خريج الزراعة يحول ابراميل الصاجب لـتحفة فنية
شاب فى الأربعين من العمر خريج كلية الزراعة، ومنذ أن كان فى الـ15 من عُمره حاول البحث عن طريق مختلف للعمل والتمييز، ورغم صغر سِنِهِ إلا أنه كان يَعلم أهمية الخبرة، ومع شغفه وحُبه عالم الديكور والأثاث قرر أن يبدأ الطريق من الصفر، وبدء العمل فى عدة مجالات مختلفة مثل النجارة والحدادة والسباكة والدهانات مما أكسبه خبرات متعددة ومع مرور الوقت أخذ يستغل مهارته فى اعادة التدوير والديكور واستغلال ابسط الاشياء والاستفادة من مكونات البيئة المحيطة واستخدامها فى تزيين البيت المصرى بأرخص المكونات لينتهى به الطريق إلى طى الصاج وتحويله الى اثاث منزلى وانتريهات وكراسى وترابيزات بأشكال وأسعار تنافسية.
محمد محمود روى لنا قصته فى اعادة تدوير الصاج قائلا كانت بدايته فى صناعة الأثاث الخشبى أولا عام 2014 وقد وجد به مجالا واسعا للإبداع والتطوير واكتسب من الخبرات ما ساعده على فتح ورشة صغيرة خاصة به وقام بإحضار معدات بسيطة، وكانت خطوات البدايات صعبة وثقيلة، ولكن لأنه كان مصمما على النجاح أبدع وابتكر ونافس بموديلات واختراعات عالمية، ولكن مع ارتفاع الاسعار الذى ضرب بعض القطاعات وخاصة مواد البناء وخامات الاثاث تاثر السوق بشدة ، مما جعله يفكر ويدرس لفتة طويلة ويبحث فى المتاح من البيئة للوصول الى حلول وبدائل آمنة يمكن تطويعها واستبدالها بالأثاث المُكلف لرفع العبء عن الأُسر المصرية، وكانت هناك عديد من البدايات الفاشلة التى لم تثمر عن إنجاز ملموس حتى على المستوى المادي، واستطاع أخيرا الاستقرار على الصاج باعتباره خاماً مناسباً يمكن تشكيله بسهولة، ومن المعادن المتوفرة بكثرة كما أن سعره فى متناول الجميع، لذلك تخصص فى تصنيع الأثاث من الصاج ولأنه عاشق لمهنته لذا كان يضيف لها ويطورها يوماً بعد يوم، ويبحث عن ما هو جديد عبر «الانترنت» وقام بعمل صفحة على الفيس بوك ووجد انجذابل كبيرا من المواطنين نحو هذا الأثاث المعدنى الذى يناسب جميع المساحات، بخلاف سعره الزهيد وهو معالج بدهانات ضد الصدأ حتى يمكنه التكيف مع التغيرات البيئية ويبقى محتفظا بقيمته الجمالية لفترات طويلة.
ويضيف محمد كنت أسعى طوال عملى فى منافسة المنتج المستورد وتشجيع المنتج المصرى الذى لا يقل جودة هذا ما دعانى لتصنيع سرير ووجد استحسانا وتشجيعا من زبائنه عن طريق نشر هذه المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعى ثم بدأ يتابع المنتجات التى تجذب انتباه الزبائن ويحاول تصنيعها مثل الكراسى والبوفات ويعمل التنجيد اللازم له حتى يصل لتصنيع انتريه كامل من الصاج وتوسع العمل واصبح من أحد اهم منفذى عربات المشروعات الصغيرة المتنقلة إضافة إلى إسناد مهمة ديكورات أهم محلات الأطعمة والمحال التجارية حتى المكاتب الادارية استطاع فرشها باستخدام الصاج المعالج.
ويؤكد محمد أن مصر بها أمهر الصنايعية والفنيين لذا يجب الاهتمام بهم وربطهم بالتدريب العملى او فتح مراكز تدريب بعد التخرج لإتاحة الفرصة لبعض الخريجين للعمل بها لتغيير ميولهم بعد الدراسة للاحتكاك المباشر مع المعدات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة ثم الاستفادة بهم فى المشروعات الصناعية الكبرى وعندها سنجد الكوادر التى تنافس الصناعات الأجنبية وترفع شعار «صنع فى مصر» فالعامل المصرى يستطيع تحقيق المعجزات إذا وضع لنفسه هدفا ويسعى الى تحقيقه بإخلاص.









