فى عام 1984 وفى العاصمة الأمريكية واشنطن كانت السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل انور السادات تتحدث فى جامعة أمريكية عن كتابها الذى تعتزم اصداره بعنوان «سيدة من مصر».
وعندما جلست إلى جوار السيد مرسى سعد الدين الرئيس السابق لهيئة الاستعلامات المصرية الذى كان مرافقا للسيدة جيهان فى محاضرتها التى كانت شبكات التلفزيون الامريكية حريصة على نقلها وابراز الحضور الكبير الذى شمل زوجات الرؤساء الأمريكيين السابقين روزالين كارتر وبيتى فورد ونانسى ريجان زوجة رونالد ريجان فإننى اذكر اننى قلت له إن السيدة جيهان السادات بحضورها الطاغى والمؤثر فى المجتمع الامريكى يمكن ان تكون سفيرة لمصر فى الولايات المتحدة الامريكية وابتسم ولم يعلق..!
واليوم أستعير عنوان كتاب السيدة جيهان السادات «سيدة من مصر» للتحدث عن سيدة أخرى من الذين لا يعرفهم الناس ولكن يعرفهم الله.
اتحدث عن السيدة التى كانت مثار السوشيال ميديا فى كل انحاء العالم خلال الساعات الماضية.. السيدة التى ظهرت فى مقطع فيديو وهى تسير وحيدة فى درجة حرارة مشتعلة فى وسط الصحراء فى الطريق إلى جبل عرفات وهى تحمل فوق رأسها حقيبتها السوداء الصغيرة وفى يدها اليسرى حقيبة اخرى بيضاء.. السيدة التى كانت تسير بخطوات بطيئة وبتصميم على الوصول لجبل عرفات سيرا على الاقدام.. السيدة التى تجاوز عمرها الستين عاما والتى كانت تمثل صلابة المرأة فى الوصول إلى الهدف المنشود.. وهو الوقوف على عرفات والتحدث مع الخالق.
ولأن الدنيا كلها تابعت هذه السيدة المؤمنة فإنهم قد توصلوا إلى هويتها.. ووجدوا انها من مصر.. ماجدة محمد مرسى «63 عاما» من احدى قرى محافظة القليوبية جاءت للحج.. جاءت تحقق حلم العمر جاءت مستعدة للقاء المولي.. جاءت تبحث وترجو ان يحسن الله خاتمتها.. جاءت تردد لبيك اللهم لبيك.. إن الحمد والملك لك.
ومن غيرها يفعل ذلك؟ من غير الأم المصرية والفلاحة المصرية.. والقيمة المصرية يقدم على ذلك.. فى مصر جاءت.. من ريف مصر العظيم كان الاعداد وكانت النشأة كل أم وكل امرأة فى ريف مصر هى قصة عطاء هى قصة تضحية وقصة وفاء.. امهاتنا العظيمات من ريف مصر قدمن افضل الرجال وكافحن فى ظروف بالغة الصعوبة للحفاظ على قوة ومكانة الأسرة المصرية بكل عراقتها واصالتها.. امهاتنا فى ريف مصر اساطير تشهد على تاريخ هذه الأمة القوية بمعدن شعبها النفيس وماجدة ألهبت خيال العالم فى طريقها إلى الله وبدعم من الله.. وبقوة تفوق قدرات البشر.. بقوة الايمان والعقيدة.. وليتنا كنا معها وإلى جوارها.
>>>
ولا حديث اخر فى السوشيال ميديا إلا عن الطيار الذى انتقل إلى رحمة الله وهو يقود طائرة احدى شركات الطيران الخاصة فى الطريق من القاهرة إلى مدينة الطائف السعودية.
مساعد الطيار الذى هبط بالطائرة هبوطا اضطراريا فى مطار جدة لم يتردد فى ابلاغ الركاب بخبر وفاة الطيار حسن يوسف عدس.
والسوشيال ميديا انقسمت حول رد فعل مساعد الطيار من ابلاغ الركاب واثارة مخاوفهم..! وبدون الدخول فى جدال وتبرير فإننى واحد من الذين لو كانوا على هذه الطائرة واستمع إلى مساعد الطيار وهو يعلن خبر وفاة الطيار لكان ممكنا ان اكون فى خبر كان قبل هبوط الطائرة..!! ياراجل.. فى هذه الظروف فإن الحقيقة ينبغى تأجيلها.. والكذب مؤقتا افضل..!
>>>
ونعيش مع الخوف والقلق وهذه المرة يأتينا الذعر من اليابان وحيث يتحدثون عن بكتيريا آكلة للحوم البشر تنتشر فى الجسد وتهلك صاحبها خلال 48 ساعة..!!
ولأن هناك تصميما على ما يبدو فى التخلص من كبار السن بعد ان فشلت «الكورونا» فى ذلك فإن البكتيريا الجديدة تهاجم من هم فوق الخمسين عاما.. وهم الاكثر عرضة للاصابة بها..!
ولا يوجد نصيحة تقدم للوقاية وتفادى البكتيريا إلا بالنظافة نظافة الايدى دائما ومعالجة اى جروح مفتوحة بسرعة ولا تهمل جرحا ولا نزيفا.. تحرك على الفور وبدون تردد..!
>>>
ومن هم اسوأ انواع البشر؟ اسوأ انواع البشر هو الجاهل عندما يرتبط الجهل بالغرور وجنون العظمة..! واقول ذلك فى مناسبة حوار تليفزيونى شاهدته فى قضية دينية بين اطراف يدعى كل منهم انه يحمل فكرا ورؤية.. حوار للطرشان لا احد فيه يستمع للاخر.. حوار نرجسى يسخر فيه كل طرف من الآخر ويكاد ان يلتهمه التهاما ان تمكن من ذلك..!! حوار يعكس كل مأساة الحوار.
>>>
وفنانة ظهرت فى برنامج اخر تتحدث عن السحر والجن وعلاقتها به.. وتروى فى ذلك قصصا غريبة «بحس بجن معايا فى الفراش وبيعمل….»!! ولا نصيحة لهذه الفنانة الصريحة بزيادة إلا أن تستغطى كويس..!
>>>
وتحية من القلب للذين لم يقضوا العيد مع أسرهم.. تحية لكل رجل مرور وقف فى الشارع.. تحية لكل شرطى استمر فى خدمته.. تحية لكل مقاتل صامد على الحدود.. تحية لكل عامل خدمات استمر يؤدى واجبه.. تحية إلى كل عامل لم يتوقف عن الإنتاج.. تحية لكل طبيب ظل فى مستشفاه ولكل ايد حانية كانت ترعى المرضي.. تحية للذين يبذلون كل الجهد لتمضى الحياة.. هؤلاء جميعا من الثروة لهذا الوطن وهم مصدر قوته.
>>>
وأخيرا:
>> وليس كل الناس أهلا للعتاب.. وردود الناس لمناسباتك السعيدة يختصر لك ما انت بحاجة لمعرفته عن شعورهم وافكارهم تجاهك.
>> واصغ جيدا لما يقوله أعداءك، ففى كلامهم الكثير من الحقيقة التى اخفاها أحباؤك.. وتذكر أن كل الاشياء البعيدة لها رب يقربها.