>> منذ أن أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى تكليف الدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة بدأت الشائعات والتكهنات تنتشر على المواقع وفى وسائل الإعلام.. وتم تداول العديد من الأسماء لتولى الحقائب الوزارية بل ووصل الأمر إلى ترشيح محافظين حيث من المتوقع أن يعقب تشكيل الحكومة حركة جديدة للمحافظين!!
.. ورغم تأكيد المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء بعدم مصداقية الترشيحات المعلن عنها.. إلا أن هناك شخصيات تظهر فى كل القوائم فإما إنها مرشحة أو أن هناك حملات «لتلميعهم» حيث إن هذه الفترة هى موسم ظهور «المشتاقين» للمناصب.. مع أن «بورصة المحظوظين» تتغير كل يوم!!
.. ولأننا فى موسم امتحانات الثانوية العامة فإن مطالب الجماهير فى الشارع يمكن تلخيصها فى عدة أسئلة تدور فى أذهان المواطنين ومطلوب من الوزراء الجدد الإجابة عنها.. خاصة ونحن نؤمن أنه لا يهم المواطن أسماء المختارين لتولى المناصب بقدر السياسات التى يتبعها كل مسئول من خلال أولويات خطاب التكليف الذى حددها بالحفاظ على أولويات الأمن القومى ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية ومواصلة الإصلاح الاقتصادى وجذب الاستثمارات وتشجيع القطاع الخاص والأهم هو بناء الإنسان والحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق.
الأسئلة التى تحير الناس ولا تجد لها إجابة تحتاج إلى مصارحة ومكاشفة لاستعادة الثقة المفقودة بين المواطن وحكومته.. وأن يتم تسمية الأشياء بمسمياتها.
ماذا ستفعل الوزارات المعنية للحفاظ على الأمن القومى فى ظل التوترات العالمية والحروب الإقليمية والمؤامرات الخارجية على مصر والمنطقة؟!
ما هى الأفكار الجديدة التى ستنفذها الحكومة لإعادة بناء الإنسان وزيادة الوعى والاهتمام بالثقافة واستعادة القوة الناعمة والتخلص من «آلامه» لأن ربع الشعب مازال لا يقرأ ولا يكتب.. وطالما سيتم استحداث حقائب وزارية جديدة ألم يكن من الأجدر استحداث وزارة تكون مهمتها «محو الأمية» وتنتهى مهمتها خلال 5 أو حتى 10 سنوات يتم خلالها القضاء على هذا الخطر على اعتبار أن مصر هى أول دولة علمت العالم منذ فجر التاريخ.. فهل هناك استراتيجية حقيقية لمحو الأمية؟!
ماذا ستفعل الحكومة فى المشكلة السكانية وما هى خططها للحد من الزيادة السكانية والأهم ماذا ستفعل للاستفادة من الثروة البشرية التى يحسدنا عليها الكثير من الأمم خاصة فى أوروبا لأنهم يعانون من نقص المواليد.
وماذا عن الاهتمام بالصناعة والزراعة والبحث العلمى ؟
ماذا ستفعل الحكومة فى ملف مكافحة الفساد وإصلاح الجهاز الإداري.. وكيف ستهتم بالبحث العلمى وتحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية؟!
هذه الأسئلة وغيرها تتردد فى الشارع وتحتاج إلى استيعابها والتعامل معها بحكمة ودراسة.. دون تهويل أو تهوين ودون الحاجة إلى مزايدين ومنافقين.. فالمصلحة العامة للدولة تحتاج إلى إجابات نموذجية لمشاكلنا حتى تنجح الحكومة الجديدة فى الامتحان الصعب وهو تحقيق ما يصبو إليه الشعب وأن تنال ثقة المواطنين الذين يستحقون حياة كريمة ومستقبلا مشرقا!!
«جيوماجد» !!
>> لم يكن ماجد إمام أستاذ الجيولوجيا هو الأول الذى يستأجر مكاناً يتسع لآلاف الطلاب لحضور المراجعة النهائية لمادته قبل امتحانات الثانوية العامة.. وبالتأكيد لن يكون الأخير إذا استمر الوضع كما هو عليه!! الغريب أن وزارة التعليم تعلم تماماً وجود هؤلاء المدرسين فإعلاناتهم تملأ الشوارع فى المدن والقرى والأحياء بكل المحافظات.. وكل معلم منهم يطلق على نفسه لقباً يجتذب الطلاب فهناك ملك الكيمياء وامبراطور الفيزياء وأستاذ الأساتذة فى الفلسفة وعملاق الرياضيات و»جيوماجد» مهندس الجيولوجيا.. وجميعهم يتهافت عليهم الآباء قبل التلاميذ للحجز فى محاضراتهم ومراجعاتهم النهائية لضمان النجاح والتفوق فهم لديهم خبرة بأسئلة الامتحانات ويضعون لكل مادة «روشتة» النجاح المضمون وبمجموع مرتفع!!
