كان الله فى عون اخواننا فى غزة والسودان فالقتال الطاحن يضرب هناك دون رحمة او شفقة المواطنين والاطفال.. إلى جانب معاناة جسيمة فى المؤن والأحوال المعيشية العادية التى لاينعمون بأقل القليل منها.. فإذا نظرنا إلى الحرب فى غزة.. نجد تدميرا كاملا للقطاع وتشريد الاهالي.. وقصفا همجيا ويصر قادة العالم المنادين بالحرية وحقوق الانسان.
فإذا عدنا بالتاريخ نجد أحداثا مماثلة ولكن رد الفعل اختلف والاجراءات زادت سرعتها فى البت.. اما هنا فلا يحدث ذلك لان المعتدى كيان غاشم تغلغل داخل الاروقة الدولية وتيقن من مدى التواء أساليبه وممارساته.. ولكن هيهات ان يرى المجتمع الدولى ذلك.. وعلى الجانب السودانى اندلاع حرب اهلية بين بنى الوطن الواحد.
فى سبيل خلخلة أمن وسلامة ارض غالية علينا وذات اهمية استراتيجية لنا وبالتالى ورقة ضغط وخلق بؤرة قلق كان الله فى عون الدولة المصرية التى حباها الله بأهمية استراتيجية سواء موقعا او ثروات طبيعية.. ومركزا مهما للعالم مما جعلها مطعما على مر العصور وايضا تحاول قرى كثيرة عرقلة تقدمها بخلق بؤر نزاع حدودية فى سبيل التأثير على مسيرتها نحو التقدم.. ولكن هيهات ستظل مصر هى مصر.. بعون الله وتوفيقه وبسواعد ابنائها المخلصين.
قالوا ايه عن اليهود
القى بنيامين فرانكلين رئيس الولايات المتحدة الاسبق خطبة بمناسبة تدوين دستور الولايات المتحدة الامريكية حيث قال ان هناك خطرا كبيرا على الولايات المتحدة الامريكية وهذا الخطر هو اليهود.. فأى ارض يحلون بها يصبح المستوى الخلقى والمعنوى والمعاملات التجارية تجرى بصورة غير شريفة.
وقال فى خطابه «انى احذركم ايها السادة واقول لكم اذا لم تخرجوا اليهود من امريكا إلى الابد فإن اولادكم واحفادكم سيلعنونكم فى قبوركم» ويقول ان اليهود يشكلون خطرا على امريكا اذا سمح لهم بدخولها وسوف يعرضون مقوماتنا الاجتماعية للخطر ولذلك يجب ان يخرجوا من بلادنا بموجب الدستور.
تنتهى الأزمات ويبقى الطمع والجشع..
من الامراض المستعصية على الشفاء الطمع والجشع الذى يصاب به البعض عند الازمات والكوارث فقد رأينا كيف استغل الكثير كارثة وباء كورونا ليحقق ثروات طائلة من المغالاة فى اسعار الكمامات والكحول واسطوانات الاكسجين غير مبالين بآلام الناس. ذهب الوباء بعد ان اختبر فينا قيم التراحم والرفق وجاءت اخبار الحرب الروسية على اوكرانيا.. وقبل ان نعرف اى تفاصيل عن الحرب. انتشر مرض الطمع والجشع مرة اخري.. فى سوق البيع والشراء وجنت الاسعار واحترقت الجيوب وبدأت تصريحات المسئولين عن تشديد الرقابة على الاسواق فى نفس الوقت الذى انتشرت فيه ظاهرة تعدد الاسعار لنفس السلعة من مكان لآخر حسب بعد المكان عن جهات الرقابة.
والآن يدعى التجار او يعلقون الارتفاع على شماعة حرب غزة.
ان الاعتماد على الضمير والاخلاق والدين لردع الفئة التى تستغل الظروف لتحقيق المكاسب على حساب المواطن لم يعد كافياً لان المطامع هذه الايام قلما يوقفها ضمير حتى او وازع دينى الا من رحم ربي.. قد يكون احد الحلول هو المقاطعة وهذه تصلح مع سلع مثل اللحوم او الدواجن او السمك كما حدثت المقاطعة له فى بورسعيد.. ولكن المقاطعة لا تصلح مع الخبز وأبسط انواع الغذاء الذى يعتمد عليه جماهير الناس وقد لجأت الحكومة فى هذه الحالة لتكثيف الرقابة كما قامت بعمل معارض وسيارات متنقل تبيع بأسعار اقل.. وهذه الحلول جيدة جدا.. مع تغير اسعار الخبز الآن.
وذلك لابد من وجود جهة رقابية لها ضبطية قضائية لتحدد نسب الزيادة ووقت الزيادة بناء على دراسات يقوم بها متخصصون وتعتمد على معرفة بالتغير الذى طرأ على التصنيع والنقل جراء اى ازمات او حروب طارئة وتوحيد سعر السلعة الواحدة فى جميع المنافذ والاسواق وتطبيق القوانين التى تلزم البائع بوضع السعر بوضوح وتجريم التلاعب بالاسعار وتحت الازمات لاقصى عقوبة ممكنة.
مع قيام وزارة التموين بالزام التجار بتقديم تقرير عن المخزون من السلع الموجودة لديهم فى حالة الازمات والكوارث ولا يتم زيادة فى الاسعار الا باتفاق مع الوزارة بعد التأكد من نفاد المخزون لدى التاجر مع تطبيق قانون الطوارئ على كل تاجر يقوم بزيادة سلعة بطريقة عشوائية بدون الرجوع لوزارة التموين ففى مسألة الغذاء والدواء اثناء الازمات يمكن ان تعتمد على قانون العرض والطلب وحده فى التسعيرة.