وهكذا تمر الأيام وفقا لإرادة خالق السماوات والأرض ومسيِّر الكون كله بمشيئته ليحل علينا اليوم عيد الأضحى المبارك بعد أن عشنا وقفته ووقفة حجاج بيت الله الحرام فوق جبل عرفات.
الغريب.. أنه بينما الناس جميعا يستقبلون مثل تلك الأيام بالبشر والسرور يجيء هؤلاء المرتدون عن عبادة الله ليعبدوا العجل تارة والشيطان تارة أخرى ليثبتوا فى بجاحة منقطعة النظير أن بينهم وبين فضائل الأخلاق والضمائر الحية عداوة ما بعدها عداوة.. أقصد هؤلاء الإسرائيليين بزعامة سفاح القرن بنيامين نتنياهو الذين قاموا فجر أمس بشن الغارات وقصف القذائف على أهالى غزة ليقتلوا فى التو واللحظة ما يزيد على 26 شهيدا ويصيبوا أكثر من 70 رجلا وامرأة وطفلا فعلوا ذلك وهم يعلمون جيدا أن العيد – أى عيد – يفرض على المتحاربين التحلى بأبسط قواعد الإنسانية هكذا يقول القانون الدولى لكن أى قانون وعصابة الإجرام يعيث أفرادها فى الأرض فسادا بحق الصغار والكبار وكأنهم ملكوا البسيطة وما عليها.
>>>
الأكثر والأكثر.. أنهم يرتكبون من تلك الجرائم ما يرتكبون ثم يجيئون ليتحدثوا عن اتفاق وقف إطلاق النار متهمين ومعهم أمريكا بأن حركة حماس هى العقبة أمام التوصل إلى أى اتفاق.
فى نفس الوقت الذى يستشيطون فيه غضبا وهياجا عندما تعلن حماس عن مصرع عدد آخر ممن تحتجزهم بسبب الغارات التى يشنها الإسرائيليون على المواقع التابعة للحركة والتى تضم من بين ما تضم هؤلاء الأسري..!
بديهى أن يفقد الطغاة أعصابهم وبالتالى يستأنفون الحرب التى مازالوا يؤكدون أنها تستهدف إبادة الفلسطينيين من أولهم إلى آخرهم.
وبصرف النظر عما يستهدفون أو بالأحرى عما يتخيلون فإن هذه الحرب إذا لم تتوقف فسوف يمتد الصراع الدموى إلى مناطق أخرى ولعل أولى تلك المناطق لبنان الوادعة.. الهادئة المسالمة والتى سيدفع بها حزب الله رغما عن إرادة شعبها إلى معركة ليست محسوبة لتنضم إلى المعارك السابقة التى أسفرت عن مصرع آلاف اللبنانيين وهدم مئات المنازل فوق رءوس قاطنيها.
من هنا يثور السؤال:
ألا يدرك حزب الله أن ما دفعته حركة حماس فى حرب غزة قد تجاوز الحدود بل ما وراء الحدود فهل من الحكمة الاستمرار على نفس النهج أم على الأقل إحداث تغيير فى الرؤية والتكتيك سواء بسواء؟!
على أى حال نرجو الله سبحانه وتعالى ونحن فى هذه الأيام المباركات أن يحمى الشعب اللبنانى من أخطار محدقة قد تهد كيانه كوطن وكيان شعبه الذى لم يعد لديه ما يمكن تحمله.
>>>
على الجانب المقابل لقد تضمنت خطبة عرفات يوم أمس التى ألقاها رجل دين فاضل وعالم هو د.ماهر المعيقلى ضرورة توحيد الصفوف وتأكيد التضامن ونزع غيامات الأنانية والذاتية فهل أدرك هؤلاء المتنازعون فى مناطق شتى تلك الكلمات العاقلة والتى يفترض أن تكون مؤثرة وأعنى هؤلاء من الإخوة فى السودان وفى اليمن وفى الصومال وفى ليبيا وفى العراق وفى سوريا وغيرها وغيرها..؟!
الموقف الواحد يا سادة.. ولا شك يقف حجر عثرة أمام السفاحين والطماعين.. و.. و.. والإرهابيين..!
>>>
و.. و.. شكرا