«الأونروا» تدق ناقوس الخطر: نقص المساعدات سيقضى على الفلسطينيين
عزلة «تل أبيب» تتوسع.. و«هاآرتس»: صبر العالم بدأ ينفد
أبومازن يطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن.. وماكرون يطالب بـ «هدنة أوليمبية»
مجزرة جديدة تكشف وحشية الاحتلال الإسرائيلى وعدم اكتراثه بقواعد القانون الدولى والمعايير الإنسانية.. فقد وصل عدد ضحايا مجزرة مخيم النصيرات إلى أكثر من 210 شهداء ومئات المصابين بسبب القصف المتواصل من الاحتلال للمخيم.. وهذا ما أثار الغضب العالمي.
وأدانت مصر بأشد العبارات، الاعتداءات الإسرائيلية ووصفتها بأنها انتهاك سافر لكافة أحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، وجميع قيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وحملت جمهورية مصر العربية – فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، إسرائيل المسئولية القانونية والأخلاقية عن هذا الاعتداء السافر، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائى الذى يطال الفلسطينيين المدنيين، بما فى ذلك المناطق التى نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لكافة خدمات البنية التحتية فى القطاع.
وطالبت مصر الأطراف الدولية المؤثرة، ومجلس الأمن، بضرورة التدخل الفورى لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتحرك المسئول من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التى راح ضحيتها ما يزيد عن 36 ألف شهيد، مؤكدة على حتمية التوصل لوقف إطلاق النار فى كامل قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ودون عوائق من كافة المعابر البرية للقطاع.
فى السياق نفسه جدد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون دعوته إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الأمريكى جو بايدن، والذى بدأ اليوم زيارة الأولى إلى فرنسا.
وأكد ماكرون، أنه يريد التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار وفتح آفاق لحل سياسى وهو السبيل الوحيد الذى من شأنه أن يسمح بتهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل ودائم، ويلبى مطالب الشعبين فى تحقيق الأمن .
ووصف ماكرون بـ»غير المقبول» الوضع فى رفح الفلسطينية ، مع الخسائر البشرية، بعد تسعة أشهر من الصراع فى قطاع غزة.
وشدد على ضرورة ان تفتح إسرائيل جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية كما طالب بها المجتمع الدولى منذ عدة أشهر».
وأشار ماكرون إلى تأييده للاتفاق الذى أعلنه بايدن بشأن وقف إطلاق النار فى غزة، وقال : «سنضاعف جهودنا لتجنب تفجر الوضع فى المنطقة».
كما أوضح الرئيس الفرنسى أن البلدين لديهما الرغبة المشتركة فى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين فى غزة ، وبدوره، أكد بايدن على أن واشنطن ستواصل العمل من أجل إطلاق سراح بقية الرهائن الذين ما زالوا محتجزين فى الأراضى الفلسطينية.
وأشار ماكرون مرة أخرى إلى اقتراح «الهدنة الأولمبية» التى قررتها الأمم المتحدة، وذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية التى تستضيفها باريس الشهر القادم، قائلا :»نريد أن نجعل النظام الدولى أكثر عدالة».
من جانبه طالب محمود عباس أبومازن مجلس الأمن الدولى بعقد جلسة طارئة لمناقشة المجزرة وحمل الولايات المتحدة المسئولية عما ترتكبه إسرائيل من جرائم وطالب أيضاً المجتمع الدولى بالتحرك الفورى لوقف هذا العدوان.
وميدانياً كثف جيش الاحتلال الإسرائيلى غاراته على وسط قطاع غزة خلال فترات متقطعة أمس، مخلفاً المئات من القتلى والمصابين وذلك وفقاً لما ذكرته مصادر طبية تابعة لحركة حماس.
وكانت قد ذكرت طواقم الدفاع المدنى فى وقت سابق أمس، أنها انتشلت جثامين خمسة قتلي، بينهم أطفال ونساء، وذلك بعد قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا فى حى الشيخ رضوان بمدينة غزة.
و أفادت مصادر إعلامية، بأن مدفعية الاحتلال استهدفت حيى الزيتون والصبرة فى غزة، بعشرات قذائف الهاون وكذلك فى محيط المخيم الجديد بشمال النصيرات وسط القطاع.
و قال مسئول فلسطينى بقطاع الصحة إن حصيلة ضحايا الهجمات التى شنتها إسرائيل امس على مخيم النصيرات ومناطق أخرى فى وسط غزة وصلت 210 شهداء وأكثر من 400 جريح.
يذكر أنه كان لدى حماس قبل استعادة الأسرى الأربعة اليوم، 124 أسيراً أحياء، من أصل نحو 250 اقتادتهم الحركة إلى داخل القطاع خلال هجوم السابع من أكتوبر. وكان قد استهدف فى وقت سابق جيش الاحتلال للمرة الثانية، مدرسة تابعة للأمم المتحدة بقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وقبلها بيوم واحد استهدفت غارة إسرائيلية مدرسة أخرى تابعة للأونروا فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 37 شخصا وإصابة 60 آخرين، وفقا لمستشفى الأقصي.
فى المقابل، أعلنت كتائب القسام أنها أوقعت أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح فى دير البلح وسط القطاع، فيما قالت سرايا القدس إنها قصفت بدفعة صاروخية مقر قيادة فرقة غزة فى موقع رعيم، فى ظل مواصلة جيش الاحتلال عملياته فى وسط غزة ورفح الفلسطينية.
أضافت أيضاً أنها استهدفت مروحية إسرائيلية من نوع «أباتشى» بصاروخ «سام 7» شرق مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع.
الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال تواصل عدوانها برا وبحرا وجوا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 36 ألفا و731 شهيدا، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلاً عن إصابة أكثر من 83 ألفا و530، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام، وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والانقاذ الوصول إليهم.
من جهة أخري، أكدت إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أن الأوضاع فى قطاع غزة تزداد صعوبة وكارثية فى ظل استمرار إغلاق المعابرونقص المساعدات والإمدادات خاصة الوقود الذى يدخل بكميات ضئيلة لا تمثل سوى 10٪ من الاستهلاك اللازم لتشغيل المنشآت والمعدات الطبية.
وتحذر وزارة الصحة فى غزة المجتمع الدولى والمنظمات الإغاثية من تعرض أعداد كبيرة من المرضى والمصابين للموت بسبب توقف الخدمة الصحية فى القطاع المنكوب، مضيفة أن توقف المولدات يعنى كارثة إنسانية كبيرة.
كما قال مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، فى قطاع غزة ومنسق القطاع الصحى فى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عائد ياغي، إن جميع المؤسسات الدولية العاملة فى قطاع غزة تقف عاجزة أمام حجم المأساة الإنسانية فى القطاع وتعنت دولة الاحتلال فى إدخال المساعدات.
من ناحية أخرى حذرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية من أن العالم بدأ صبره ينفذ تجاه حكومة الاحتلال الرافضة لوقف العدوان على غزة.
أوضحت الصحيفة «العبرية» أنه يمكن أن تتخذ خطوات اقتصادية ستؤثر على تل أبيب على المدى البعيد مثل تقييد الصادرات وإلغاء المؤتمرات والتراجع عن المعاملات التجارية المخطط لها.
كما نبهت الصحيفة إلى خطورة استمرار النهج الإسرائيلى الحالى الذى فشل تماماً فى تخطى الأزمة التى تواجهه، محذراً أيضاً من دراسة دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.