الحج فريضة وعبادة وشعيرة معلومة تهدى الإنسان للخير فى كل مناهج حياته
فرض الله تعالى على عباده الحج مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلا.. وقال سبحانه: (وأتموا الحج والعمرة لله) ليبين شرف الحج وأنه لله وحده وقال– عليه الصلاة والسلام– (ليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) وسن– عليه الصلاة والسلام– تكرار الحج والعمرة فقال– عليه الصلاة والسلام-: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة».. وهذا يؤكد أن الحج فرضية وعبادة وشعيرة معلومة تهدى الإنسان للخير فى كل مناهج حياته والحديث عن الحج ومقاصده الشرعية حديث طويل وجميل ويهدى القلوب ويطيب النفوس غير أن هناك عدة نقاط تحتاج إلى تعليق خاصة بعد أن تابعنا مؤخرا كيف ان الأمن السعودى قام بالقبض على من يستعدون لأداء مناسك الحج دون تأشيرة وتصريح رسمي.. أى المتهربين لأداء مناسك الحج والذين سافروا بتأشيرة زيارة ولم يعودوا فى موعدهم الرسمى وبقوا فى الأراضى المقدسة لأداء مناسك الحج بدون شكل رسمي.. وهذا الأمر ليس بجديد ولكنه أخذ هذا العام شكلاً موسعاً وحزماً واضحاً أملا فى ألا يتكرر…!!
الأمر الثانى يتعلق بأسعار الحج فى مصر وهنا نسجل الملاحظات التالية:
أولاً: أسعار الحج والعمرة المغالى فيها بشكل خطير وأصبحت تجارة تستهدف الربح حتى على حساب الفريضة مما أدى إلى تزايد الشكوى فى أسعار حج القرعة التى وصلت إلى ما يقرب من مائة ألف جنيه والحج السياحى إلى ما يقرب من نصف مليون جنيه وبالطبع هناك أسعار أغلى بكثير تصل إلى حوالى المليون ونصف المليون جنيه مما يعنى استحالة القيام بالحج لدى الملايين.
ثانياً: هناك من يؤدى مناسك الحج كل عام ولا عيب فى ذلك فقد قال رسولنا الكريم: (الحج مرة فمن زاد فهو تطوع) ومن حج أو اعتمر فهو فى عبادة مالية وبدنية ولكن الأزمة الحقيقية فيمن يحج رياء وسمعة ومباهاة وافتخاراً.. ولو أنه تطوع للفقراء ولعمل الخير فى مثل هذا الزمان لكان خيرا له.
ثالثاً: عندما جعل الله الحج لمن استطاع إليه سبيلا فإن هذا دليل على أن الله يعلم كل شيء ويعلم أنه سيأتى زمان لن يستطيع المسلم أن يحج بسبب هذه الأمور المادية وقديما لم يكن هناك حدود بين بلاد المسلمين وكانوا يسافرون للحج رجالا أى على أرجلهم أو على كل ضامر أى الحيوانات التى تنقلهم.. ولكن مع تطور الزمان ووجود حواجز وتأشيرات وتكاليف عالية أصبحت هناك استحالة للسفر من الكثيرين ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى جعل الأعمال بالنيات.
رابعاً: ونحن فى هذه الأيام لابد ان نعرف أن الله سبحانه وتعالى منحنا ثواباً مثل ثواب الحج والعمرة فى أعمال خير كثيرة أبسطها أن تصلى الفجر وتظل فى مكان مسجدك تدعو الله وتقرأ القرآن وتسبح وتذكر الله حتى بعد شروق الشمس بحوالى نصف الساعة وتصلى الضحى فهذا العمل كحج مع رسول الله حجة تامة تامة.
كل عام وأنتم بخير.. ولعلنا نتعلم دروس الحج تعلما صحيحا.