الارتقاء بالصناعة وزيادة القيمة المضافة دعما للاقتصاد الوطنى.. إستراتيجيتنا
برامجنا التعليمية بمواصفات عالمية للاستحواذ على فرص العمل محلياً ودولياً
العقول المصرية تكفى عشرات الدول بشرط كفاءة الإعداد والتدريب
أكد الدكتور عمرو عدلى رئيس الجامعة المصرية ـ اليابانية للعلوم والتكنولوجيا أن الجامعة تستثمر الخبرات اليابانية فى نقل التكنولوجيا الحديثة إلى مصر وافريقيا والشرق الأوسط موضحاً أن إستراتيجية الجامعة تستهدف دعم الصناعة الوطنية وزيادة القيمة المضافة منها إلى الاقتصاد القومى مشيراً إلى أن الإحصائيات الدولية تؤكد أن خمس دول كبرى تسيطر وحدها على 50 % منها لكل ما يتم تصديره عالمياً بسبب ارتفاع مؤشر تنافسية الصناعة بهذه الدول مطالباً بضرورة الاستعانة بالجامعات المصرية والمراكز البحثية لزيادة القيمة المضافة للصناعة المحلية.
في اصالون الجمهوريةب بحضور المهندس طارق لطفى رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار التحرير والكاتب الصحفى أحمد أيوب رئيس تحرير الجمهورية..
قال د.عدلى إن الجامعة تضم نخبة من أفضل العلماء المصريين الذين لديهم خبرات كبيرة فى الصناعة وهدفها المساهمة فى تحقيق رؤية مصر 2030.. وتقديم خريج يمتلك مهارات السوق العالمية ودعم ريادة الأعمال للطلاب.
فى بداية الندوة رحب المهندس طارق لطفى رئيس مجلس إدارة دار التحرير برئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا فى «صالون الجمهورية»، ومشيداً بها باعتبارها نموذجاً مشرفاً للجامعات الحكومية المصرية مدللاً على ذلك بحصادها المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية، وفقًا لتصنيف تايمز البريطانى للجامعات الشابة لعام 2024، وحصادها المركز رقم 106 عالميًا.
الجامعات المصرية تشهد انطلاقة كبرى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من حيث تنوعها وترتيبها بالتصنيفات العالمية، وتحقيقها انجازات علمية وبحثية تساهم فى خدمة الأهداف الوطنية.
> كيف ترى هذا التطور فى ضوء تجربة الجامعة المصرية ـ اليابانية؟
أولاً كل الشكر على المشاركة فى «صالون الجمهورية» تلك الجريدة التى أعتبرها صوت الشعب وصرح من الصروح الصحفية الكبرى فى الشرق الأوسط والتى لها أثرها المهم فى توعية الرأى العام وتحظى بثقة القارئ لمصداقيتها، والجامعة المصرية ـ اليابانية نشأت بفكر جديد يستهدف نقل التكنولوجيا ونظم التعليم الحديثة لمصر وأفريقيا والشرق الأوسط وذلك باستثمار الخبرات اليابانية ولكى تصبح مركزاً متميزاً فى العلوم والتكنولوجيا بالمنطقة كلها والفضل الأول فى إنشاء الجامعة اليابانية يرجع إلى جهود السفيرة فايزة أبوالنجا وقت أن كانت وزيرة التعاون الدولى فى الوقت الذى كان يتقلد فيه الدكتور هانى هلال وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والذى يترأس حالياً مجلس أمناء الجامعة الذى يضم فى عضويته عشرة أعضاء مرموقين من الجانب المصرى ومثلهم من الجانب اليابانى موضحاً أن إدارة الجامعة مقسمة بين الجانبين.
الجامعة بدأت بفكر مختلف فى عام 2010 كجامعة بحثية فقط لتقديم برامج الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه وكذلك دعم الجهات الصناعية.. والجامعة بها 4 مراكز لدعم الصناعة وهى مركز «سينتك» للاستشارات ومركز لعمل قياسات فى معامل متطورة للصناعة ووحدة تدريب للصناعة وحاضنة تكنولوجية، وأن أهم التخصصات التى تدعم الاقتصاد المصرى صناعات الخدمات المبنية على تكنولوجيا المعلومات والتى يقترن العديد من هذه الخدمات بقطاعات العلوم الإنسانية والاجتماعية.
