الزبائن: أرخص.. والصغير للشوى.. والكبير لكفته الأرز
الاقبال على اضاحى الجمال يزداد فى اماكن معينه مثل الشرقية وكرداسة وبرقاش
قبل عيد الأضحى بشهر كامل تدب الحياة فى برقاش أو اسوق الجمالب تلك المنطقة التابعة لمنشأة القناطر على مساحة 25 فداناً والقريبة من منطقة البراجيل بالجيزة.
وابرقاشب أقدم سوق للجمال ليس فى مصر فقط ولكن فى الشرق الأوسط، والسوق ملتقى لتجار الجمال تأتى إليه من السودان والصومال والمغرب وأثيوبيا وكينيا وليبيا، لعرضها للبيع حيث تصل حركة التداول فى السوق لما يقرب من 150 ألف رأس سنوياً بمتوسط يصل لـ 12 ألف رأس شهرياً وتزيد هذه الأرقام فى المواسم خاصة موسم عيد الأضحى المبارك التى تتضاعف فيه المبيعات.
وتعتمد حركة البيع فى السوق على مجموعة من المكاتب التى تستلم الجمال من التجار وتبيعها بالمزاد العلنى ويحصل صاحب المكتب على نسبة من البائع والمشتري.
ويوجد فى السوق مكتب بيطرى للكشف على الجمال والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض قبل عرضها للبيع فى السوق بالاضافة إلى مكتب للشرطة لتأمين السوق وخاصة أن المعاملات تتم بملايين الجنيهات خاصة فى أيام الذروة والمواسم والسوق تحكمه قيم ومبادئ وعرف متوارث منذ عشرات السنين ومن خلالها يتم حل كافة المشكلات أو المنازعات التى تنشأ بين التجار أو الموردين أو الباعة.
ويعمل فى السوق يومياً ما يقرب من 600 عامل ينظمون دخول الجمال للسوق واطعامها وتنظيف الأماكن المخصصة لهما وتنظيم حركة البيع والشراء وبيع الطعام والشراب للتجار.
فى سوق الجمال كان اللقاء مع محمد عبدالحفيظ ــ تاجر ــ يقول أعمل فى السوق منذ سنوات طويلة ورثت المهنة عن ابى وأبنائى يعملون معى وسوق برقاش أكبر أسواق الجمال فى الوطن العربى فمن المعروف أن السوق المصرى من أكبر الاسواق العربية للمتاجرة بالجمال وسوق برقاش هو المكان الرئيسى الذى يجتمع فيه تجار الجمال و الزبائن سواء من الجزارين أو الزبائن العادية.
ويشير أحمد عماد ــ تاجر إلى أن الجمال الموجودة فى السوق تأتى من دول متعددة مثل السودان والصومال وليبيا وجيبوتى وهى غير الجمال التى يتم تربيتها فى مصر ومعظم هذه الأنواع يتم تربيتها فى مراع طبيعية ولذلك تجد صحة الجمال جيدة جداً وفى نفس الوقت يكون طعم لحمه جيداً .
نظام البيع
عبدالله الصاوى تاجر: يتحدث عن نظام بيع الجمال الذى يختلف عن باقى الماشية فى الأسواق الاخرى فالجمل يتم بيعه بنظام المزاد العلنى وليس بالكيلو كما هو معروف مع الأنواع الاخرى وسعر الجمل يتوقف على عدة اشياء مثل عمر الجمل ونوعه وصحته وقوته والاسعار تبدأ من 30 ألف جنيه للجمل الواحد وتصل إلى 100 ألف فى بعض الأنواع.
حماد الروبى تاجر: يشير إلى أن موسم عيد الأضحى من المواسم الرئيسية والتى تشهد إقبالاً كبير من التجار والمواطنين لشراء الجمال كأضحية أو عن طريق الجزارين لتى تقوم بذبحه وبيعه بالكيلو فإذا كان يباع 300 جمل فى الأيام العادية مع اقتراب عيد الأضحى يتم بيع ما يقرب من 1000 جمل فى اليوم الواحد للسوق.
ويشير محمد الدسوقى تاجر: إلى أن الاقبال على السوق معقول جداً حتى الآن ولكن قبل العيد بيومين يتضاعف الاقبال خاصة من المواطنين الذين يفضلون الاضحية بالجمال فهم يفضلون شراءه قبل العيد مباشرة خاصة اذا لم يكن لديهم مكان مناسب له وخاصة ايضا أن الجمال لها خدمات اضافية فيها مشقة مثل اطعامها ونظافتها وغيرها من الخدمات.
