هنية: أبدينا مرونة تجاه «خطة بايدن».. وإسرائيل لم تتجاوب
سادت حالة من البلبلة والغموض واللغط فى الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، بعد إعلان جيش الاحتلال عن وقف مؤقت لعملياته فى جنوب قطاع غزة ثم نفيه وقف القتال واستمرار عملياته فى رفح الفلسطينية.
كانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن بيان للجيش الإسرائيلى أنه سيلتزم بـ«هدنة تكتيكية فى الأنشطة العسكرية» يوميا فى قسم من جنوب قطاع غزة خلال ساعات محددة من النهار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية. ثم عاد لينفى ذلك ويقول إنه لا يوجد وقف لإطلاق النار والقتال فى رفح الفلسطينية متواصل.
وأبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سكرتيره العسكرى أمس أن تطبيق «وقف إنساني» للنار فى رفح الفلسطينية أمر مرفوض، علماً أن قرارا كهذا يفترض أن يكون قد عرض ضمن مجلس الوزراء، حسب ما ألمح وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير .
وادعا أنه لم يتم التنسيق معه بشأن الهدنة التكتيكية فيما هاجم جانتس وآيزنكوت خلال جلسة الحكومة وقال انهما يريدان تغيير أهداف الحرب.
فيما قال بن غفير عبر حسابه على منصة «إكس»: «من قرر (وقف تكتيكي) لأغراض إنسانية، خاصة فى وقت يسقط فيه أفضل جنودنا فى المعركة هو أحمق وشرير، لا ينبغى أن يستمر فى منصبه.. للأسف هذا الإجراء لم يتم عرضه على الكابينت وهو يتعارض مع قراراته».
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن وزير الدفاع يوآف جالانت لم يعلم مسبقا «بالهدنة التكتيكية» فى جنوب قطاع غزة والجيش اضطر لإصدار بيان توضيحي.
وذكرت صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلى ينفى أن يكون قرار ساعات التهدئة فى جنوب قطاع غزة مخالفا لموقف المستوى السياسي. ونقلت الصحيفة عن الجيش قوله إن التهدئة التكتيكية قرار عسكرى يخضع لسلطة قائد القيادة الجنوبية.
كما أشار كبار المسؤولين فى الجيش الإسرائيلى إلى أن الأمر لا يتعلق بأى نهاية للقتال أو توقفه، بل بنقل البضائع. ورأوا أن «قرارا من هذا النوع لا يشترط أن يمر على مستوى سياسى، لكن موافقة جنرال كافية»، وفق ما نقلت القناة الـ 13 الإسرائيلية.
من جهته، انتقد اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلى إسحاق بريك سياسة نتنياهو، وقال إن الحرب على غزة فقدت غايتها ومستمرة فقط من أجل مصلحته وحذر من أى قرار بمهاجمة «حزب الله». وأضاف أن «ما يجرى فى رفح عار فنحن لا نقاتل حماس بشكل فعلى بل هم يفخخون الطرقات ونحن نقتل».
على صعيد ملف الهدنة، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لـ» حماس»، أمس، إن الحركة حافظت على قدراتها القتالية فى كل المواقع، حتى التى دمرها الجيش الإسرائيلي.
وشدد «هنية» فى كلمة متلفزة فى أول أيام عيد الأضحى على أن حركته وباقى الفصائل أبدت جدية ومرونة للتوصل لاتفاق يوقف الحرب، مشيرا إلى أن رد «حماس» الذى سلمته للوسطاء متوافق مع الأسس التى وردت فى خطاب الرئيس الأمريكى جو بايدن، لكنه استدرك: «إسرائيل لم تتجاوب مع المرونة التى أبديناها».
وقال هنية إن الحل سيتحقق من خلال مفاوضات تفضى لاتفاق متكامل مهما راوغت إسرائيل لتعطيل الوصول إليه، مبديا فى الوقت نفسه التمسك بدور الوسطاء، ومشددا على أهمية ما يقومون به. وفيما يخص معبر رفح، قال «هنية»: «على المجتمع الدولى إجبار إسرائيل على الانسحاب من معبر رفح، لكونه معبرا مصريا فلسطينيا خالصا».
وعلى الصعيد الميداني ارتكب الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها41 شهيدا و 102 مصاب خلال الساعات الـ24 الماضية ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة إلى 37337 شهيدا و85299 مصابا منذ 7 أكتوبر، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط 5 شهداء، جرّاء قصف إسرائيلى استهدف مخيم الشابورة فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، فجر أمس.
كما سقط شهيدان بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حى تل السلطان غربى رفح الفلسطينية. وأفادت الأنباء بأن جيش الاحتلال يستهدف سيارات إسعاف أثناء محاولتها انتشال جثامين شهداء فى حى تل السلطان برفح الفلسطينية .
كما أصيب ثلاثة فلسطينيين بنيران مسيرات الجيش الإسرائيلى فى مناطق متفرقة بمدينة غزة. وأفادت الأنباء بأن اشتباكات ضارية تخللها انفجارات عنيفة وقعت شرق مفترق الكويت جنوب شرق مدينة غزة.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى سكنيا فى المغراقة وسط القطاع. واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلى شرق مدينة خان يونس ورفح الفلسطينية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن معارك شمال غزة أودت بحياة جنديين إسرائيليين، إثر انفجار دبابة.
كان متحدث باسم الجيش الإسرائيلى أعلن سقوط 8 جنود خلال معارك فى جنوب قطاع غزة.. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجنود الإسرائيليين الثمانية سقطوا بانفجار فى مدينة رفح الفلسطينية، جنوب القطاع.
وفى الضفة الغربية، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مخيم الفارعة جنوبى مدينة طوباس. واندلعت اشتباكات فى المخيم بعد عملية الاقتحام.
من جهته، ذكر نادى الأسير الفلسطينى أن الاحتلال الإسرائيلى يعتقل أكثر من 9300 أسير بينهم 75 امرأة و250 طفلا على الأقل. وأضاف النادى أن هناك 3400 معتقل إدارى على الأقل فى سجون الاحتلال، إضافة إلى 600 أسير يقضى بعضهم أحكاما مؤبدة وبعضهم يطالب الاحتلال بإصدار مؤبدات بحقهم.