في أول أيام عيد الأضحى المبارك، تأخذني تأملات يوم أمس وأنماط طبيعة الشخصية المصرية في هذا اليوم الروحاني المبارك من أول لحظاته لأول لحظات عيده، تجد حالة سائدة بين جموع المصريين مسلمين ومسيحيين يتبادلون التهانى طوال اليوم وتتزاحم الهواتف بعبارات ومكالمات المعايدات الرقيقة، كما تزدحم الشوارع ليلا بمختلف الأعمار كل يسعى لمآربه متحركا بدوافع سعادة العيد واستشعاره. مع تأمل تتابع الأحداث اليوم وأمس تدرك معاني العطاء وتدفق الفرحة بها وهو ما يندر أن يتكرر في أي من بقاع العالم، وهو ما يجعلنا نأخذ ملمحا يعرفنا بطبيعة يوم عرفة الكاملة فهو يوم له قدسيته الخاصة جدا يدركها ويستوعبها من يقف على الجبل المبارك مؤديا لشعيرة الحج، ويتنسمها من يعيش في الوطن المصري حينما يرى من يتسابقون في الخيرات ويسعون للعطاء. ولعلي لا أريد التطرق لمشاهد الأضاحي اليوم بما لها وعليها لكن نأخذ منها دافع الحركة برغبة سامية تريد أن تقدم الكثير للآخر تساعد وتضافر، وليس أدل على هذا المعنى وتحققه في إطاره الأنسب مما كان على مدار الأيام السابقة من صكوك الأضاحي التي تواصلت لوزارة الأوقاف رغبة في إنفاذ المعنى بأفضل صوره، والواقع أن أبرز تجليات هذا وأعظمها ما كان بأمس من تدفقات روحانية مقدسة تنطلق بها الأنفاس لمعنى عرفة الكامل. العطاء بسعادة والذى يمكن أن تعرف يوم عرفة وهذه الساعات من اليوم الأول للعيد ولعله العيد كله، فالمقتدر يعطي ويقدم ليس من باب آداء الفرض ولا تأدية واجب الضمير لكنها الرغبة في إدخال شعور السعادة على الآخر، أما من لا يقدر على العطاء المادي فهو يعطي معنويا مشاعر يفتقر لها الإنسان في العالم هو يقدم الابتسامة والابتهاج.. الطموح والأمل.. يعيش التضرع لله والرجاء.. الدعاء والصلاة، ما أعظم الوطن حين تتأمله وما أقدس المعنى عندما نتفهمه كل عام وكل المصريين بكل خير بمناسبة عيد الاضحى المبارك.