> ما الذى يميز النموذج اليابانى؟
النموذج اليابانى فى التعليم يعتمد استخدام النظم والمفاهيم الأكاديمية اليابانية التى تقوم على الطرق المعملية فى التعلم، القائم على إنجاز المشروعات البحثية، وتهدف الجامعة إلى تقديم برامج أكاديمية حديثة وإنشاء مراكز التميز للأبحاث الأساسية والتطبيقية التى تخدم المجتمع المحلى والإقليمى من خلال بناء شراكات مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية اليابانية الرئيسية وكذلك خدمة الصناعة بإجراء البحوث التطبيقية والتعرف على التكنولوجيات اليابانية المتقدمة وللجامعة ائتلاف شراكة مع 13 جامعة يابانية حصد أكثر من 20 من علمائها جائزة نوبل.
والجامعة تضم نخبة من أفضل العلماء فى مصر وأساتذة لديهم خبرات كبيرة فى الصناعة، كما تضم الجامعة عدداً كبيراً من مراكز التميز والمعامل المتطورة والتى يصعب وجودها تحت سقف واحد فى أى جامعة فى الشرق الأوسط.
> تتنوع الجامعات المصرية فى تخصصاتها العلمية.. كيف يمكن أن يستفيد الطالب من هذا التنوع؟
د.عمرو عدلى: يتعين على الطالب عند اختيار الجامعة التى يلتحق بها التعرف على المناهج التى تقدمها وهل هى على المستوى الدولى أم أنها مجرد مناهج تؤهل لفرص العمل المحلية، وهذه نقطة مهمة جداً.. فالجامعات متعددة ومختلفة، وعلينا أن نعلم أن المستقبل ليس فى الطب والهندسة فقط بل هناك طلب كبير حالياً على تكنولوجيا المعلومات.
> هل خريج الجامعات المصرية قادر على المنافسة فى سوق العمل الدولي؟
يتوقف ذلك على مستواه العلمى بعد التخرج، وقيمة الجامعة التى تخرج فيها عالمياً، بمعنى ما هى مكانتها فى التصنيف الدولى للجامعات، ومدى توافر برامج مشتركة بالجامعة تمنح الخريج شهادة مزدوجة من جامعة مصرية وأخرى أجنبية أو إذا كان البرامج التى درسها معتمدة دوليا كلها معايير ترجح وتساعد على العمل بالخارج بصورة أفضل وأسهل وفى هذا الصدد يجب الإشارة إلى أن سفر شبابنا للعمل فى الخارج ليس كما يقال عنه هجرة للعقول لأن مصر يمكنها تقديم عقول تكفى عشرات الدول لما لدينا من شباب واع جداً لو أحسن تدريبه.
> ما هى التخصصات ومهن المستقبل التى تنصح بها الطلاب؟
برامج علوم الحاسب ومشتملاتها ومنها الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحيوية وعلوم هندسة الفلزات وبعض التخصصات فى كليات العلوم مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فمن لا يمتلك قاعدة قوية من العلوم الأساسية لا يمتلك التكنولوجيا، فالعلوم الهندسية تستفيد كثير جداً من العلوم الأساسية وهنا يتعين الإشارة إلى أن هذا يدخل ضمن أهداف رؤية مصر 2030.
> كيف يمكن للبحث العلمى أن يساهم فى زيادة القيمة المضافة للصناعة وبالتالى زيادة الناتج القومي؟
الحقيقة أن 5 دول كبرى فقط هى التى تسيطر على 50 ٪ من القيمة المضافة لكل ما يتم تصديره عالمياً وهى أمريكا، ألمانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، والصين يرجع السبب فى ذلك إلى أن 80 ٪ من قدرات التطوير والبحوث ليست فى الجامعات بل فى المصانع والشركات.. حتى براءات الاختراع باسم الشركات وليس الجامعات، وفى مصر لا تزيد إمكانات البحوث والتطوير فى الصناعة عن 4 ٪ لذلك فإنه لزيادة القيمة المضافة للصناعة المصرية يتحتم الاستعانة بالجامعات والمراكز البحثية مع وجود حاضنة تكنولوجية لاحتضان المشروعات الناشئة.
> كيف يمكن الاستفادة من توقعات القوى البشرية لسوق العمل المحلى والدولي؟
من المهم النظر إلى خريطة العالم ومراعاة معامل الأعمار، والأرقام تشير إلى أن معامل الأعمار فى مصر بحلول عام 2040، كل فرد يخرج إلى معاش يقابله ثلاثة شباب يدخلون سوق العمل، بينما فى اليابان مثلاً يحدث العكس لأن كل ثلاثة هناك يخرجون إلى المعاش يقابلهم دخول شاب واحد فقط للعمل أما فى أوروبا فكل اثنين يخرجوا للمعاش يقابلهما دخول شاب واحد إلى سوق العمل. كل هذا يوضح أن أمامنا فرصة لتصدير العمالة الى الخارج ولذلك أهمية إعداد الخريجين ليس فقط لسوق العمل المحلى بل لسوق العمل العالمى وإكسابهم مهارات ريادة الأعمال أيضاً.
