لا أمل من تكرار هذا العنوان.. باعتبار أن الأمن والاستقرار هو الدعامة الأساسية لبناء الدول وتحقيق الرخاء للشعوب.
من هذا المنطلق لم يكن غريباً أن يأتى تكليف الرئيس للحكومة الجديدة بالحفاظ على الأمن القومى فى مقدمة الأولويات التى ستعمل عليها كافة الوزارات سواء السيادية المعنية بهذا الأمر أو الأخرى القائمة على العمل التنفيذى فى مجال الخدمات.. وباعتبار أن الأمن بمفهومه الشامل تندرج تحته كل مجالات العمل الوطنى الذى يستهدف تحقيق مقاصد الدولة بدءاً من بناء الإنسان والعناية به صحياً وجسدياً وتعليمياً وثقافياً.. والعمل على توفير المناخ الصحى فى البيئة التى يعيش فيها وأماكن سكنه ووسائل تنقلاته وسلامة غذائه وكل ما يتعلق بتوفير الحياة الكريمة لهذا المواطن فى كل أرجاء الوطن.
وإذا كانت هذه هى النظرة الشاملة للأمن القومى فى ظل الجمهورية الجديدة التى تتشكل الآن على أرض الواقع بخطى ثابتة وواضحة من خلال عجلة البناء والإنجاز التى دارت فى مصر منذ نحو عشر سنوات ومنذ أن تولى الرئيس السيسى مسئوليته بتكليف وإرادة من الشعب.. وتمثلت فى الكثير من المشروعات القومية الكبرى التى أنجزت بدءاً من قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق والكبارى على الطرق السريعة وفى داخل المدن بما أنهى أزمات المرور المزمنة وكذلك القضاء على العشوائيات والاهتمام بالطبقات المهمشة والتوسع فى الرقعة الزراعية والعناية بالمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن وغير ذلك من إنجازات ساهمت فى تحسين جودة الحياة للمواطن المصري.. ومازالت الطموحات والآمال بل الأحلام واسعة رغم كل التحديات ومحدودية الموارد.. فإن هناك مفهوماً آخر للأمن يعايشه المواطن بنفسه فى حياته اليومية يستشعره فى كل حركاته وسكناته.. وأظنه يتجسد فى مثل هذه الأيام فى المناسبات والأعياد التى يستعد فيها المصريون لقضاء أجازته بعد فترات عمل وسعى دءوب.. نراها الآن فى محطات قطارات السكك الحديدية ومترو الأنفاق ومواقف سيارات الأقاليم.
مشاهد تعكس قدرة الدولة على توفير هذا المناخ الآمن لملايين البشر الذين ينخرطون فى حياتهم اليومية يحيط بهم سياج فطرى من الوعى والإيمان بالمسئولية فى الحفاظ على ما حققوه من أمن واستقرار تعرض قبل عشر سنوات لمؤامرة كبرى كانت تستهدف إسقاط وطنهم وسط تلك الدول التى تهاوت فيما أطلق عليه الربيع العربي.. ونجت منها مصر بفضل إرادة شعبها ووقوف قواتها المسلحة الصلبة بجانبه فى مواجهة دوامة الفوضى والانفلات الذى عانى منه الشعب على مدة ثلاث سنوات حتى كانت ثورة الثلاثين من يونيه التى أقامت دولتها بقيادة سياسية حكيمة محبة لشعبها لا تسعى إلا لكل ما فيه مصلحة الوطن.
>>>
لا شك أن المؤامرة على هذا الوطن مازالت قائمة.. وأظنها تأخذ أبعاداً وأشكالاً أخرى جديدة.. ولكن أتصور أن هذا الشعب الذى عاصر بدايات هذه المؤامرة حتى قبل 2011 يمتلك قدراً هائلاً من المسئولية يعد «حائط صد» ضد كافة الأشكال الجديدة التى تحاول العبث فى جدار الوعى مستغلة ظروفاً وضغوطاً اقتصادية ومعيشية تسببت المتغيرات السياسية العالمية والوبائية والمناخية فى إلقاء تداعياتها علينا.. ولكن هذا ادعى لأن يكون هذا الشعب أكثر حرصاً على وطنه وأمنه وسلامته.. ولاسيما أن الدولة بكل أذرعها واعية لما يحاك ضدها وتتعامل مع الأزمات والظروف الراهنة بحكمة ومسئولية لا تساق إلى شراك دولية خبيثة منصوبة فى المنطقة.. وبقناعة أنها سوف تتساقط كخيوط العنكبوت كما تساقطت من قبل أشباهها.
ويبقى أمل المصريين مع قيادتهم السياسية بإدراك منهم أنها لن تضيعهم.. وبقناعة أيضاً أن مسيرة العمل والإصلاح والتصحيح مستمرة مع حكومة جديدة تضخ دماء أخرى نقية فى شرايين العمل التنفيذى لتلبية احتياجات الشعب ومتطلباته.. مع أهمية أن تتعاون الحكومة والشعب معاً فى مجابهة التحديات والصعوبات بإرادة صادقة بعيداً عن أية مصالح خاصة تضر بمصلحة الوطن وأمنه واستقراره وتوفير الحياة الكريمة لشعبه.