حذرت مصر منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة.. مرارا وتكرارا من اتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط جراء حرب الإبادة الجماعية التى يشنها الكيان الصهيونى على الأبرياء والمدنيين من أهالى غزة العزل.. وللأسف حدث ما حذرت منه القاهرة.. فلا يعلو صوت الآن فوق صوت الحرب فى المنطقة.. وهناك مخاوف من توسع رقعة الصراع أكثر مما هى عليه.. ولم تمنع المحاولات الإقليمية والدولية التى تقودها مصر منذ البداية لتوسيع نطاق التوتر الناجم عن حرب غزة فى الشرق الأوسط.
فكل ما يحدث من وقائع ومؤشرات تؤكد اتساع الصراع فى الشرق الأوسط للأسباب التالية:
>> استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة.
>> تجاهل الولايات المتحدة وجو بايدن لأصل العدوان، وتجاهل التحذيرات التى أطلقتها مصر طوال شهور العدوان.
>> تردى الأوضاع الإقليمية واتساع دائرة التوتر، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى باستمرار، وكان آخره فى اتصاله مع المستشار الألمانى «أولاف شولتز»، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والمبادرات المتعلقة بتبادل المحتجزين، وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة تحرك المجتمع الدولى للضغط فى اتجاه تنفيذ القرارات الأممية، ووقف توسع نطاق الصراع الذى تلمس المنطقة بوادره، بما سيكون له من عواقب وخيمة على الشرق الأوسط والسلم والأمن الدوليين.
>> عدم الاكتراث بقرارات محكمة العدل الدولية.. بل إن الدول الداعمة لإسرائيل أوقفت تمويلها لمنظمة الأونروا لمنعها من القيام بدورها الإنسان فى غزة.
المتغير الذى ازداد بسبب الدعم الأمريكى الدائم للكيان الصهيونى وللمجازر التى يرتكبها ضد الأبرياء فى غزة، هو استهداف المصالح والقوات الأمريكية بعمليات عسكرية، وارتفعت وتيرة الهجمات فى الأردن والعراق وسوريا والحدود اللبنانية والبحر الأحمر، بينما عجزت الولايات المتحدة عن مواجهة الحوثيين بالرغم من توجيه ضربات، وأخيرا مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وأصيب 34 آخرون فى هجوم بمسيرة فى منطقة البرج بالقرب من الحدود الشرقية الأردنية.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكى جو بايدن، أعلن محاسبة المسئولين عن الهجوم الذى استهدف قواتنا فى الوقت المناسب وبالطريقة التى نختارها.
ذكرت نيويورك تايمز، ان هذا هو اليوم الذى كان يخشاه الرئيس بايدن وفريقه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، عندما تتحول الهجمات الضعيفة نسبيا من قبل الجماعات المسلحة على القوات الأمريكية إلى أخرى أكثر دموية، وقدرت الصحيفة تعرض القوات الأمريكية إلى أكثر من 150 هجوما منذ 7 أكتوبر الماضي، وأن الاستجابة الأمريكية كانت حذرة، حيث تجاهلت أغلبية الهجمات التى تم اعتراضها أو لم تحدث ضررا كبيرا، بينما أمر بتوجيه ضربات تستهدف بشكل أساسى المبانى والأسلحة والبنية التحتية بعدما أصبحت الهجمات أكثر شدة، لا سيما ضد الحوثيين فى اليمن.
وحسب شبكة CNN فإن بايدن يخاطر بتعميق الصراع فى الشرق الأوسط فى ظل ضغوط من أجل الرد على هجوم شرق الأردن، والذى يدفع الولايات المتحدة إلى عمق الصراع فى المنطقة، وقد جاء هجوم البرج فى وقت كانت هناك مباحثات عن تبادل المحتجزين فى فرنسا، وكانت هناك اتصالات للتعامل مع مبادرات لتبادل المحتجزين ووقف العدوان، وتفرض على الجميع خيارات يمكن أن تحدث تحولا كبيرا فى الموقف، وتجعل آلافا من الأرواح ومستقبل المنطقة معلقا.
وفى الوقت الذى يعانى بايدن من تراجع شعبيته، فقد حمل الرئيس الأمريكى السابق ترامب، بايدن مسئولية الهجوم على القوات الأمريكية فى البرج، بينما يرى محللون أن الضربات التى أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية شنها على مواقع فى سوريا بزعم أنها ترتبط بإيران، لا تمثل أى خطوات مفيدة لحماية مصالح أمريكا التى تتعرض للتهديد، وأنه لا بديل عن اتخاذ خطوات لوقف العدوان وإجبار نتنياهو على وقف العدوان الذى سقط فيه أكثر من 26 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحي، وهو ما تتجاهله الإدارة الأمريكية.
وأخيرا: لا مجال لانهاء الصراع وعدم جر المنطقة كلها لحرب لا يعلم عاقبتها إلا الله.. إلا بالاستماع لرؤية مصر وانهاء العدوان على غزة، وحل الدولتين.