نحن فى الجامعة اليابانية استفدنا من تلك الاحصائيات وبدأنا فى تدريس دورات لغة يابانية مكثفة للطلاب لتعلم اللغة اليابانية لاستغلال النقص فى القوى البشرية فى اليابان وتوفير فرص عمل للخريجين بها.
> لدينا مليون خريج سنوياً من الجامعات المصرية.. ماذا نحتاج لتأهيلهم لسوق العمل الدولي؟
– تطوير المناهج على حسب احتياجات سوق العمل العالمية ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة يفتح أبواب العمل أمام الخريج المصرى فى كل دول العالم لأنه يمتلك الموهبة.
> للجامعة جهود ملموسة فى دعم الصناعة الوطنية.. فى رأيكم ماذا نحتاج لدعم الاقتصاد؟
– ان نعمل على زيادة القيمة المضافة.. وزيادة معامل تنافسية الصناعة.. وتصنيع الخامات بدلاً من استيرادها، وأن نركز فى القطاعات الإنتاجية ذات هامش الربح المرتفع، والاهتمام بصناعات الخدمات المبنية على تكنولوجيا المعلومات والصناعات الإلكترونية المتطورة والسعى للاستحواذ على فرص العمل الدولية وأيضاً من الضرورى تطوير مناهج العلوم الأساسية والاجتماعية وتسليح خريجيها بمناهج تكنولوجيا المعلومات لإتاحة الفرصة لهم المساهمة فى دعم الاقتصاد من خلال أفق واسع جداً لصناعات الخدمات.
> من يقوم بتطوير المناهج الدولة أم الجامعات؟
ـ المبادرة تكون من الجامعة باقتراح تطوير المناهج وبعدها يتم مراجعتها من المجلس الاعلى للجامعات واعتماد اللوائح بعد تطويرها.
نحن بالجامعة اليابانية قمنا بالفعل مؤخراً بتطوير لوائح الهندسة وجعلها أربع سنوات فقط وتمت الموافقة عليها من المجلس الأعلى للجامعات.
> ما الذى يمكن أن تضيفه الجامعة المصرية ـ اليابانية لمصر ولاستثمار العقول المصرية؟
– إستراتيجية الجامعة اليابانية تعمل على تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وتحقيق أجندة افريقيا 2063وتحقيق اهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.. وأبرز الأهداف التى تساهم الجامعة فى تحقيقها زيادة القيمة المضافة للصناعة المصرية، وتجهيز الخريجين للاستحواذ على فرص العمل المحلية والعالمية وتجهيز كل خريج بحد أدنى من تكنولوجيا المعلومات وتطوير المناهج للتوافق مع سوق العمل الدولى ودعم ريادة الأعمال الطلاب.
> هل الجامعة المصرية ـ اليابانية يمكن ان تجعلنا جزءاً من كوكب اليابان بالمصطلح الشعبي.. بمعنى هل تتمكن من نقل الخبرات اليابانية إلينا؟
– إلى حد كبير.. فالجامعة قد أنشئت على خلاف المعمول به عند إنشاء أى جامعة أخري.. حيث بدأت بالدراسات العليا وهذا انعكس على فلسفتها.. وتم تجهيزها بمعامل بحثية متطورة جداً، كما تم تعيين علماء بارزين ضمن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة فى كل التخصصات لنقل خبرات غالية للطلاب، كما تمتلك الجامعة أفضل جهاز ادارى بالجامعات نتيجة توفير فرص تدريب لهم باليابان حتى أن بعضهم قد حصل على منح لدراسة الماجستير فى اليابان فى التخصصات الإدارية كما طورنا مع الجانب اليابانى نظاماً لتقييم الإداريين، وأعتقد أنه إنجاز نادر نسبيبا فى الجامعات المصرية.
