تنطلق اليوم بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم فى المغرب الشقيقة وهى بطولة أعتبرها الأهم لمنتخب مصر فى كل ارتباطاته الحالية، ولا أبالغ إذا قلت إنها حتى أهم من كأس العالم 2026 لمنتخبنا لأنها أصبحت أكبر التحديات لمنتخبنا فى الفترة القادمة بعد زيادة المقاعد الأفريقية فى كأس العالم وبالتالى لم يعد الوصول للمونديال وسط 9 أو 10 منتخبات أفريقية هو الإنجاز.
ولابد أن نؤكد هنا أننا جميعا يجب أن نقف خلف المنتخب وندعمه ونسانده كل فى مجاله من أجل تحقيق اللقب الغالى الذى غاب عنا لأكثر من 15 عاما. لذلك لم أصدق وأنا أستمع إلى بعض الناس سواء من المسئولين أو اللاعبين القدامى أو حتى الجماهير وهم يتمنون خسارة المنتخب من أجل إحداث جرس إنذار قوى جدا آخر يجعلنا نتحرك لنساير العالم الذى يتحرك حولنا بسرعة الصاروخ ونحن محلك سر.. بل نقطع خطواتنا ولكن للخلف لتزداد الهوة.
والحقيقة التى أذكرها دائما أننى لا أتخيل مطلقا أن شخصا فى أى مجال لا يتمنى الخير لمنتخب يحمل اسم بلده وهو أمر هام جدا للرياضة بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص بتعميق الانتماء للوطن كما شاهدنا فى الأيام الماضية خلال كأس العرب من الانتماء الذى أظهرته جماهير كل الدول العربية فى المدرجات.
وأكررها مرة أخرى أن ليس معنى ذلك أن يكف المحللون عن أداء واجباتهم فى النقد، ولكن البناء منه الذى يوجه نحو إصلاح الأخطاء وتعديل المشاكل الفنية، ولكنه فى نفس الوقت لا يهاجم بغرض الهجوم أو ركوب التريند فى السوشيال ميديا كما يفعل للأسف الكثير من اللاعبين القدامى الآن.
ودائما أحب أن يكون النقد الحقيقى فى نهاية المرحلة وليس أثناء مسيرتها، لأن المنتخب قد يخسر مباراة لتكون دافعا قويا لاستئناف المسيرة بنجاح كما حدث فى افتتاح كأس الأمم الأفريقية عام 1986 فى مصر عندما كنت فى مقتبل عملى الإعلامى وشاهدت كيف تعامل الإعلام الحقيقي، فى وقت لم نكن نعيش فيه مع مرض العصر «السوشيال ميديا»، مع الخسارة أمام السنغال حتى تحقق اللقب بعدها بأسبوعين.
وتابعت أيضا ما حدث مع المنتخب قبل كأس الأمم الأفريقية 2006 من كيفية التعامل المحسوب مع نتائج مصر السلبية فى المباريات الودية التى سبقت البطولة والنقد الكبير للكابتن حسن شحاتة حتى فزنا باللقب فى النهاية بعد أداء قتالى رائع.
نعم الوضع الآن كرويا فى مصر ليس فى أفضل حال فى كل عناصر اللعبة ولكن علينا أن نكون فى ظهر المنتخب حتى نهاية المشوار وبعدها يكون الكلام الحقيقى سواء الإيجابى أو السلبي، لأنه حتى لو فاز منتخبنا باللقب الغالى إن شاء الله، فليس معنى ذلك أن كل الأمور الفنية والإدارية فى مصر على ما يرام، وربما يكون بعدها الإصلاح الحقيقى لكل الأمور السلبية التى تدار بها الكرة المصرية لأن الإصلاح والتقييم يكون أكثر إيجابية وأنت منتصر من القرارات الارتجالية وأنت خاسر.
أخيرا لا أتمنى أن نلخص مشوار المنتخب على شخص واحد وأعنى هنا حسام حسن المدير الفنى لأن باقى المنظومة لم تقم بدورها الحقيقى مثلما لخصنا فضيحة المنتخب الثانى فى كأس العرب فى شخص حلمى طولان فرحل الشخص وبقيت كل السلبيات لتأكل أكثر من رصيد الكرة المصرية!!









