هذه الأعمال تكون بمثابة المرشد والهادى فى خضم ما يموج به العالم من امواج متلاطمة حول الإسلام
توصيتان مهمتان لفتتا اتباهى من بين الخمسة عشر توصية لاعمال المؤتمر الأول للسنة النبوية المشرفة الذى نظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.
الأولي:الإشادة بما قرره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من البدء فى «مشروع الموسوعة المصرية فى خدمة السنة النبوية».. وهو المشروع الذى كان يستحق ان يعقد له ومن اجله مؤتمر موسع تعقبه العديد من الندوات العلمية والحلقات النقاشية الجادة حول الموضوع..
حقيقة فكرة مشروع الموسوعة المصرية فى خدمة السنة النبوية.. مشروع عملاق يحتاجه العالم كله وليس الاسلامى فقط.. يضاف إلى مشروعات عظيمة أخرى بدأها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى إطار الأعمال الموسوعة وبعضها مترجم الى عدد من اللغات الحية على امل ان تكون المرجع الحقيقى الموثوق لكل الباحثين عن المعرفة الإسلامية الصحيحة من متخصصين ومن عامة الناس.
المجلس كان سباقا وواعيا ومدركا لفكرة الموسوعات الشاملة وبدأ فى إصدارها منذ زمن سحيق وبدايات بواكير اعماله فى الستينيات ومنها موسوعة الفقه الإسلامى وكان اسمها موسوعة جمال عبدالناصر ولم تنته بعد، والموسوعة القرآنية واشرف عليها العالم الجليل د.عبد الصبور مرزوق ،وموسوعة الفتاوى واعمال كثيرة فى السيرة والسنة خاصة اصدار كتب الصحاح وغيرها البخارى ومسلم والموطأ وغيرها..
ومثل هذه الأعمال تكون بمثابة المرشد والهادى فى خضم ما يموج به العالم من امواج متلاطمة حول الإسلام وأهله وفى مواجهة حملات التضليل المتعمدة والإصرار والإلحاح على العبث بالعقول وخاصة لدى الشباب فى كل مكان..
صحيح انه يمكن اعتبار المؤتمر الأول للسنة النبوية الذى عقد باكاديمية الأوقاف برئاسة فضيلة د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تحت عنوان «السنة النبوية بين الرواية والدراية والفهم المقاصدي» حلقة من حلقات خدمة الموسوعة لكن الامر يحتاج الى دراسات متعمقة اكثر والاهتمام بقضايا الواقع المعاصر وكيفية التعامل معها وتقديم قراءات جديدة ومعاصرة تحلل وتنظر وتضع اطر علمية لمقاصد السنة النبوية واستقراء النصوص القديمة بروح جديدة سهلة بعيدا عن الإشكالات التى غرق فيها كثير من الاقدمين وبعضها لم يقدم جديدا الا صفحات معادة من النصوص والمرويات الموجودة والمكرورة فى أمهات الكتب عن السيرة والسنة النبوية
التوصية الثانية: تكثيف التأليف والترجمة فى علوم السنة وخاصة ما يتعلق بالفهم المقاصدى لها مع العمل على نشر التراث المحقق بصورة تجذب القارئ وتمكنه من فهمه بيسر وسهولة.
وهى توصية تتضمن مجموعة التكليفات المهمة والضرورية للتوجه الجاد نحو فهم صحيح وفعال لمقاصد السنة النبوية والقران الكريم أيضا..
وهى لمست الجرح الغائر اذ ان سوق الثقافة يحتاج الى طريقة حديثة فعالة ومؤثرة لتقديم كنوز السنة النبوية فقضية المسلمين انهم لا يحسنون ان يقدموا ما لديهم لانهم لم يدركوا حقيقة وكنه ما يمتلكون فى الوقت الذى ادرك فيه أعداء الامة والدين عموما الحقيقة وأين توجد مكامن القوة فى الدين الإسلامى عملوا عليها دراسة وبحثا بكل الطرق والوسائل وبصور مذهلة فى كثير من الأحيان حتى انهم ودون ان يدروا قدموا خدمات جليلة للسنة النبوية والقران الكريم واعمال كثير شاهدة على ذلك قامت بها مراكز بحوث متخصصة والمستشرقون.. خاصة فى الفهرسة والتبويب والترتيب للابواب المختلفة مما فتح الأبواب واسعة اما طرق البحث والدراسة العلمية الجادة..وان كانت بعض الاعمال لم تخل من سموم زاعقة وتقطر حقدا دفينا وهذا امر طبيعى ولا غرابة فيه..
كنت اتمنى أن يتخذ المؤتمر توصية حول التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى وكيفية الإفادة منها خاصة وانها تهيمن على عقول الشباب ولها تأثير لا ينكر فى العالم كله.وهذه قضية تحتاج الى تفصيل.
والله المستعان..