فى مشاهد بديعة.. وفى أجواء احتفالية رائعة.. وفى بلد يعرف كيف يعبر عن فرحته.. وكيف تكون الحياة البسيطة مصدرا للسعادة.. فإن ساحات مصر كانت تغص وتعج بالحشود التى تجمعت بعد صلاة عيد الأضحى المبارك تتبادل التهنئة بابتسامة صافية وقلوب مؤمنة يملؤها الخير والنقاء.
فى ساحات المساجد من عمرو بن العاص إلى مصطفى محمود إلى مسجد الصديق.. إلى ساحة مسجد سيدى بشر بالإسكندرية إلى كل محافظات مصر وفى مدنها وقراها كانت كل مظاهر الفرحة وتحدى الأجواء الحارة.. كان الجميع رجالا ونساء وأطفالا يحتفلون بالعيد.. ويعيدون التأكيد على خصوصية هذا الشعب الطيب الذى لا تمنعه الهموم أو مصاعب الحياة من أن يستعيد بهجة الأعياد ورونقها وأن يقضى أوقاتا من التفاعل الاجتماعى القائم على المحبة والمشاركة وحب الحياة.. ومصر الجميلة.. مصر الفرحة.. مصر الأمل المتجدد دائما.. مصر احتفلت بقدوم العيد.. واللهم اجعل أيامنا كلها أعياداً.
>>>
وبينما العيد فرحة.. والعيد غنوة حب جميلة فإن العيد على الحدود فى غزة هو استمرار لمعاناة أهالينا هناك.. والعيد الذى ننتظره هو عيد تحقيق الأمن والأمان والاستقرار للشعب الفلسطينى الشقيق وحقه فى الحياة.. ننتظر هذا اليوم ونتمنى تحقيقه وتكليل جهود وتضحيات الشهداء.. لقد أناروا معالم الطريق ولا ينبغى أن تذهب تضحياتهم سدي..!
>>>
وعلى الحدود فى السودان الشقيق تدمع قلوبنا قبل أعيننا ونحن نتألم لما يحدث من قتال ومعارك أهلية بين أبناء الشعب الواحد.. نتألم ونحن نسمع عن رحلات الموت فى مدينة «الفاشر» نتيجة للقتال الدائر بين الجيش الوطنى فى مواجهة الدعم السريع وهو ما أدى إلى نزوح ما يقرب من أربعين ألفا من سكان الفاشر للبحث عن ملجأ آمن فى ظل نقص للغذاء والدواء.. ومأساة إنسانية مختلفة ولا يعرف لها فائز أو مهزوم لأن الجميع خاسر فى هذه الحرب العبثية التى آن لها أن تشهد النهاية وأن يستعيد سوداننا الجميل عافيته وأمنه واستقراره.
>>>
ومن السودان إلى العرافة.. العرافة اللبنانية ليلى عبداللطيف التى احتلت وأثارت الاهتمام بتوقعاتها وقراءاتها المستقبلية للأحداث.. وأحاديثها الأخيرة التى اختلطت فيها النبؤات بالتوقعات بالرغبات بالإيحاءات بالتحذيرات.. وبالرغبات والأمانى أيضاً..!
وفى توقعاتها ونبؤاتها الأخيرة عن العديد من دول المنطقة ومجريات الأمور فيها فإنها لم تكن توقعات أو نبؤات مبنية على «رؤية الطالع» والمستقبل بقدر ما هى توقعات «مدسوسة» ونوع من حروب الجيل الخامس والسادس والسابع والعاشر أيضاً للتأثير على مجريات الأحداث وتوجيهها.. ونوع من الحروب النفسية التى تستهدف أهدافا معينة.. واستخدام خبيث تحت غطاء من البساطة والاجتهادات.. والأيام كفيلة بكشف المستور..!
>>>
ويذهب البعض لأداء مناسك الحج والتى فيها ننسى الدنيا وما عليها ونذوب فى الذات الإلهية عشقا وتقربا وطلبا للرحمة والمغفرة.
ويذهب البعض الآخر متذكرا الدنيا وما فيها وباحثا عن «التريند» والشهرة.. ويرسل صورا وفيديوهات وهو يطوف.. وهو يبكي.. وهو يتحدث من أمام الكعبة.. وهو واقف فوق جبل عرفات..!!
وقد تكون نوايا هذا البعض طيبة.. وقد يكون ساعيا إلى مشاركة الناس له فى أحاسيسه ومشاعره وانبهاره بالحدث العظيم.. ولكننى لا أرى ذلك ضروريا.. ولا مستحبا.. هذا السلوك يتحول إلى نوع من الاستعراض على حساب هيبة وقدسية الحج الذى يسمو بنا فوق الدنيا وآثامها وحواراتها.
>>>
ولا حديث إلا عن «الصفعة».. صفعة عمرو دياب للمعجب الذى حاول التصوير معه.. فالشاب الذى تلقى الصفعة اتجه إلى القضاء وتضامن معه عدد كبير من المحامين الذين يطالبون عمرو دياب بتعويض عن الصفعة بقيمة مليار جنيه كاملة فى أغلى وأعلى تعويض عن صفعة فى تاريخ مصر..!!
ولأن القضية أصبحت أمام القضاء فإن التعليق عليها لم يعد جائزا وللقضاء كلمته المبنية على الوقائع والشهود فإننى أعبر عن قناعات شخصية.. فأنا لست من المعجبين بعمرو دياب وان كان له جمهوره وقيمته ومكانته الفنية.. ولكن فى الوقت نفسه لست متعاطفا مع هذا الشاب الذى كان يلح فى التصوير مع عمرو دياب.. وليه.. ما اعرفش.. شيئا ما يمنعنى من التعاطف معه.. مجرد شعور..!
>>>
وقال لى الشاب الصغير وأنا أحاول أن أجد مكانا لسيارتى فى أحد شوارع مدينة نصر.. هل تريد أن أنظف لك السيارة قبل أن تعود.. وأشرت له بأن السيارة لا تحتاج ذلك.. وقال هل تريد أن أحرسها لك.. وابتسمت وطلبت منه أن يتركها لحالها.. وانصرفت.. وعندما عدت وجدته جالسا على السيارة.. وهتدفع.. يعنى هتدفع.. وطبعا دفعت.. وهل يوجد لدينا خيار آخر..!
>>>
وأخيراً:
ووردة واحدة لإنسان على قيد الحياة.. أفضل من باقة كاملة على قبره.
>> ولا.. والذى خلقنى وخلقك إن الفراق .. صعب جدا فحنينى إليك دائم الحضور… والبار بأمه لا يضيع ولا يخيب ولا يخسر.
>> والسيرة الحسنة كشجرة الزيتون.. لا تنمو سريعاً ولكنها تعيش طويلاً.