يحتفل اتباع الطرق الصوفية وابناء منهج الإمام سيدى أبو الحسن الشاذلى المتوفى 656 هجرية بمولده خلال احتفالات عيد الأضحى المبارك كل عام بمسجده وضريحه الشريف فى قرية الشاذلى بوادى حميثرا فى مدينة مرسى علم جنوب شرق محافظة البحر الأحمر.
فى العقود الماضية كان الوصول لتلك القرى النائية والبيئة البدوية أشبه برحلات المغامرات المحفوفة بالمخاطر، من حيث وعورة الطرق وندرة مصادر المياه العذبة بخلاف حوادث الفقد والتيه فى دروب وصحارى البحر الأحمر.
وبخلاف ندرة أو ضعف الخدمات الأساسية لأهل البادية فى العقود الماضية، كان يُطل عليهم قرب عيد الأضحى المبارك زوار ومريدو الشيخ أبو الحسن الشاذلى يحملون الخيرات لإخوانهم هناك، ولا مانع من تبادل تجارى بسيط بين المنتجات والأعشاب البدوية وبين سلع أهل المُدن، ويُمثل جركن المياه العذبة وقتها أجمل هدية لأهل البادية.
وما أن وصل قطار التنمية خلال العشرة أعوام الماضية إلى تلك القرى من خلال شق الطرق والرصف وإعادة التأهيل الدورى بسبب مياه الأمطار، وإنشاء العديد من المحطات الكبيرة لتحلية مياه البحر، وانشاء المنازل البدوية بنفس المعايير الجغرافية لسكان البادية هناك.
كما ان المشروع القومى لتطوير التعليم ما قبل الجامعى انشأ العديد من المدارس واستراحات المعلمين المغتربين والحوافز المالية لمعلمى المناطق النائية.
الحياة الصحية الكريمة لسكان البادية فى الجنوب اشتملت على إنشاء العديد من المستشفيات والمراكز الطبية ونقاط الإسعاف لخدمة التجمعات البدوية إضافة الى القوافل العلاجية والسلع الغذائية والمياه لكل المراكز والقرى من مدينة سفاجا شمالا مرورا ببرنيس ومرسى علم وقرى شلاتين ومدينة حلايب وصولا الى مُدن أبو رماد وحدربة أقصى الجنوب.
ولعل وجود ضريح ومسجد سيدى أبو الحسن الشاذلى فى وادى حميثرا كأقدم مساجد محافظة البحر الأحمر ومقصد ومزار دينى يأتى مريدوه من شتى أنحاء العالم، يجعل المشروع القومى لإحياء مسار آل البيت يتخطى جغرافيا القاهرة الكبرى ويمتد إلى بقاع أخرى بجنوب البلاد.
وقد تمتد مشروعات مسار آل البيت إلى ما يسمى بـ «بقيع جنوب مصر» ألا وهى «جبانة أسوان التاريخية» التى ضمت قبوراً وشواهد لصحابة وتابعين شاركوا فى الفتح الاسلامى لمصر عام 21 هجرية من جيوش الصحابى عمرو بن العاص لحماية الثغر الجنوبي.
كما لا ننسى ما يسمى شعبيا بـ»بقيع شمال البلاد» فى محافظة المنيا و»مقابر البهنسا» التى تحوى جثامين أكثر من 5 آلاف صحابى ومن آل بيت النبى شاركوا فى معارك المسلمين ضد الرومان ابان فتح مصر.
كلنا أمل ان تكتمل مشروعات تطوير وإحياء مسار آل البيت ومسار العائلة المقدسة كمقاصد سياحية ومزارات دينية وقيم تاريخية تدخرها مصر للعالم.