لا أجد فى أى لغة، ما يوصف صيغة الإجرام الصهيوني، والعدوان الوحشى والبربرى الذى يمارسه جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، من إبادة للحجر والبشر، والتجويع والحصار، وقتل كل شيء، يمشى على الأرض، خاصة النساء والأطفال. لكن الغريب والعجيب أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف يخرج علينا، ويقول إن جيش الاحتلال، هو الأكثر أخلاقياً بين جيوش العالم، هل رأيتم مأساة وخرف وجنون وكذب أكثر من ذلك، ولماذا لا يقول ذلك والراعى الرسمى للإرهاب فى العالم، يدافع عن الكيان الصهيونى بل ويعتبر أن ما يرتكبه فى قطاع غزة وباقى الأراضى الفلسطينية ليس حرب إبادة، وأن واشنطن لم تر أو ترصد أى مظاهر لحرب الإبادة.
الحقيقة أن الموقف الأمريكى فيما يحدث فى قطاع غزة من حرب إبادة وإجرام وبربرية بات واضحاً للجميع، ولا يوجد أدنى شك أن أمريكا متواطئة ومتورطة فى هذا الإجرام ولا يمكن أن ينخدع البعض فى وجود خلاف أمريكى حتى ولو كان شكلياً بل تطابق وتعاون وشراكة ودعم بكافة أنواعه حتى تمارس إسرائيل هذا الإجرام غير المسبوق، بل إن واشنطن لا تدعم تل أبيب بالمال أو السلاح أو المعلومات الاستخباراتية فحسب ولكن بالمشاركة فى القتال بعد فضيحة مخيم النصيرات واستغلال الرصيف البحرى الذى أنشأته أمريكا بزعم تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين وخروج القوات وسيارات المساعدات الإنسانية التى وظفوها من أجل تنفيذ مذابح ومجازر جديدة فى المخيم من أجل الإفراج وإطلاق سراح ٤ رهائن أو أسرى وكان الثمن أكثر من 210 شهداء فلسطينيين وأكثر من 400 مصاب.
الغريب أن العالم والنظام العالمى لم يفلح فى إحداث أى تأثير على إسرائيل، سواء الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، أو حتى المظاهرات والاحتجاجات التى تضرب مدن دول الغرب دون أى جدوى وهو ما يؤكد أن إسرائيل فوق كل ذلك، وأنها فوق القوانين والقانون الإنسانى الدولي، بسبب الرعاية الأمريكية، التى تهدد بعقاب المؤسسات الأممية والدولية، والحقيقة أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، يستحق الإشادة والاحترام لكنه مثل من يحرث فى الماء بسبب الجبروت والهيمنة الأمريكية، وحالة التواطؤ والدعم الشامل والكامل من واشنطن، لأحد أهم أذنابها، وكيانها السرطانى فى الشرق الأوسط.
بنيامين نتنياهو المصاب بالخرف والجنون والتطرف، والمتهم بالفساد وارتكاب جرائم حرب، خرج عقب تصنيف الأمم المتحدة لإسرائيل فى القائمة السوداء وأنها من قتلة الأطفال، مثل المنظمات الإرهابية، ليواصل الكذب ويزعم أن جيش الاحتلال الصهيونى هو أكثر جيوش العالم أخلاقياً، ولا أدرى كيف امتلك الجرأة ليهذى بهذه التخاريف والخزعبلات، وعصابته الإجرامية أى جيشه قتلت ما يقرب من 15 ألف طفل، وآلاف النساء، حتى وصل رقم الشهداء ما يقرب من 37 ألف شهيد من الفلسطينيين الأبرياء، وتدمير كامل للمستشفيات والمدارس والجامعات، والمنشآت والمنازل، حتى وصل حجم الدمار فى غزة إلى ما يزيد على 70 ٪ ثم الحصار والتجويع، وقتل الأطباء والمرضى واستهداف المسعفين وأطقم التمريض وقتل أكثر من 140 صحفياً وإعلامياً لذلك أين حرية الرأى والتعبير، وأين الأخلاقيات التى يتحدث عنها نتنياهو، بالإضافة إلى تصفية المحتجزين والمعتقلين الفلسطينيين، وتعذيب الأطفال فى السجون الإسرائيلية.
