عندما تم سبى ابنة حاتم الطائى طلبت التحدث للرسول صلى الله عليه وسلم، وقالت كان أبى يفك الأسير ويحمى الضعيف، ويكرم الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشى السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا سفانة بنت حاتم الطائي، أوليس الذى يتصف بتلك الصفات جديراً بأن يشفع فى نفسه، ويشفع للآخرين بسجاياه؟، فرد صلى الله عليه وسلم قائلاً : (هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، ثم قال لأصحابه: خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، وأطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها)، فالإنسانية هى صفة من صفات المؤمن ومكانة يصل اليها البعض لمساعدة الآخرين، فمثلاً أوبرا ونفرى أشهر مذيعة فى امريكا والتى عملوا لها مهرجان تكريم فى ملعب للكره بمناسبة اعتزالها، تم اكتشاف انها كفلت 65 ألف فقير من ربع قرن بدون علم احد واستطاعت تغيير حياتهم، ومنهم اساتذة فى جامعة هارفرد، وقالوا لولا أوبرا لكنا الآن فى مكان آخر غير هذا، العطاء دائما غير مرتبط بجنسية أو ديانة وتقول شركة «ويلث إكس» إن إجمالى التبرعات التى أغدقها أكبر 20 محسناً فى العالم على أعمال الخير تبلغ 106.8 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعنى أن المبالغ التى يساهم بها هؤلاء الأثرياء فى أعمال الخير تتفوق أحياناً على بعض الدول الكبرى التى تقدم مساعدات إغاثية ومعونات للمحتاجين فى مختلف أنحاء العالم، اننا فى مرحلة تتطلب مشاركة الجميع فى العطاء وخاصة الأثرياء من رجال الاعمال ورجال الاقتصاد والفن والرياضة، وضرورة استحضار الوازع الدينى والانسانى والاخلاقى لتحقيق التعاون ومساعدة المواطنين على تجاوز الأزمات الاقتصادية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، خصوصاً وان المجتمع المصرى نفسه يتسم بالعطاء منذ فجر التاريخ، وقادر على المساندة عندما تتطلب الظروف ذلك، حفظ الله مصر.