الحكومة الجديدة لن تبدأ من الصفر ولكنها ستكمل البنيان الذى استغرق تشييده عقدا من الزمان بتكلفة تقارب العشرة تريليونات جنيه مصرى غيرت خطوط الجغرافيا المصرية ونقلتنا من الزحام والتكدس حول شريط ضيق يلازم نهر النيل الى حيث الصحراء وصولا إلى سواحل البحرين الأحمر والأبيض، تحركت الدولة من النهر الى البحر بعدما كانت ساكنة دون حراك منذ آلاف السنين، لذلك أرى أن الحكومة الجديدة ستتسلم بلدا يمتلك بنية تحتية جبارة وغير مسبوقة فى تاريخ الدولة، عليها وببساطة أن تقوم بتشغيل واستغلال هذه البنيات التحتية والفوقية بمهارة واقتدار وربحية، الحكومة الجديدة عليها أن تكمل المشروعات التى قاربت على الانتهاء وفقا لخطة الموازنة التى وضعت رقم تريليون جنيه كحد أقصى للاستثمارات العامة، والأهم فى تقديرى ان تضع الحكومة خطة محكمة ومعلنة لكيفية الحفاظ على هذه الأصول الوطنية وصيانتها ووضع الآليات المثالية لإدارتها بشكل اقتصادى لا يعرف الخسائر، كما يجب أن تعلم الحكومة الجديدة – وأظنها تعلم – أنها حكومة مواجهات ومصارحات ومكاشفات، حيث مواجهة التحديات الحالية والمتوقعة بجسارة ودون خجل، ومصارحة الناس بحقائق الأمور مهما كانت صعبة ومعقدة، لكن هنا أرى أن حسن العرض واختيار الحديث والمتحدث هو نقطة البداية، فضبط التصريحات الحكومية وقصرها على من يمتلك مهارة التواصل مع الجماهير سيكون البداية الصحيحة، الحكومة الجديدة كمن استلم بناية عملاقة شاهقة تناطح السحاب وعليه أن يتمم تشطيبها وواجهاتها ويدعو المستثمرين إلى ادارتها وتحقيق أرباح للجميع، لقد مهدت الحكومات السابقة الأرض ووضعت القواعد وعلا البنيان واكتمل طوال عشر سنوات وقد آن الأوان لتشغيل هذه الأصول بكفاءة، وثيقة الرئاسة التى تضمنت الخطوط العريضة والعناوين الكبيرة واضحة وضوح الشمس، فعلى كل وزير أن يعلم أن المرحلة شديدة الدقة والتعقيد وتحتاج الى قوة المواجهة وقوة الحجة، مداميك البناية اكتملت وفى انتظار مداميك الحكومة وأظن أن الدكتور مصطفى مدبولى بنّاء عظيم يمسك الآن المسطرين والميزان ويكمل مداميك حكومته، وإنا منتظرون.