المحافظون: قادرون على تحويل الاستقرار إلى انتعاش فى مسار صحيح
العمال: نسعى للتغيير وإنهاء 14 عاما من فوضى الحزب المنافس
بدأ مرشحو الأحزاب السياسية فى بريطانيا حملاتهم الدعائية فى الانتخابات التشريعية المزمع عقدها فى الرابع من يوليو القادم. ومن أبرز المرشحين رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك عن حزب المحافظين ومنافسه فى حزب العمال كير ستارمر.
وإذا فاز حزب العمال فى الانتخابات، فسينهى 14 عاماً من حكومة المحافظين، وسيكون لبريطانيا، التى اشتهرت ذات يوم باستقرارها السياسي، ستة رؤساء وزراء فى ثمانى سنوات لأول مرة منذ ثلاثينيات القرن الـ19.
ويتبارز المتنافسون فى الانتخابات داخل ساحة الاقتصاد البريطانى للوصول الى سدة الحكم وقيادة سادس أكبر اقتصاد فى العالم، الذى عانى لسنوات من النمو المنخفض والتضخم المرتفع، ولا يزال يكافح من أجل إنجاح قراره لعام 2016 بالخروج من الاتحاد الأوروبي. يتعافى اقتصاد بريطانيا ببطء من الصدمة المزدوجة المتمثلة فى «كوفيد-19»، وارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب فى أوكرانيا. هذه الخلفية تجعل الاقتصاد واحدا من أهم ساحات المعارك الانتخابية.
سوناك، الذى يتزعم حزب المحافظين بدأ اللعب على وتر الاقتصاد وانجازات حزبه خلال فترة توليه المنصب، حيث كانت رسالته إلى البلاد كل تلك المدة، هى أن الاقتصاد يسير على المسار الصحيح، وأن حزبه وحده هو القادر على تحقيق الاستقرار.
وأعلن سوناك عن عقد الانتخابات المبكرة فى شهر يوليو القادم، فى اليوم الذى عاد التضخم بالقرب من المستوى المستهدف، وكانت رسالته الأولى إلى الناخبين هى أن خطته للاقتصاد ناجحة، وأنه وحده القادر على تحويل هذا الاستقرار إلى انتعاش يستفيد منه الجميع.
وذكرت شبكة «سكاى نيوز» البريطانية أن سوناك أقر بأن السنوات الماضية كانت «صعبة» ، لكنه أكد أن حكومته تمكنت من إحراز تقدم حقيقى انعكس بوضوح فى تراجع معدل التضخم ونمو الاقتصاد بوتيرة صحية وارتفاع الأجور بشكل مستدام منذ أشهر وانخفاض فواتير الطاقة.
لكن فى المقابل، بدأ زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر حملته من مدينة «كنت»، حيث ألقى خطابا حماسيا أمام عدد من أنصار الحزب الذين رفعوا لافتات مكتوب عليها «التغيير».
يركز حزب العمال، الذى شعاره الرئيسى هو التغيير ، على حالة الخدمات العامة، وخاصة الخدمة الصحية الوطنية، حيث نمت قوائم الانتظار بشكل كبير.
وقال ستارمر لأنصاره : «لقد سنحت الفرصة أمام الناخبين لإنهاء الفوضى والانحدار الذى استمر 14 عاما على يد حكومة حزب المحافظين، إن المواطنين يدفعون ثمنا باهظا نتيجة قرارات الحكومة الحالية، لذا فإن التصويت لصالح حزب العمال يعنى التصويت لصالح إنهاء الفوضي».
وقال ستارمر فى أول رسالة لحملته الانتخابية، «حزب العمال سيوقف الفوضى ويطوى الصفحة ويستعيد مستقبل بريطانيا»، واصفاً الانتخابات بأنها «معركة حياتنا.
ويدعى كلا الحزبين (العمال والمحافظين) أنهما قادران على توفير الاستقرار الاقتصادى على الرغم من أن حزب العمال يستطيع أن يشير إلى فترة الفوضى فى عهد سلف سوناك، ليز تروس، والتى ارتفعت خلال فترة رئاستها للحكومة البريطانية أسعارالعقارات إلى مستوى قياسي، وسوف يسأل الناخبين ما إذا كانوا يشعرون بتحسن بعد 14 عاما من حكم المحافظين.
كذلك يأمل الديمقراطيون الليبراليون، بقيادة إد ديفي، الذى كان وزيرا فى الحكومة فى الفترة بين 2010 و2015 فى تحدى حزب سوناك فى سلسلة من المقاعد فى جميع أنحاء جنوب المملكة المتحدة.
أما الحزب الوطنى الاسكتلندي، الذى يناضل من أجل استقلال اسكتلندا، فهو الآن ثالث أكبر حزب، مع 43 نائبا. ولكن بعد فترة مضطربة شهدت مؤخراً استقالة زعيمه حمزة يوسف من منصب الوزير الأول فى اسكتلندا، يعلق حزب العمال آمالاً كبيرة على الفوز بمقاعد من الحزب الوطنى الاسكتلندى فى اسكتلندا – مما يساعده فى الحصول على الأغلبية فى جميع أنحاء المملكة المتحدة ككل.