نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، انعقاد الجمعية العامة للشـــراكة بين الأكاديمياتIAP والمعرض الدولى لتسويق مخرجات البحوث IRC EXPO 2025، بالعاصمة الجديدة، والتى تعقد تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تستضيف الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات IAP لأول مرة فى العالم العربى، بما يمثل حدثًا تاريخيًا، ويجمع هذا المنتدى العلمى العالمى نُخبةً من الأكاديميين والخبراء وصناع القرار من أكثر من مائةٍ وأربعين أكاديميةً علميةً حول العالم، وتبحث الجمعية العامة لهذا العام مناقشة القضايا المعاصرة التى تُواجه العلم والمجتمع.
رئيس الوزراء شهد أيضًا مراسم توقيع البروتوكولات التنفيذية للتحالفات التسعة المتأهلة للمرحلة النهائية من المبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية»، واستمع لكلمات المشاركين حيث وصفت الدكتورة جينا الفقى، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا انعقاد هذه الجمعية فى مصر، بأنه حدثًا استثنائيًا يعكس مكانة مصر العلمية عالميًا، وقدرتها على الفوز بتنظيم هذا الحدث المهم وسط منافسة كبيرة لاستضافته.
شهد المؤتمر هذا العام مشاركة 300 من الخبراء وقادة المؤسسات العلمية، و50 متحدثًا دوليًا، بالإضافة إلى 120 منظمة دولية من نحو 80 دولة، مما جعله أحد أكبر الفعاليات العلمية متعددة الأطراف على مستوى العالم.
أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن مِصر أصبحت وجهةً عالمية رائدة للتعاون العلمى والاقتصادى، مُستندة إلى رؤية استراتيجية تجعل من البحث العلمى والابتكار الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن ذلك يتجلى بوضوح فى استضافة مصر لحدثين دوليين بارزين هما الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات IAP، والمعرض الدولى لتسويق مُخرجات البحوثIRC EXPO2025، اللذين يعكسان ثِقة المجتمع الدولى فى قدرة مصر على قيادة الحوار العلمى العالمى وتحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية حقيقية.
أضاف مدبولى فى كلمته التى القاها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية.. أن مصر ليست فقط أرض التاريخ، بل هى أرض المستقبل والعلم والابتكار.
أشار الدكتور مدبولى إلى أن المعرض يركز على عرض أحدث الابتكارات والنتائج البحثية التطبيقية التى يُمكن تحويلها إلى مُنتجات وخدمات ذات قيمة اقتصادية، ويتيح للمُخترعين والباحثين فُرصةَ للتواصل المباشر مع المستثمرين والشركاء الصناعيين، مما يُسرع تحويل الأفكار الواعدة إلى مشروعاتٍ قابلة للنمو والاستدامة.
أضاف أن أهمية هذا الحدث تكمن فى كونه يُرسخ مفهوم «تسويق العقول»، حيث يتحول البحث العلمى من مجرد أفكار نظرية إلى ثروات حقيقية تُعزز الاقتصاد الوطنى وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة.
أكد رئيس الوزراء أن مصر، من خلال هذين الحدثين البارزين، تُؤكد التزامها بتعزيز التكامل بين العلم والمجتمع، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للتعاون العلمى والاقتصادى.
سلط الدكتور مدبولى الضوء بتفصيل أعمق على مبادرة «تحالف وتنمية»، التى أطلقها رئيس الجمهورية كرافدٍ أساسى ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى 2030، حيث تأتى هذه المبادرة استجابةً لطموحات مصر فى بناء منظومة متكاملة تجمع بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية والقطاعات الصناعية ورواد الأعمال، بهدف تعزيز التكامل والتعاون فى مجالات البحث العلمى والابتكار وريادة الأعمال، ولاسيما فى القطاعات ذات الإمكانات الواعدة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن المبادرة تسعى إلى تأسيس تحالفات تخصصية إقليمية، حيث يتم توحيد جهود الجامعات والمراكز البحثية مع المؤسسات الصناعية والشركات الناشئة، من أجل تحويل الأفكار البحثية إلى تطبيقات عملية وحلول مبتكرة تُلبى احتياجات السوق المحلية والإقليمية.
أشار رئيس الوزراء إلى أن توقيع عددٍ من اتفاقيات «تحالف وتنمية» يُعد دليلًا ملموسًا على نجاح هذه الرؤية الطموحة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولى إِننا نؤمن بأن مستقبل الأمم يُبنى بالعلم والصناعة معًا، وأن التكامل بينهما هو الطريق الوحيد لتحقيق الازدهار الاقتصادى والاستقلال التكنولوجي.
أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة المصرية تضع دعم البحث العلمى والابتكار على رأس أولوياتها، من خلال تمويل المشروعات البحثية التطبيقية، وتشجيع الشراكات الدولية، وتهيئة البيئة التشريعية والمؤسسية الداعمة.
أشار الدكتور أيمن عاشور، خلال تفقد المعرض إلى أنه يمثل خطوة استراتيجية نحو تحويل مصر إلى منصة دولية لإطلاق الحلول الابتكارية، من خلال تمكين الدول المشاركة من عرض تحدياتها البحثية وربطها بالحلول العلمية والتكنولوجية المتاحة لدى الجامعات والمراكز البحثية والشركات العالمية.
