قرأت بعض القصص المعبرة خلال الأيام الماضية وبها العديد من العبر والعظات فأحببت أن أشارككم ما بها.
يحكى ان شاباً كان لا يجد وقتاً لأمور حياته اليومية بسبب انشغاله فى أعماله، فقرر أن يشترى جارية تقوم بشئون بيته. ونزل الشاب إلى سوق النخاسة فى بلده واخذ يبحث بين الجوارى حتى وقعت عيناه على جارية ذات وجه كالبدر وقوام كالمهرة، فلم يستطع أن يقاوم جمالها وتقدم لشرائها.
بعد مفاوضة حول سعرها ؛ دُفع الثمن وكُتب الصك، وبعد ان تهيأت للانصراف معه قامت بتصرف مفاجئ.. عادت للنخّاس ولطمته لطمة على وجهه، فجحظت عيناه وسط ذهول من الجميع، فأراد الانتقام منها ورد الصفعة؛ وقبل ان يتمكن من ذلك وقف الشاب بينه وبينها وأخبره بهدوء أنه أصبح ولى أمرها ولا يحق له رد الصفعة. النخاس حاول بكافة الطرق أن يرد له الجارية بأى ثمن الا أن الشاب رفض، ونصحه أن ينسى ما حدث حتى لا ينتشر خبر صفع الجارية للنخاس بين الناس. وانطلق الشاب مع جاريته إلى منزله، وأعدّ لها ملابس جديدة «استحمت وتطيبت»ثم وجدته أعد لها ما لذ و طاب، فجلست معه على المائدة تأكل وتنظر له بابتسامة، ثم جالسته تحدثه، فقالت: لمَ لم تسألنى لماذا صفعت الرجل؟ فرد عليها: جواب عرفته فلمَ انتظره؟ وما اظنكِ لطمتيه إلا انتقاما لا تعدّيا.
قالت: صدقت، ولكن هل عرفت كان انتقاما ممَ؟ قال: حرةٌ استُعبدَت، وأريدَ بها أن تُرَوَض فما رُوضَت، فعذِّبَت و أوذيَت. قالت فى ذهول: صدقت!! والله ما مر عليّ امرؤٌ مثلك، فكيف عرفت كل هذا؟! قال: علمٌ به انتفعت، واصلٌ به ارتفعت، وخُلُقٌ له رَجعت. فقالت: وهل ثلاثتهم ابلغوك عن وَجَعَ الرّق وذُلّ العبودية؟! فقال دون تردد: اذهبى فانتى حرّة. خرجت الجارية وقد أصبحت حرة، ثم عادت ومعها شيخ وشاهدان، وقالت: حمقاء من عرفتك ثم فرّطت بك، وانى قد زوجتك نفسي.
>> صفع رجل «جحا» على قفاه بعرض الطريق يريد أن يسخر منه: فأخذ جحا بتلابيبه إلى القاضى ولم يقبل منه اعتذاره بالخطأ فيه؛ لأنه ظنه من أصدقائه الذين يمازحونه بمثل هذا المزاح الثقيل. وكان الرجل العابث من معارف القاضى فأحب أن ينجيه من العقاب، وحكم لجحا بأن يصفعه كما صفعه أو يتقبل منه عشرة دراهم على سبيل الجزاء أو التعويض. وطمع جحا فى الدراهم فسأل القاضى المدعى عليه: أمعك الدراهم؟ وفطن صاحبنا لغرض القاضى فقال: كلا، ولكننى أحضرها بعد قليل من البيت.
أذن له القاضى بالانصراف لإحضار الدراهم، فذهب ولم يعد. وطال الانتظار على جحا، فأدرك حيلة القاضى واقترب منه كأنه يهمس فى أذنه، ثم صفعه صفعة عنيفة، وقال له وهو ينصرف: إذا عاد إليك الرجل بالدراهم، فخذها حوالة منى إليك.
>> نزل الجاحظ على صديق له، فلم يطعمه لحما، فعرّض له، فقال الصديق: إنى لا أكثر اللحم منذ سمعت الحديث: «إن الله يكره البيت اللحم». فقال الجاحظ: يا أخي، إنما أراد البيت الذى تؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة.. فلم يؤخر حضور اللحم منذ ذلك الوقت.