> ماذا ينتج مركز الجرافين كمركز للتميز البحثى بالجامعة؟
– هو أول مركز للتميز العلمى للجرافين لتطبيقات الطاقة والإلكترونيات ويضم أحدث الأجهزة العالمية بتمويل مشترك من صندوق العلوم وأكاديمية البحث العلمى وهيئة الجايكا اليابانية وهذا المركز تخصص فى بحوث إنتاج تطبيقات الجرافين وهى المادة الساحرة التى ستحل بديلاً عن السيلكون فى بعض الصناعات الإلكترونية مستقبلاً والذى يعد أساساً للتكنولوجيات، فهى تمتلك أفضل خواص حرارية وكهربائية وضوئية وميكانيكية لذلك يمكن أن تستخدم فى العديد من التطبيقات البيولوجية والكيميائية حيث يمكن استخدام الجرافين فى إنتاج المكثفات الحرارية فائقة السعة والحساسات الكهروحرارية والحساسات البيولوجية والسخانات الكهروحرارية وأجهزة الاستشعار الميكانيكية.
> ما أهم البرامج الدراسية بالجامعة المصرية ـ اليابانية؟
– برامج الهندسة وتشمل برامج هندسة الإلكترونيات، والاتصالات، والحاسب، والقوى المحركة، والصناعية وهندسة التصنيع، والميكاترونيات، وعلوم المواد، والطيران والفضاء، والهندسة الكيميائية والبتروكيماويات، ومصادر الطاقة، والهندسة البئية، والطبية والمعلوماتية الحيوية، كما تقدم كلية الإدارة الدولية والإنسانيات بالجامعة برنامجى المحاسبة وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الموارد البشرية، كما تقدم كلية علوم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات 4 برامج هى وعلوم الحاسب والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات وشبكات الحاسب والأمن السيبرانى والمعلوماتية الحيوية، وتقدم الجامعة للطلاب برنامجى هندسة العمارة المستدامة وبرنامج بكالوريوس الصيدلة «فارم دى للصيدلة» وبرامج بكالوريوس الفن والتصميم، وبرامج إدارة التراث، بالإضافة إلى عدد من برامج الدراسات العليا المهنية.
> ماذا عن براءات الاختراع بالجامعة؟
– تمكنا خلال 10 سنوات، من التقدم لتسجيل أكثر من 100 براءة اختراع تغطى جميع تخصصات العلوم الهندسية والعلوم الأساسية، وقد حصدت الجامعة المصرية اليابانية هذا العام المركز الأول فى مؤشر براءات الاختراع للجامعات المنشأة باتفاقية خاصة مع حكومات أجنبية والجامعات الخاصة والأهلية، وفروع الجامعات الأجنبية، والتى أعلنتها أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجي، كما فازت حاضنة الجامعة العام الماضى بأفضل حاضنة عالمياً من حيث التأثير من المجلس الدولى لريادة الأعمال الصغيرة ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن.
> ما دور الجامعة المصرية ـ اليابانية فى دعم الصناعة؟
– من أهداف الجامعة المصرية اليابانية ربط الجامعة بالمجتمع الصناعى المصرى ونقل التكنولوجيا اليابانية إلى السوق المصرية. ويمثل مركز التكنولوجيا الابتكارية «سنتك» همزة الوصل بين الصناعة والجامعة من خلال نقل التكنولوجيا وربط الأكاديمية بالصناعة والتأكيد على حقوق الملكية الفكرية. ويقدم المركز باقة من الخدمات الصناعية منها الاستشارات الهندسية والبحوث المشتركة والبحوث والتطوير، والاختبارات والتحليل من خلال أحدث المعدات والأجهزة تقدمًا فى الشرق الأوسط، والتدريب الصناعي.
> ماذا عن منح الطلاب الأفارقة بالجامعة؟
– اختارت الحكومة اليابانية الجامعة لتوفير 150 منحة للطلاب الأفارقة للتعليم فى مصر «بدعم من الحكومة المصرية»، كما جددت العام الماضى المنح بـ150 منحة جديدة للطلاب منها 100 لباحثى الدكتوراة و50 لباحثى الماجستير مشيراً إلى هذه المنح تدعم التنمية المستدامة فى افريقيا.. وأن أكثر من 10 آلاف طالب افريقى تقدموا للحصول على الـ150 منحة الأولى مما يؤكد الثقة فى التعليم اليابانى وفى ريادة مصر للتعليم العالى على مستوى القارة الأفريقية.
> هل هناك برامج للمنح بالجامعة المصرية ـ اليابانية؟
– نعم فقد وضعنا برنامجاً للمنح الدراسية لجذب الطلاب المتميزين وذوى التفوق العلمى والرياضى والتربوى ويتضمن البرنامج منحاً للتفوق الأكاديمى ومنح تفوق أخرى للطلاب من محافظتى الوادى الجديد وشمال سيناء، فضلاً عن منح مخصصة لأبناء شهداء الجيش والشرطة، إذ يحصلون على إعفاء 100٪ من المصروفات الدراسية.