وأوضح أن المعرض يستقطب أكثر من مائتى مشارك دولى من أكثر من ثمانين دولة، من بينهم ممثلون حكوميون ورؤساء شركات عالمية وجامعات ومراكز بحثية، بالإضافة إلى مستثمرين ورواد أعمال، وممثلى القطاع المصرفى، وتتمثل المشاركة الدولية فى المعرض فى نحو 35 جناحًا، يضم حوالى 26 جامعة ومركزا بحثيا، و106 من الشركات الناشئة، فى 9 قطاعات، فى حين تشهد المشاركة الوطنية فى الجناح المصرى بالمعرض 39 عارضًا بينهم 16 جامعة و8 مراكز بحثية و15 شركة ناشئة، إلى جانب 7 عارضين بجناح المركز القومى للبحوث، و6 أجنحة لصندوق دعم الابتكار. كما ستشهد فعاليات المعرض توقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف وإطلاق مبادرات مشتركة فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة، بما يعكس الدور الفاعل للدبلوماسية المصرية فى تعزيز التعاون الدولى فى العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأشار الوزير أن هذا الحدث يُعد فرصة متميزة لإبراز الإنجازات التى حققتها مصر خلال السنوات الأخيرة فى مجال البحث العلمى والابتكار، وتعزيز حضور الدولة المصرية كمنصة دولية قادرة على توجيه وتشكيل التوجهات التكنولوجية المستقبلية، بما يساند الجهود الوطنية لبناء اقتصاد معرفى، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع الدول والمنظمات المشاركة، ويُسهم فى تعزيز المصالح الوطنية وترسيخ الدور الإقليمى والدولى لمصر فى الدبلوماسية العلمية والتكنولوجية.
وخلال الجولة فى أرجاء المعرض، وأجنحته تعرف رئيس الوزراء على العديد من المنتجات والنماذج الابتكارية المقدمة من خلال المشاركين الدوليين والوطنيين فى العديد من المجالات والقطاعات، وخلال ذلك شاهد رئيس الوزراء نموذجًا لسيارة منخفضة السرعة مصممة من خلال شركة «متجر» للهندسة والتجارة، واستمع إلى شرح من رئيس الشركة، الذى أوضح أن هذه المركبة مصرية الصنع بنسبة مكون محلى يصل إلى 60 ٪، وتم تصميمها بدعم من اكاديمية البحث العلمى للاستخدام فى المدن الذكية تعمل بالكهرباء وصديقة للبيئة، وأن تكلفة تشغيلها تصل إلى 20 ٪ من اجمالى تكلفة المركبات التى تعمل بالوقود، وأنه من الممكن الوصول بنسبة المكون المحلى لتصنيعها إلى 100 ٪ خلال 6 شهور، ووجه رئيس الوزراء فى هذا الصدد بضرورة العمل على سرعة إتمام الإجراءات الخاصة بترخيص هذه المركبة، دعمًا للتوسع فى انتشار استخدام مثل هذه المركبات الصديقة للبيئة، ذات تكلفة الاستخدام الأقل.
كما تفقد رئيس الوزراء الجناح الخاص بمعاهد الأبحاث، مستمعًا الى عرض حول أحدث الاكتشافات العلمية وما تم التوصل إليه من ابتكارات فى العديد القطاعات، ومن ذلك ما يتعلق بإنتاج الانابيب النانو مترية، والكربون النشط، وما يتعلق بالخلايا الشمسية المبتكرة من خامات الرمال المصرية السوداء.
.. ويتابع الموقف التنفيذى لـ «مدينة النيل الطبية»
وزير الصحة : ربط المستشفى الجديد بمعهد ناصر.. واستغلال أمثل للموارد
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا أمس بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة؛ لمتابعة مستجدات العمل فى عدد من ملفات وزارة الصحة والسكان، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، مقرر اللجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية، ومسئولى وزارة الصحة والسكان.
وخلال الاجتماع استعرض وزير الصحة مستجدات مشروعات البنية التحتية بالقطاع الصحى بالقاهرة، ومنها الموقف التنفيذى لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية «معهد ناصر»، والذى يتكون من مبنى الامتداد وبه عدد من الخدمات والأقسام الطبية المتنوعة مثل المعامل والأشعة والعمليات وغيرها، وعدد 2 مبنى سكن أطباء، ومبنى مركز الأبحاث، ومبنى ملحق بمستشفى معهد ناصر، ومبنى العيادات الخارجية، ومبنى الجراج متعدد الطوابق، وامتداد المبنى الخلفى للأورام الذى يقدم خدمات علاج أورام الأطفال والكبار وجراحة الأورام.
كما تناول الوزير فى الإطار نفسه مقترح مستشفى النيل النموذجى للأطفال، والذى يستهدف إنشاء مستشفى تخصصى للأطفال وفقا للمواصفات والبرنامج الوظيفى المعد من قبل أمانة المراكز الطبية المتخصصة، مع ربط المستشفى الجديد بمعهد ناصر ليصبح جزءا من مشروع «مدينة النيل الطبية» المتكاملة عالميا.
وتطرق الدكتور خالد عبدالغفار إلى الحديث عن مقترح إنشاء مدينة المستشفيات والمعاهد التعليمية لبحوث التدريب، باعتباره من المشروعات البحثية متعددة المراكز والتخصصات بشكل متكامل وبجودة عالمية، وتوحيد الجهود لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية؛ حتى تصبح مصدرا لبحث علمى جاد ومثمر، مع توفير تدريب طبى متميز وخدمة علاجية مطابقة لمعايير الجودة العالمية.
وفى هذا الإطار، أوضح نائب رئيس مجلس الوزراء أن مشروع مدينة المستشفيات والمعاهد التعليمية للبحوث والتدريب من شأنه أن يسهم فى رفع جودة وكفاءة الخدمات العلاجية التى تتميز بها الهيئة، بما يتماشى مع المتطلبات المتزايدة لخارطة الخدمات الصحية، وتنفيذ الاستراتيجية الصحية، مع رفع كفاءة التدريب السريرى والأكاديمى من خلال مركز تدريب عالى الكفاءة، وإنشاء جامعة للعلوم الطبية والتكنولوجية.
