفوا علي أرض مصر منهم 70 صحابيا ممن شاركوا الرسول – صلي الله عليه وسلم – في معركة بدر الكبري، والتي انتصر فيها المسلمون علي المشركين 90 فدانا كاملة هي مساحة أرض الجبانات تضم أكثر من 15 قبة أثرية مسجلة لدي وزارة الآثار المصرية.
تشتهر قرية البهنسا بـ»البقيع الثاني» أو «البقيع المصري» لما تضمه من مقابر وأضرحة لعدد كبير من الصحابة والتابعين الذين دخلوا مصر عقب الفتح الإسلامي حيث تحوي المدينة أكثر من 30 مقبرة وذلك عندما أرسل عمرو بن العاص جيشا لفتح الصعيد عام «٢٢ هجرية» بقيادة قيس بن الحارث وعندما وصل إلي البهنسا كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة مما أدي إلي سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين.
ولقد سئل الحسن البصري – رضي الله عنه – لماذا أويت إلي البهنسا فقال: «كيف لا آوي إلي بلد آوي إليها المسيح عليه السلام وتنزل علي جبانتها كل ليلة خمسين ألف رحمة» وقبر الحسن البصري موجود أيضاً بالبهنسا.
روي أن إقليم البهنسا أكثر بركة من جميع الأرض كلها وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «ليس بعد مكة والمدينة والأرض المقدسة والطور أرض مباركة إلا أرض مصر والبركة هي في الجانب الغربي» قال: ولعلها البهنسا وكان علي بن الحسن يقول: إنه ليس بأرض مصر بالوجه القبلي أرض مباركة ولا أكثر من أرض البهنسا.
من أهم الآثار داخل قرية البهنسا هي الآثار الإسلامية والتي تشتمل علي مساجد أثرية ومقابر «مقامات» لشهداء الجيش الإسلامي الذين شاركوا في فتح مصر واستشهدوا علي هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد المصري حيث يوجد أكثر من موقع تاريخي منذ عهد الفتح الإسلامي لمصر والتي استشهد فيها نحو 5000 صحابي وتابعي منهم 70 بدريا وهم ممن حضروا مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – غزوة بدر.ومقام الحسن بن صالح بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب أي حفيد رسول الله محمد وهو يعتبر من أقدم المساجد كما يوجد بالبهنسا مقابر ذات طابع فرعوني ترجع إلي العصر الصاوي من الأسرة 26 وبها العديد من التوابيت والقوالب الحجرية وهناك أيضاً العديد من المقابر ترجع إلي العصر الروماني ثم مقابر ودفنات قبطية متنوعة وعلي أطراف البهنسا تقع مجموعة أضرحة السبع بنات وهي تلك الأضرحة التي تدور حولها أساطير وملاحم شعبية وتراث تتذكره الأجيال.
وأخيرا ونحن نعمل على زيادة المزارات السياحية عن مصادر لزيادة الدخل القومي لبلدنا لماذا لا يتم إدراج هذه المنطقة المباركة علي خريطة المزارات السياحية؟