انتهجت بعض الصحف الأجنبية سياسة عدائية تجاه الدولة المصرية منذ 30 يونيه 2013 هذه الصحف كانت جزءاً من المخطط الكبير الذى استهدف منطقتنا العربية عبر ما سمى اصطلاحا بـ «الربيع العربي» ولم يكن أبدا ربيعا فقد شهدت منطقتنا محاولة صريحة لإحداث فوضى مهدت لنفسها الأرضية عبر الكثير من الروافد من ضمنها بالطبع الإعلام و فى القلب منه الصحافة الأجنبية.
لم يعد خافيا أن ما حدث فى 2011 كان مشروعا للفوضى اتضحت ملامحه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وما نتج عنها من تداعيات على النظام العالمى والنُّظم الإقليمية ومنذ ذلك التاريخ بدأ تفعيل مصطلحات مثل «الفوضى الخلاقة» و»الشرق الأوسط الجديد» ثم «الكبير»وأعلنت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وقتذاك عن استخدام «الفوضى الخلاقة» لتحقيق الأهداف المتعلقة بنشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، فى هذا الجزء من العالم!!.
أبسط تعريف لمصطلح»الفوضى الخلاقة» أنها حالة سياسية أو إنسانية، يُتوقع أن تكون مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة بقصد الوصول إلى موقف أو واقع سياسى يتطلع إليه الطرف الذى أحدث الفوضى وبناء على ذلك فإن الفوضى الخلاقة تقوم وترتكز على مجموعة دعامات أساسية، من شأنها ضمان تمريرها على أرض الواقع منها مثلا تأجيج الصراعات العرقية والطائفية وضرب البعد الأمنى وزعزعة الوضع الاقتصادى والمالى والعمل على بث الشك فى المؤسسات المصرفية والائتمانية.
الآلة الإعلامية كانت أبرز الدعامات التى استهدفت ضرب كل مكامن الثقة فى المؤسسات الوطنية عبر بعض الأبواق منها صحف أجنبية بعينها تم التواصل مع عناصر بداخلها وكذلك بعض القنوات الفضائية التى كانت قائمة والجديدة التى دشنت لذات الهدف و الشبكات الاجتماعية.
ليس خافيا أيضا أن مخطط الفوضى عبر الإعلام نجح إلى حد بعيد مع الأسف مثلما نجح «الربيع العربي» فى تفتيت بعض دول المنطقة أو تأكلها لكن هذا المخطط على قوته انكسر على عتبة الدولة المصرية الكبيرة فكانت الشوكة التى قصمت ظهر المخطط ونجت مصر بالشعب والرجال و المؤسسات ومنذ تلك اللحظة وهم من آن لآخر يحاولون إعادة الزمن إلى 2011 لكن كل مرة أيضا يفشلون.
فهل من باب الصدفة مثلا أن تجد بعض الأسماء فى بعض الصحف الأجنبية منذ 2013 وحتى الآن كل حديثها عن مصر هجوم على الدولة ومؤسساتها وتحديدا القوات المسلحة؟! هل من باب الصدفة مثلا أن تجد «ستيفن كوك» فى مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية يسخر قلمه للهجوم على مصر والتحريض ضدها ولم ير فيها أى نجاح أو تقدم رغم كل هذا التغيير الذى حدث على الأرض فى بنية الدولة والذى تحدثت عنه كثيرا الصحف الأجنبية المنضبطة؟ فى حين هاجم كوك كل ما هو جديد بداية من قناة السويس الجديدة وصولا للعاصمة الإدارية؟
هل من باب الصدفة مثلا أن «روث مايكلسون»المراسلة السابقة لصحيفة «الجارديان» البريطانية المطرودة من مصر بعد التحقق من زيف تقاريرها لم تجد أى شيء حلو فى بلادنا لتكتب عنه فتتخصص فى التحريض؟ وآخرين كثر ربما نذكرهم بالأسماء فى مقالات قادمة.
الخلاصة أن الصحافة الأجنبية لم تكن يوما بمعزل عن السياسة فمن نجا منها توازن ومن لم ينج باع نفسه.