عماد الكبير ــ جزار: يقول إنه أصبح من زبائن السوق منذ سنوات حيث يقوم بشراء الجمال لذبحها وبيعها فى محل الجزارة الخاص به ثم يضيف اشتريت اليوم جملاً صغيراً وآخر كبيراً فلكل واحد منهم زبونه حيث أن الجمل الصغير لحمه يكون طرياً وتنفع للطبخ والشوى والكبير لحمه ينفع أكثر لعمل كفتة الأرز وسعر الكيلو يبدأ من 280 جنيهاً حتى 320 جنيهاً.
حسن موسى جزار: يوضح أن اللحم الجملى له زبائن كثيرة ولاسباب منها أن الجمل لا يمرض واذا اصابة مرض يموت ولذلك الزبائن تشترى لحمه لثقتهم فى أن لحمه خالى من الأمراض وفى نفس الوقت لحمه طعمه لذيد جداً وخاصة الكبدة الجملى والتى توجد مطاعم كثيرة تشتهر بها ومعظمها موجود بمناطق سقارة والمريوطية وكرداسة والهرم.
أحمد عبدالعليم ــ محاسب: جاء لشراء الأضحية من سوق برقاش حيث أن أسرته تقوم بنحر جمل فى عيد الأضحى كل عام يقول: أعرف العديد من التجار هنا واتى إليهم كل عام اشتريت جملاً صغيراً بسعر 50 ألف جنيه وأرى أن السعر مناسب نظراً لارتفاع الاسعار هذا العام فالأسعار زادت بنسبة لا تقل عن 25 ٪.
مثله عادل جبر ــ مهندس: تعود على شراء الأضحية من سوق برقاش قائلاً: هذا أوفر اتفق مع جزار لشراء جمل اشترك فيه مع مجموعة من الاصدقاء حتى يكون أضحية وأرى أن الاشتراك فى الجمل افضل من الخراف فالجمل الذى اشتريناه وزنه حوالى 200كيلو وبعد الذبح يصفى 160 كيلو من اللحم وبعد توزيعه على 6 أفراد يكون نصيب كل واحد منهم حوالى 28 كيلو لحم صافى وهذا أفضل من الخروف.
وتستمر حركة البيع والشراء فى برقاش حتى أول أيام عيد الأضحى المبارك بينما تزداد الأسعار اليوم تلو الآخر بالتزامن مع زيادة الاقبال.
محمد عوف تاجر يكشف عن سر قائلاً: الجمال فى انخفاض كبير وصل سعر الجمل الواحد لـ 35 ألف جنيه وترتفع حتى 65 ألف جنيه واحياناً 100 ألف حسب وزنه.
وهنا يدخل المهندس هانى سلامة فى الحديث قائلاً: الجمل المناسب للأضحية لابد أن يكون «كاسر زوج من الأسنان أو أربعا» ويتراوح عمره من 5 إلى 6 سنوات وأقل من هذا العمر لا يصلح للأضحية بالاضافة إلى خلوه من العيوب، لافتاً إلى أن جمل الأضحية يصل وزن اللحم فيه من 180 كيلو جراماً إلى 250 كيلو جراماً.
محمود سعيد يعمل بالمجزر الآلى بالبساتين يشير إلى أن الجمال عدة أنواع الموجود منها فى مصر المغربى والسودانى والبلدى والصومالى والليبى وكل نوع منه له سعر خاص موضحاً أن البلدى عبارة عن جمال سودانى يتم استيرادها وإطعامها وتقديم العلف لها طوال 6 أشهر قبل عيد الأضحى المبارك ويطلق عليها البلدى وهو أكثر الجمال التى تشهد إقبالاً كبيراً على شرائها.
فرج حنفى من المدبح القديم يرى أن شراء جمال الأضاحى الآن افضل وأرخص من يومى الوقفه والعيد حيث يستغل بعض التجار يومى الموسم يرفعون الأسعار بشكل كبير.
ويشير اكرم توبار إلى ان الاقبال على اضاحى الجمال يزداد فى اماكن معينه مثل الشرقية وكرداسة وبرقاش وغيرها من البلدان التى اعتادت على اكل لحوم الجمال، وعلى الرغم من ارتفاع سعرها عن السابق إلا أنها لاتزال الارخص والأجود.
سعيد كامل طبيب بيطرى يؤكد أن لحم الجمل يعد من أجود اللحوم وافضلها للصحة فاضافة إلى كونه سهل الهضم وعديم الرائحة فإنه يمتاز بانخفاض نسبة الدهون والكولسترول وارتفاع البروتينات والكاربوهيدرات وبكثرة الألياف لانها تعتمد فى غذائها على الحشائش الطبيعية الخالية من أى مواد مسمنة فضلاً عن أن الدهون فى الجمل تتركز فى السنام وفى جلد البطن، وهى مفصولة عن النسيج اللحمي.