فى اطار احتفالنا بالعيد الثانى والسبعين لجريدتنا «الجمهورية» أشرت فى الأسبوع الماضى الى سبق «الجمهورية» بتقديم لونين من الصحافة لأول مرة فى الصحف المصرية.. هما الصحافة التعليمية فى عام 1968.. والصحافة السياحية فى عام 1970.. وكان لى شرف البدء بتقديم هذين اللونين منذ أكثر من خمسين عاما على صفحات «الجمهورية»..
وقد ذكرت كيف بدأت فكرة تقديم صفحة تعليمية يومية.. وكيف تطورت المواد التى كانت تنشرها.. وزادت صفحاتها حتى وصلت الى أربع صفحات يوميا.. وأشرت الى الترحيب الكبير الذى قوبلت به هذه الصفحة.. عند صدورها لأول مرة فى 20 يناير 1968.. والى تأثيرها الكبير فى زيادة توزيع «الجمهورية».. حتى إن أول يوم لصدورها سجل زيادة بنسبة 20٪.. رغم أنها صدرت دون أن يسبقها تنويه بهذا الصدور.. ثم توالى تأثيرها بعد ذلك فى التوزيع.. وبدأ ذلك يثير اهتمام باقى الصحف والمجلات المصرية التى سارعت بتقديم مادة مشابهة لتواجه احتياجا لدى قرائها لهذا اللون الجديد من الصحافة.. وقد امتد تأثيرها إلى احدى دول الخليج عن طريق عدد من المدرسين الذى عملوا معنا فى الصفحة التعليمية وسافروا بعد ذلك معارين للعمل هناك.. كما نقل التجربة إلى نيجيريا مدرس آخر أعير للعمل هناك..
>>>
وقد استمر ما يمكن أن نسميه « الاصدار الأول» للصفحة التعليمية منذ صدورها عام 1968 الى عام 1973.. ثم طلبت ايقافها حين لاحظت ضيق البعض بنجاحها.. وتعرضها لتصرفات تؤثر على أدائها.. حيث كانت بعض الدروس تنتزع من مكانها على الصفحة لتحل محلها بقايا المواد المنشورة على الصفحة الأولي.. وهذا سبب اخلالا بأداء الصفحة.. خاصة عندما يجرى التنوية بنشر احدى المواد ثم لا تنشر.. لأن «البواقي» حلت محلها..
وقبل أن يعود الاصدار الثانى للصفحة التعليمية فى شكل ملحق يومي، طلب منى الأستاذ سمير رجب رئيس مجلس الإدارة فى ذلك الوقت أن أعود إلى إصدار الصفحة التعليمية مرة أخرى فى شكل ملحق يومي.. ولكنى اعتذرت لتفرغى للسياحة.. ورجوته أن يسند الأمر الى زملاء آخرين مع استعدادى للمساهمة بأى خبرة أو مساعدة..
>>>
وقد أشرت إشارة سريعة الى رحلة أوائل الثانوية العامة إلى خارج مصر التى بدأتها لأول مرة فى شهر يوليو عام 1968.. أى فى العام فى العام الأول لاصدار الصفحة التعليمية.. وهى بحمد الله مستمرة حتى الآن.. وسنويا بلا انقطاع.. كأحد الروافد الهامة لـ»الجمهورية».. تحتضن من خلالها النابغين من شبابنا وتقدم حافزا هاما يدفعهم إلى التفوق للاشتراك فى هذه الرحلة..
وقد شارك فى هذه الرحلة نوابغ من الشباب المتفوق.. الذين واصلوا مسيرة تفوقهم بعد تخرجهم.. وقد وصلوا إلى مناصب هامة.. فقد أصبح منهم أساتذة فى الجامعات وعمداء كليات وسفراء ووزراء.. وقد كان الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية الأن أحد هؤلاء النوابغ الذين شاركوا فى رحلة الأوائل بعد تفوقه فى الثانوية العامة.. وسبقته وزيرة أخرى هى الدكتورة نجلاء الأهوانى وزيرة التعاون الدولى منذ سنوات.. وكانت عضوا فى الرحلة الثانية للأوائل كما كان د.صفى الدين خربوش وزير الشباب الأسبق أحد أعضاء رحلة الأوائل..
وقد أسهمت هذه الرحلة فى تهيئه المشاركين فيها لاستقبال حياتهم الجامعية بعد ان اتسعت آفاقهم باحتكاكهم بالعالم الخارجى من خلال زياراتهم إلى مختلف البلدان التى شملتها الرحلة فى سنواتها المختلفة.. واحتكاكهم ببيئات وثقافات ومعارف وسلوكيات مختلفة..
وفى لقاء أوائل الثانوية العامة هذا العام بالدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية، تحدث اليهم عن التأثير الايجابى لهذه الرحلة.. خلال مرحلة الدراسة الثانوية كحافز للتفوق.. وبعد المشاركة فيها وزيارة الدول الأوروبية التى يسرتها لهم «الجمهورية» والاطلاع على تجارب جديدة من خلالها..
>>>
مع اصدار الصفحة التعليمية كنت قد بدأت فى عام 1970 فى تقديم باب يومى عن السياحة والطيران.. وكان هذا أول باب يومى من نوعه فى الصحافة المصرية.. وكان هذا الباب ينشر مترجما فى صحفيتينا الاجيبشيان جازيت بالانجليزية وبالفرنسية فى جريدة لوبرجريه اجيبسيان.. وقد تحول هذا الباب فى عام 1985 الى صفحة أسبوعية فى الصحف الثلاث.. وقد ترك هذا صداه أيضا فى باقى الصحف.. التى استفادت بتجربتنا فى «الجمهورية» وأصدرت صفحات مماثلة..
وقد أدت هذه الصفحة دورا هاما فى دعم صناعة السياحة المصرية من خلال طرحها للمشكلات التى تواجهها ومناقشتها.. إلى جانب التعريف بهذه الصناعة وأهميتها بالنسبة للاقتصاد القومي.. وقد توقفت هذه الصفحة فترة من الوقت ثم عادت لتمارس هذا الدور من جديد بعد ان تولى الأستاذ أحمد أيوب رئاسة التحرير لـ«جريدة الجمهورية».. الذى أكد على أهمية استمرارها فى أداء دورها الهام بالنسبة للسياحة المصرية..
>>>
وينبغى هنا أن أشيد بالاهتمام الكبير الذى توليه «الجمهورية» لرحلة أوائل الثانوية العامة، والذى جعلها تستمر بلا انقطاع عاما بعد عام منذ عام 1968 وحتى الآن.. كما أولى لها الأستاذ أحمد أيوب اهتماما خاصا وتوسع فى النشر عنها وعن أنشطتها قبل سفر الأوائل مع الزيارات التى تنظمها لهم «الجمهورية» لتعريفهم بمعالم الوطن من ناحية والتعرف على قلاع الصناعة والإنتاج من ناحية أخري.. كذلك التوسع فى نشر وقائع الرحلة طوال أيام الزيارة وبعد العودة.. تأكيدا للهدف الذى نظمت من أجله هذه الرحلة.. كحافز للنبوغ والتفوق.. وأن يكون النشر عنها تفعيلا لهذا الحافز لدى الدارسين فى المرحلة الثانوية.
