كرة القدم لم تعد مجرد متعة وتسلية وانما أصبحت صناعة واستثمارا وعلما.. ولم يعد التدريب مجرد الجرى حول الملعب ورفع اللياقة البدنية.. وانما أصبح فكرا وعلما وتخطيطا وبناء بدنيا بأسلوب علمي.. والذى يشاهد مدربى العالم وكيف يقودون منتخباتهم وفرقهم خلال المنافسات.. يدرك الفارق الكبير بين التدريب فى العالم وما نمارسه نحن.. تابعوا «ديجوسيميوني» المدير الفنى لفريق اتلتيكو مدريد الاسباني.. مجموعة من الشباب بلا نجوم ولا أسماء لامعة.. ومع ذلك حقق أعلى البطولات وقهر أكبر الفرق.. وترى الشوط الأول بفكر وتخطيط والثانى بفكر آخر بعد قراءة المباراة بصورة جيدة خلال الشوط الأول.. وتغيير أسلوب اللعب لترى فريقا آخر فى الشوط الثاني.. قراءة واعية للملعب واستخدام مثالى لإمكانيات وقدرات لاعبيه.. وحقق أفضل النتائج والبطولات ليصبح أغلى مدرب فى العالم.. وشاهدوا «جوارديولا» الذى جعل من المان سيتى الانجليزى أفضل وأقوى فريق فى العالم حقق كل البطولات وقهر كل الفرق.. فكر عال وتخطيط احترافى وقيادة فنية رفيعة المستوى للفريق خلال المباريات.. وتعلموا من المدير الفنى القدير لريال مدريد «أنشيلوتي» الذى حقق كل البطولات مع ريال مدريد وحطم أرقام كل الفرق.. وكيف يقود الريال من مباراة لأخري.. التدريب علم وخبرة وتخطيط.
>>>
واللاعب.. والمدرب.. والإدارة.. أضلاع مثلث النجاح الكروي.. ولابد أن يكون كل ضلع على المستوى المطلوب.. وأهم هذه المحاور الثلاثة اللاعب الذى هو أساس اللعبة.. وبُح صوتنا ونحن نؤكد ان فتح باب الاحتراف دون مغالاة فى أسعار الناشئين هو الحل.. والذى جعل المنتخبات الافريقية حديثة العهد تسبقنا فنيا وكرويا هو الاحتراف فهل يصدق أحد ان «غينيا بيساو» التى تعادلنا معها المباراة الماضية وليست من المنتخبات المصنفة افريقياً لديها 25 لاعبا محترفا.. بينما نحن الذين ابتدعنا الكرة الافريقية وأسسنا الاتحاد الافريقى مع السودان واثيوبيا وأول منتخب افريقى يشارك فى كأس العالم 1934.. لدينا ثلاثة أو أربعة لاعبين.. ولم نستطع مجاراة غينيا بدنياً وفنياً وقدمنا كرة عشوائية أساءت كثيرا لمنتخب شحاتة الذى كان ضمن أفضل فرق العالم العشرة.. وقدم أفضل العروض الكروية فى بطولة القارات بعد الفوز بأمم افريقيا ثلاث دورات متتالية وهزمنا ايطاليا حاملة اللقب العالمى وقدمنا أفضل العروض الكروية فى تاريخ الكرة المصرية أمام البرازيل وكادت المباراة تخرج بالتعادل 3/3 لولا لمسة يد أحمد المحمدى على خط المرمى واحتساب ضربة جزاء فازت بها البرازيل 4/3.. ليصفق العالم كله للكرة المصرية.. ويصبح حسن شحاتة من أفضل عشرة مدربين عالميا.. ومنتخبنا عاشر العالم بجدارة.
>>>
إن فتح باب الاحتراف أمام ناشئينا هو الذى يرفع المستوى الفنى والبدنى ويرفع مستوى ثقافة الملعب واستيعاب اللاعب لكل المهام التى تتطلب قدرات بدنية وفنية عالية.. وشاهدوا تجارب الكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار والسنغال وزامبيا.. وكيف فتحوا باب الاحتراف وصار لكل دولة أكثر من خمسين لاعبا محترفا فى أفضل دوريات العالم وصار الفارق كبيرا بين مستوى الكرة لدينا ولديهم، فالحل بإيجاز فى فتح باب الاحتراف أولاً وقبل كل شيء ثم يأتى دور المدرب الدارس والإدارة الواعية.
>>>
لست مع المدير الفنى للمنتخب الذى خرج عقب مباراة غينيا بيساو ليقول ان هناك من لا يريد النجاح للمنتخب وان الأداء هو أفضل أداء للفريق.
.. وبإيجاز شديد ودون الحاجة إلى تأكيد.. ان كل المصريين حكومة وشعبا يساندون المنتخب ويفعلون المستحيل من أجل الفوز والانتصارات والبطولات.. ألم تشاهد المدرجات فى مباراة بوركينا فاسو؟! ألم تشاهد فرحة الجماهير مع كل هدف؟! المائة مليون مصرى لو فتحت قلوبهم ستجد هتاف.. مصر.. مصر.. كلنا خلف المنتخب لأنه منتخب مصر.. وليس منتخب «فلان»!!.. أما الأداء الفني.. فالعالم كله شاهد المستوى وليس لنا تعليق.. ولو كنت ترى انه أفضل أداء.. فلك ما تتخيل وتريد!!