كثيرا ما تتوقف الحياة والمصالح جميعها قبل الأعياد بفترة وتكون اللافتة المرفوعة فى كل مكان والمقبولة من الجميع هى «بعد العيد» وكأن العيد والاحتفال به حائل بين الناس ومصالحهم وهو فى حقيقته عيد يجسد فكرة التضحيات الممزوجة بالإيمان والتسليم أثار انتباهى هذا الموضوع وأنا أفكر فى قضية المناخ وارتفاعات درجة الحرارة لأرقام قياسية وتساءلت ماذا نحن فاعلون فى هذا الأمر الجلل قال لى بعض الزملاء خلى الموضوع ده بعد العيد وهنا تساءلت وهل تتوقف درجات الحرارة ومعالجة آثارها إلى بعد العيد؟ فالتغيرات المناخية واقع جديد مخيف ومقلق ومظاهر هذا التغير جفاف وتصحر وفيضانات وأعاصير وحرائق ومن ناحية أخرى تنشط البراكين وتقع الزلازل ويخلف هذا كله وراءه خرابا ودمارا ونزوحا وحروبا وصراعات وهذا كله يحتاج أن تسارع الدول فى تجهيز نفسها علميا وتعليميا وثقافيا ولوجستيا وإعلاميا.
موضوع جاد أطرحه للمناقشة العامة فالتغيرات المناخية كانت ولوقت قريب أطرا نظرية نقرأ عنها كثيرا ونرفع شعارات المناخ والبيئة والاحتباس الحرارى وطبقة الأوزون والاحترار الذى أصاب الأرض لكننا لم نره رأى العين إلا مؤخرا، لم يتخيل أشد المتشائمين أن تجف الأنهار الأوروبية وتشتعل الحرائق فى غابات الأمازون وتصاب ليبيا بإعصار قادم من البحر الطيب الهادئ الدافئ الذى تحوَّل إلى بحر متمرد من كان يظن أن تسقط الأمطار فى عز الصيف وتشهد الجزيرة العربية فيضانات صيفية فالتغيرات المناخية أصبحت عنوان المرحلة لذلك يجب أن تسارع الدول فى وضع الخطط والبرامج الشاملة والمتكاملة لمواجهة هذا التغير الحاد ومحاولة ترويضه هنا لا أتحدث عن الجهود الدولية والأمنية لمواجهة التغيرات ذاتها بل أتحدث عن مواجهة آثار هذه التغيرات كيف نواجه الفيضانات حال وقوعها على سبيل المثال؟ وكيف نواجه الأعاصير والزلازل والحرائق؟ ما هى الجهة التى يجب أن تتحرك فورا وتدير الأزمة دونما الحاجة إلى توجيهات وتعليمات؟ وكيف يجب أن تتعامل وسائل الإعلام مع هذه الأحداث؟ بيد أن التغيرات حادة ووصلت إلى بلادنا لذلك يجب أن تكون هناك جاهزية شاملة، أجهزة الإطفاء والبحث والإنقاذ وإزالة الركام واكتشاف الأحياء تحت الأنقاض وإقامة مناطق إيواء ومستشفيات ميدانية وكيف تكون المعالجة والتناول الإعلامى كل هذا النقاط تحتاج مناقشة وبرامج وخططا قابلة للتطبيق.