لم تكن حادثة «دنشواي» القرية المصرية التى تقع فى مركز الشهداء فى 13 يونيو 1906 حادثة عادية، بل جاءت تاريخاً وصفحة ناصعة من أيام الوطنية المصرية فى مواجهة الاستعمار.. وباتت بعد ثورة يوليو عيداً قومياً للمحافظة التى تتميز بانتشار التعليم وانخراط أبنائها فى قواتنا المسلحة.. جاءت حادثة دنشواي» بعد نحو ربع قرن من الاحتلال الانجليزي، عندما مر عدد من ضباط الاحتلال على القرية التى ينتشر بها أبراج الحمام.. وفى أيام الصيف بدلاً من أن يصطاد الجندى الانجليزى «الحمام».. اصطاد السيدة أم صابر التى كانت تجلس بجوار «جُرن» القمح الخاص بها وأشعل فيه النيران، وهاج أبناء القرية وحاول الجنود الهرب من موقع الحادث، فإذا بواحد يصاب بـ «ضربة شمس» ويفارق الحياة، وهنا استشاط اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى غضباً وقرر الانتقام من هذه القرية الهادئة فى مركز الشهداء الذى شهدت أرضه واحدة من معارك مواجهة الرومان فى صدر التاريخ الاسلامي.. وبالفعل نفذ «المحتل» بسلطته وقتها محاكمة علنية فى نفس موقع الحادث «جرن القمح».. والغريب أن المحكمة رأسها الوزير بطرس باشا غالى ومعه أحمد سعد زغلول شقيق قائد ثورة 19 سعد زغلول، ومعهما ممثل النيابة ابراهيم الهلباوي.. وأمام قسوة حكم الإعدام الذى يعد الأول فى ذلك الوقت، مما جعل الزعيم الوطنى مصطفى كامل يحمل على عاتقه فى أوروبا الدفاع عن أبناء دنشواى التى تصدرت صحف العالم، وعلى اثرها تم عزل أشهر مندوب سام للاحتلال فى مصر، الذى مازلنا نتذكره لتدخله السافر فى السياسة المصرية وتغيير الوزارات.. «كرومر» وهو يمثل الاستبداد الانجليزى فى مصر فى صدر القرن الماضي، وتظل دنشواى التى احتفلت المنوفية الخميس 13 يونيو بعيدها القومي، مستذكرة القيمة الوطنية لهذا اليوم فى سجل الوطنية المصرية وأيامها المجيدة.. التى ستظل نبراساً حياً نحكيه ونرويه لأولادنا حول أيام «المجد» المصرية فى قائمة الأيام المصرية، التى تكررت فى العديد من المحافظات التى نفتخر بها وبما حققه أبناء مصر فى الوجه البحرى والقبلي، وتكررت خاصة فى الصعيد فى مواجهة الاحتلال سواء الانجليزى أو الفرنسي.
أعود إلى المنوفية.. وقبل التشكيل الوزارى للوزارة الجديدة، لأتحدث عن محافظ الإقليم اللواء إبراهيم أبوليمون، الذى شغل نفسه فى الأيام الأخيرة وسط متابعة الاستعداد للثانوية العامة، بافتتاح مشاريع قومية فى المحافظة تكلفت مليارات الجنيهات، وشملت مشروعات صحية وتعليمية وطرقاً وكبارى ومنشآت خدمية كثيرة، ومتابعة ما تم إنجازه فى مشروعات «حياة كريمة» وغيرها فى رسالة شكر خاص للواء أبوليمون، الذى يعمل حتى اليوم الأخير وسط حديث يدور فى كل الوطن عن تغيير المحافظين، وهذا يجعل كل أبناء المنوفية يوجهون له التحية والشكر.
نجاح اللواء أبوليمون فى المنوفية، نجاحًا تراكميًا فى المحافظة التى قادها على مدى نحو الـ 75 عاماً الماضية، ومنهم محافظون مازال الشارع المنوفى يتذكرهم، ومنهم سليمان متولى ومحروس أبوحسين ونايل شوكت الجمال واللواء حسين كامل والمستشار عدلى حسين ود. شيرين فوزى وسعيد عباس وحسن حميدة وعثمان شاهين وكثيرون، ربما لا تحضرنى الذاكرة لذكرهم فى محافظة تميزت بالعديد من الوزراء ورؤساء الوزارات وكبار المسئولين فى مصر.
وبهذه المناسبة، أقول شهادة للمحافظ أبوليمون: إننى لم أكتب فى هذه الجريدة الغراء التى أتشرف بالانتماء إليها قرابة «50 عاماً» شيئاً إلا واستجاب لكل ما طالبت به لصالح أبناء المحافظة وأبناء القري.. ولم يرفض أى شكوى تقدمت بها إليه.. وكان مستجيباً لجميع ما طلبت 100 ٪.. وهذه شهادة قبل التغيير المتوقع بعد عيد الأضحى المبارك.. وكل عام ومحافظ المنوفية ومصر بخير.
مستشفى الباجور المركزى ينتظر مديرًا جديدًا لكى يواصل تقديم خدماته لأكثر من 84 قرية و70 تابع ليس أمامهم إلا هذا المستشفي..
نزلة العطف
مازالت «نزلة العطف» من الدائرى تمثل أهمية لمساعدة قرى المنوفية والقليوبية، وتكون شريان حياة لقرى ميت عفيف ومشيرف ومسجد الخضر وبهناى والجزيرة الشرقية والقرنين وكفر القرنين وسبك الضحاك.. هذه النزلة تعد إضافة مهمة لتطوير الدائرى الذى يعد شرياناً مهماً من القاهرة إلى القليوبية والشرقية والمنوفية، وإلى وادى النطرون وطريق إسكندرية الصحراوى ومدينة السادات.