روبير الفارس
فوجئت الطالبة الآنسة عزيزة عصفور التى جاءت من مدينة بورسعيد إلى القاهرة لتلتحق بكلية الحقوق؛ بأن الجامعة مختلطة؛ للبنين وللبنات معاً؛ يجمعهما مدرج وقاعة درس واحدة؛ لم تستطع أن تحتمل ذلك؛ تريد أن تكون هناك قاعة خاصة بالأولاد وأخرى بالبنات ويا حبذا لو كانت كلية بأكملها ثم جامعة للبنين وأخرى للبنات فمع أن المدرج الجامعى كان يخصص به أول صفين أو ثلاثة صفوف للطالبات وحدهن؛ لكن ذلك لم يكن مقنعاً لها؛ هى لا تحب أن يجمعهما معاً سقف واحد ولا مدرج واحد..كتبت عزيزة حول الأمر مقالاً وبعثت المقال إلى جريدة الأهرام؛ ولا ينبغى لأحد أن يندهش وقتها إذ كان ممكنا لجريدة يومية كبرى أن تنشر مقالاً على صفحتها الأولى لطالب جامعى أو شاب صغير فى مقتبل العمر؛ كان كافيا أن ترى الجريدة أن المقال جيد ومناسب فما بالنا إذا كان موقعا باسم آنسة؛ وهى طالبة جامعية؛ ثم إنها تعرض مشكلة تراها داخل الجامعة؛ بكل المعايير الصحفية كان لابد أن ينشر المقال ويتم إبرازه والاهتمام به؛ وكان ذلك داعيا أيضاً لأن يهتم به المجتمع؛ بل وتدخل على الخط صحف أخرى لمتابعة القضية التى طرحت .. الصحافة تنتعش مع الأزمات ولذا تعمل على تسخينها؛ فتحا لباب الجدل والنقاش؛ كان المقال فاتحة لحالة من الجدل والتراشق بالآراء بين معترض على موقف ورأى عزيزة ومساند لها؛ داعم لموقفها؛ وهى لم تتوقف ظلت تتابع وتتولى التعقيب حينا والرد حينا آخر؛ شاركت معظم الصحف والمجلات فى هذه الحملة، واستدعت كل صحيفة من تراه أهلاً لإبداء الرأى أو يمكن أن يكون طرفا فى هذا الجدال.. يوثق مراحل هذا الجدل الذى دار حينها كتاب الصحفى والروائى روبير الفارس الذى صدر مؤخرا عن دار روافد بعنوان «غزوة عزيزة/ أوراق معركة مجهولة لطه حسين» وقدم الكتاب الذى يرصد ويوثق معركة دارت رحاها فى جامعة القاهرة الدكتور حلمى النمنم وزير الثقافة الاسبق الذى عبر قى تقديمه عن مضمون وأهمية الكتاب قائلا: عاشت مصر خلال ثلاثينيات القرن الماضى حالة من الصراع والجدل السياسى والوطنى تارة والثقافى و الاجتماعى والفكرى تارة أخري، ولم ينفصل أى من الجانبين عن الآخر وسط هذا كله تتفجر أزمة من داخل الجامعة تجاه المجتمع؛ عنوانها المباشر الطالبة «عزيزة عصفور».
******
«التراث الخفى» لفتحى عبد السميع
فتحى عبدالسميع
كتاب التراث الخفي: الأسطورة السومرية والرواية الخليجية للسيرة الهلالية» هو أحدث ما أنتج للشاعر والباحث فتحى عبد السميع، الكتاب صدر حديثًا عن دار وعد للنشر والتوزيع والغلاف للفنان محمود الشنقرابي.
يتعرض الكتاب إلى عدة نقاط هامة منها غياب الرواية الخليجية للسيرة الهلالية رغم أن الكثير من أحداثها وقعت فى الجزيرة ووجود روايات لها فى أفريقيا والشام ويذهب الباحث إلى أنه يمكن تتبع السيرة هناك فى الحكايات الشعبية الصغيرة كما يتعرض لوجود الأسطورة السومرية وكمونها تعيش فى طيات السيرة بشكل خفي، مقدما عدة دلائل على والباحث وفتحى عبد السميع هو شاعر وكاتب وباحث بارز نال من قبل جائزة الدولة للتفوق فى الآداب عام 2023، و رئيس تحرير سلسلة الإبداع الشعرى التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب وقد صدر له من قبل: ديوان الخيط فى يدى تقطيبة المحارب ـ كتاب حتحور ، خازنة الماء ــ شعرـ المجلس الأعلى للثقافة 2002، فراشة فى الدخان ، تمثال رملي، الموتى يقفزون من النافذة ـ أحد عشر ظلا لحجر ـ عظامى شفافة وهذا يكفي، «الجميلة والمقدس» وغيرها من الإصدارات المتنوعة.