رحلة الذكاء الاصطناعى لا تتعلق فقط بالخوارزميات والبيانات
تحت رعاية الاتحاد الدولى للاتصالات (ITU) – وكالة الأمم المتحدة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات – انعقدت القمة العالمية للذكاء الاصطناعى من أجل الصالح العام فى نهاية ايار 2024. جمعت هذه القمة الهامة قادة الفكر والأعمال وصانعى السياسات والمبتكرين الرائدين فى مجال الذكاء الاصطناعي، وكانت مكرسة لتحويل وعود الذكاء الاصطناعى إلى حلول ملموسة لأكثر التحديات إلحاحًا على كوكب الأرض.
استكشفت القمة تقاطع الذكاء الاصطناعى وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs)، داعية المجتمع العالمى إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعى ليس فقط كأداة للتقدم التكنولوجي، ولكن كدافع لتنمية شاملة ومستدامة.
شملت نتائج القمة جلسة تاريخية فى مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي، أبرزت ضرورة إنشاء إطار أخلاقى لتوجيه تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى التوليدي. هيأت المناقشات المسرح لمستقبل يتم من خلاله تطوير الذكاء الاصطناعى بوعي، وضمان تقاسم فوائده بإنصاف عبر المجتمعات
أكد الاتحاد الدولى للاتصالات وشركائه مجددًا التزامهم بتوسيع حلول الذكاء الاصطناعى التى يمكن أن تحدث فارقًا حقيقيًا. سلط التعاون بين 40 وكالة للأمم المتحدة والحكومة السويسرية الضوء على قوة الوحدة فى مواجهة التحديات العالمية.
عرض المبتكرون من جميع أنحاء العالم تطبيقات الذكاء الاصطناعى التى يمكن أن تحدث ثورة فى القطاعات من الرعاية الصحية إلى العمل المناخي. لم تكن هذه العروض مجرد استعراض لقوة التقنية ولكن كانت شعلات أمل لمستقبل يخدم فيه الذكاء الاصطناعى جميع البشرية.
كانت القمة أيضًا منبراً للدعوة إلى سياسات تعمل على ديمقراطية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي. كانت الدعوة إلى الاستثمار فى البنية التحتية والتعليم فى الدول النامية تذكيرًا بأن مستقبل الذكاء الاصطناعى ينبغى أن يكون متاحًا للجميع، بغض النظر عن الجغرافيا.
مع اقتراب قمة الاتحاد الدولى للاتصالات (ITU) من نهايتها، كانت الرسالة واضحة: رحلة الذكاء الاصطناعى لا تتعلق فقط بالخوارزميات والبيانات، بل بالناس والكوكب والرخاء. الاتحاد الدولى للاتصالات هو هيئة دولية حيوية تساعد فى توجيه الأمور التكنولوجية العالمية، وهو كيان كان لى شرف العمل معه كنائب رئيس فريق الأمم المتحدة المعنى بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (UN ICT TF). ومن الجدير بالثناء أن الاتحاد يتخذ دوراً رائداً فى تطوير وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ولا أتوقع أقل من هذا من هذه المنظمة الدولية الرائدة.
وبصفتى قائداً فكرياً دولياً وخبيراً فى التكنولوجيا، أرى أن القرارات والإعلانات التى صدرت عن هذه القمة هى لبنات لبناء مستقبل يتقدم فيه الذكاء الاصطناعى والبشرية معاً لخلق عالم ليس أكثر ذكاءً فحسب، بل أيضاً أكثر لطفاً وعدلاً للجميع.