يأتى عيد الاضحى المبارك هذا العام ويسوده حزن كبير لما يحدث من عدوان اسرائيلى غاشم على غزة ادى لقتل اكثر من 37 الفا واصابة أكثر من 85 الفا ومازالت المجازر التى يرتكبها الاحتلال مستمرة دون توقف فلا توجد خدمات صحية وكهرباء ومياه فقد وصل الفلسطينيون لمرحلة يرثى لها من مجاعة حقيقية وامراض تكاد تفتك بهم نظرا لتلوث المياه نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحى وارتفاع درجات الحرارة .. فأين من كل ذلك المجتمع الدولى , فهل ذلك ليس من حقوق شعب اعزل يتم ابادته امام اعين الجميع دون رحمة , للاسف الشديد لا يرى ولا يسمع ولا يشاهد ففى الاونة الاخيرة رأينا صيحات قد انطلقت من دول لتعترف بفلسطين وتؤيدها بكل قوة رأينا دولا وقفت من اجل ان تقول كلمة حق فى وجه من يدعم المحتل وهى تكاد قد تكون قد انقرضت بشكل او بآخر وانكشف وجهها الحقيقى , فلا توجد كلمات نستطيع ان نعبر من خلالها بما يستشعره تجاه كل هذه المشاهد البشعة على مدار ما يقرب من 9 اشهر.
مصر قامت منذ بداية الحرب بتوصيل اكثر من ٩٤ ألف طن من المساعدات الإنسانية للقطاع، وقامت بتوفير الرعاية الصحية لأكثر من ٨٥ ألف مواطن فلسطينى وساعدت فى إجلاء أكثر من ٧٤ ألف مواطن من أصحاب الجنسيات الأجنبية والمزدوجة، إلا أنه يجب بذل المزيد من أجل توفير وتوصيل المساعدات الإنسانية.
الأزمة الإنسانية غير المسبوقة فى غزة هى نتاج متعمد لحرب انتقامية تدميرية ضد القطاع وأبنائه وبنيته التحتية ومنظومته الطبية، يتم فيها استخدام سلاح التجويع والحصار لجعل القطاع غير قابل للحياة وتهجير سكانه قسريًا من أراضيهم دون أدنى اكتراث أو احترام للمواثيق الدولية أو المعايير الإنسانية الأخلاقية.
مصر حذرت من خطورة هذه الحرب وتبعاتها، والتداعيات الجسيمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، لما لها من تأثير وإقامة وضع يعوق التدفقات الإغاثية التى كانت تدخل القطاع بشكل رئيسى من معبر رفح .
هناك أهمية كبيرة لقيام إسرائيل وحماس بإتمام الإتفاق فى أسرع وقت، واتخاذ خطوات جادة وحقيقية تضمن التوصل لوقف إطلاق النار فى كامل القطاع , فمصر تبذل وتواصل كافة المساعى وتكثيف جهودها لوقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة، وضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، وتجاه قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية بضمان النفاذ الكامل ودون عوائق للمساعدات، وفتح جميع المعابر البرية بين إسرائيل وغزة، فضلاً عن توفير الظروف الآمنة لعمل أطقم هيئات الإغاثة الدولية فى جميع أنحاء القطاع .
المسار الأمثل لحل هذه الأزمة من جذورها، ودرء تفاقم تداعياتها الإنسانية والأمنية أو توسيع دائرة العنف لأجزاء أخرى فى المنطقة، يبدأ من وقف فورى يُفضى لوقف دائم لإطلاق النار فى القطاع، وينتهى بمسار سياسى جاد لدعم تنفيذ حل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطينى من حقه المشروع فى إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام ٧٦٩١، وعاصمتها القدس الشرقية، ولتعيش جنباً إلى جنب فى سلام مع إسرائيل .
جهود مصر لا تتوقف فهى اكبر داعم للقضية الفلسطينية على مر التاريخ، وكانت وستظل دائما.. فالدور الحيوى والريادى الذى تضطلع به مصر على كافة المسارات الإنسانية والسياسية والأمنية للحد من الأزمة واحتواء تداعياتها تشيد به جميع دول العالم وهو ما يؤكد ان مصر صمام الامان للقضية الفلسطينية.