جيش الاحتلال الصهيوني، جل رصيده هو قتل الأطفال والنساء، جيش بلا شرف ولا أخلاق ولا إنسانية، جاء من رحم الباطل، واغتصاب الأرض والحقوق هو مثل العصابات، وتفوق على المافيا فمن أين هذه الأخلاق التى يتحدث عنها الإسرائيليون.
وصل الأمر بالجيش الصهيونى المجرم إلى استغلال ناقلات المساعدات الإنسانية للمحاصرين فى تنفيذ جرائمه ومذابحه فى حق الفلسطينيين فما جرى فى النصيرات هو جريمة حرب كاملة الأركان تؤكد بما لا يدع مجالاً لشلك أنه جيش بلا شرف أو بلا أخلاق وتاريخه يشهد على ذلك فى مذابح سجلها التاريخ الذى يخجل من إجرام الصهاينة من مصاصى الدماء.
فقدت أمريكا أدنى حدود المصداقية لم تعد الشعوب تثق فيها، ولم تعد تصلح ومعها النظام العالمى القديم والقائم لقيادة هذا العالم، فقد ساد القتل والإبادة والإجرام، والظلم وازدواجية المعايير وتأجيج الحرائق والصراعات، وإحداث الفتن فى مناطق كثيرة فى العالم حتى أصدقاء أمريكا لم يعودوا يثقون فيها، وهو ما بدأ الأوروبيون يدركونه جيداً، وأمنوا أن المتغطى بالأمريكان عريان، لأنه يتم دفعهم دفعاً إلى آتون الحروب والاستنزاف فى مواجهات لا عائد لهم منها، ولكنها تحقق أهدافاً ومصالح أمريكا فى تدمير العالم وأوروبا على رأس المنكوبين من واشنطن خاصة فى وضعهم فى مواجهة مع الدب الروسى المستفيد منها واستمرار النفوذ والهيمنة الأمريكية.
الجيش الأكثر أخلاقية الذى يتحدث عنه مجرم الحرب نتنياهو، تاريخه ملطخ بالدماء، وحاضره، جرائم ضد الإنسانية، فمن قانا، وصبرا وشاتيلا إلى بحر البقر، إلى العدوان على غزة لا نرى إلا الخسة وقتل الأطفال والنساء والتجويع والحصار، وتصفية الأبرياء بدم بارد وانتهاك وتدنيس المقدسات، لا أدرى ماذا بعد كل ذلك حتى يصف نتنياهو جيشه الصهيوني، بعدم الشرف والأخلاق، إسرائيل أدمنت الأكاذيب، والقبح والإجرام.
أقول إن أباطرة الإجرام والوحشية والإبادة وأساطير وقوى الشر فى العالم على مدار التاريخ لم تبق منها سوى ذكريات، وأوهام وعار، لذلك فإنه مع الطغيان فإن النهاية اقتربت.. تلك هى نواميس الخلق وقواعد الحياة، فالأمم العظيمة، تعيش وتخلد بأخلاقها ومبادئها وشرفها وإنسانيتها.. ومهما فعل وأجرم نتنياهو وجيشه الصهيونى فإن المصير المحتوم هو الزوال وإسرائيل أكثر دول العالم هشاشة، وتحمل مقومات الانهيار والاختفاء، لولا دعم أمريكا المطلق، فلم تستطع أن تحقق أى هدف من عدوانها على غزة سوى قتل الأطفال والنساء رغم دخول العدوان الشهر التاسع، وجل ما حققه نتنياهو وعصابته هو إطلاق سراح 4 أو 5 رهائن وأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، فى عملية أقل ما توصف بأنها جريمة حرب، ومهما فعل نتنياهو لن يجن ثمار هذه العملية ولن تكون قبلة حياة له بل ستكون كارثية، على مستوى الضغط الإسرائيلى الرسمى والشعبى وأيضاً على مصير الأسرى الإسرائيليين وهم أكثر من 120 رهينة لدى حماس بالإضافة إلى قابلية هذا العدد للزيادة بسبب ضعف وترهل الإدارة العسكرية، وسقوط جيش الاحتلال وضعفه، ونجاحات المقاومة فى استنزاف ضباطه وجنوده وآلياته لذلك لن يفرح نتنياهو كثيراً بجريمة الحرب التى ارتكبها ويحاول ترويجها على أنها نصر كبير وسوف تنقلب عليه قريباً.