.. وتعلم وزارة التعليم أيضاً أن معظم هؤلاء الأساتذة يستأجرون صالات أفراح ودور سينما وملاعب لإعطاء محاضراتهم.. ومع إيماننا بأنه يجب أن تبتعد الأماكن العامة عن مثل هذه الفعاليات.. إلا أن القائمين على صالة حسن مصطفى كانت نيتهم حسنة على ما يبدو ويريدون أن يعظموا من موارد الوزارة خاصة أنه لا شيء يدخل «جيوبهم» ومبلغ الإيجار يذهب للوزارة أى لخزينة الدولة.. فلماذا كل هذه الضجة.. بينما فى الحقيقة هى كشفت عن سلبيات عديدة فى المجتمع أهمها فشل نظام التعليم الذى يجعل الطالب لا يهتم إلا بمن سيعطيه أسئلة الامتحانات وإجاباتها النموذجية.. فلا يذاكر طوال العام وينتظر المراجعة النهائية ليضمن النجاح!!
بعيداً عن واقعة استئجار أستاذ الجيولوجيا لصالة حسن مصطفى الرياضية التى حاول البعض استغلالها للهجوم على وزير الرياضة فى وقت التعديل الوزاري.. أو للنيل من مدير الصالة وأخذ مكانه أو لمحاربة مدرس الجيولوجيا.. فإن هذه الواقعة أثبتت أيضاً فشل أساتذة المدارس «الحكومية والخاصة واللغات» فى اجتذاب الطلاب واكتساب حبهم وانتباههم فذهبوا يبحثون عن من يسهل لهم شرح المواد ويقدمها لهم بأسلوب شيق وباستخدام أدوات حديثة غير تقليدية مثل المنصات والمواقع الخاصة على الإنترنت وعمل مسابقات للطلاب وتقديم هدايا لهم.. وحتى الشعار الذى اختاره لدروسه كان موفقاً «عافر.. فرحة أهلك تستاهل».. وهل تعلم وزارة التعليم أن ماجد إمام أو «جيوماجد».. كما يطلق على نفسه يتابعه أكثر من 700 ألف على حسابه على «ميتا أو فيسبوك».. وأن محاضرته التى أثارت الجدل حضرها أكثر من ٤ آلاف طالب وكلهم تابعوه بصمت وشغف وفهموا شرحه.. بينما مازلنا نتحجج بأن كثافة الفصول التى تصل أحياناً إلى 70 أو 100 تلميذ تجعلهم لا يفهمون ولا يستوعبون.. إن إصلاح التعليم يبدأ بالمعلم أيها السادة!! لا تحاكموا أستاذ الجيولوجيا.. ولا تعاقبوا مدير ومسئولى صالة حسن مصطفي.. ولا تلوموا أولياء الأمور والطلاب.. ابحثوا عن أصل المشكلة.. نظام التعليم.
«ثغرة» الرهائن!!
>> هل تذكرون «ثغرة الدفرسوار» تلك الحركة التمثيلية التى حاولت بها إسرائيل تحسين صورتها إعلامياً داخلياً وأمام العالم بعد هزيمتها فى الحرب منذ السادس من أكتوبر 1973 وعبور الجيش المصرى وتحطيم خط بارليف وبدء توغله فى سيناء إلى خط المضايق.
.. نفس الحكاية تكررت فى الإفراج عن ٤ رهائن إسرائيليين وأيضاً بمساعدة مباشرة من أمريكا.. وهى عملية يمكن أن نطلق عليها «ثغرة الرهائن» لأنها تمثيلية الغرض منها تحسين صورة إسرائيل وإنقاذ نتنياهو الذى يتجرع الهزيمة منذ ٧ أكتوبر 2023.
.. وخسرت إسرائيل فى «ثغرة الرهائن» باعترافها فقدت ضابطاً فى حين أعلنت المقاومة أن أحد الرهائن الأمريكيين مات فى الاقتحام إلى جانب عدة ضباط وجنود.. المهم أنه فى سبيل هذه الحركة الإعلامية وحفظ ماء وجه نتنياهو قام الجيش الإسرائيلى بمذبحة راح ضحيتها أكثر من ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين.
كان يمكن تفادى ذلك لو أوقفت إسرائيل الحرب بدلاً من النصر الإعلامى الذى أسعد اليهود المتطرفين وأنقذ نتنياهو إلى أجل قريب.. بينما أغلب الإسرائيليين والعالم عرفوا الحقيقة وأنها مجرد تمثيلية و»ثغرة جديدة» لن تنقذ إسرائيل بل تزيد من كشف صورتها العدوانية الصهيونية أمام العالم الذى يتأكد كل يوم أن العنصرية إلى زوال!!