جاءت نجاحات وإنجازات «30 يونيو» لتؤكد انتصار الشعب على الإرهاب
الحديث عن ثورة 30 يونيو ـ التى نحتفى بذكراها بعد أيام ـ يجب ألا يقتصر على معجزة الثورة نفسها، بل لابد أن يمتد إلى أبطال هذه الثورة من أبناء الشعب والجيش والشرطة، ثم منجزات الثورة فى كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة، فهذا المثلث العبقرى لابد وأن نتوقف عنده كثيرا، ليس لأنه يكشف نجاحات وإنجازات «30 يونيو» فى وقت بالغ الخطورة، ولكن لأن بعضاً من المخططات التى ثار ضدها المصريون مازالت موجودة حتى الآن، ويحاول أصحابها أن ينفثوا «سمومهم» وأحقادهم فى المجتمع مستخدمين أساليب متعددة لتحقيق هذا الغرض بإثارة الجدل ومحاولة إعادة الفوضى إلى البلاد، وهو ما يتطلب المزيد من الوعى والتصدى لهذه المخططات بكافة الوسائل وعلى جميع المستويات.
معجزة ثورة 30 يونيو ظهرت بوضوح فى سرعة إدراك المصريين لخطورة حكم جماعة الإخوان، وأنه يأتى فى إطار مؤامرة غربية تستهدف ضرب القوات المسلحة وكسر الدولة وانهيارها فى إطار مخطط تقسيم المنطقة، وهو ما انتبه إليه المصريون واستوعبوه جيدا وثاروا عليه فى يونيو 2013، ليزيحوا جماعة الإخوان عن المشهد نهائيا وفى هذا السياق لا ننسى أبطال هذه المعجزة من أبناء الشعب ممن خرجوا بالملايين إلى الشوارع والميادين وثاروا ضد تقسيم المجتمع والتغول على الدستور والقانون، كذلك الدور المهم لرجال القوات السلحة والشرطة ممن انحازوا للثورة وواجهوا الإرهاب فى سيناء وغيرها من المحافظات المصرية.
وهنا نتوقف عند بيان 3 يوليو الذى أعلنه الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع « آنذاك» ، عقب الثورة، وتضمن أن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهيرالشعب التى استدعت دورها الوطنى والحماية الضرورية لمطالب ثورة 30 يونيو الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.. حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحدا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام، وهو ما قد كان.
لقد بدأت إنجازات الثورة بخروج جموع الشعب لاختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر ولتدعمه بعد ذلك فى محاربة الإرهاب وتطهير سيناء من الميليشيات الإرهابية، وفى إعادة بناء الدولة وتطويرالبنية التحتية وإحداث طفرة كبيرة فى الطرق والكبارى وكل وسائل النقل الحديثة، ثم فى تطوير خدمات التعليم والصحة وتنفيذ المشروع التنموى العملاق وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، فيما استمرت هذه الإنجازات رغم الظروف المعقدة التى تعانى منها مصر بسبب الأزمات المتلاحقة فى العالم والمنطقة خاصة ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة واجتياح مدينة رفح الفلسطينية.
هكذا هى صورة مصر أو دولة 30 يونيو، التى تواجه حاليا حملة مسعورة تديرها جهات أجنبية وتشعلها قنوات فضائية ومواقع الكترونية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك رغم الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطنين ورغم ما تبذله الدبلوماسية المصرية من مساع جبارة لإنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة والحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، بما يعيد إلى الأذهان ما تعرضت له مصر من شائعات وحملات تشويه وتشكيك فى أوقات سابقة واستهدفت ضرب مؤسسات الدولة والعودة بها إلى توترات ما قبل الثورة.
اللافت هنا أن حملات الهجوم على مصر تفوق بكثيرالحديث عن حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل فى غزة، وهو ما يؤكد أن القائمين على هذه الحملات من عناصر الإخوان ممن يتربحون بالخيانة وينفذون أجندات أجنبية تستهدف النيل من شعب مصر ولذا فليس أمامنا سوى الانتباه والحذر للحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن.