اعتقد أن عمله “سائقاً” للمحافظ يُسهِّل له كل تحركاته. ظن أنه بعيد عن الشبهات ولن يعترضه أحد كما زيَّن له شيطانه. هكذا توهَّم أنه مصدر قوة ولديه الحصانة من خلال ارتباطه بأكبر مسؤول بمحافظة الدقهلية في العمل.. من أجل كل ذلك، قرر “البيه السوَّاق” استغلال وقت فراغه في تجارة السموم المخدرة والمدمرة لأبناء الوطن. احترف توزيعها بسيارته الخاصة بدون وازع من ضمير، بعيداً عن أوقات العمل الرسمية، وبثقة وثبات من أجل الثراء المادي.
بمرور الوقت، فاحت رائحته وسقط أخيراً بصحبة طالب جامعي في قبضة رجال المباحث، بكمية من عقاقير “الكيف القاتل” قُدِّرت بثلاثة ملايين جنيه وسط صدمة وذهول الجميع. وحُرر محضر بالواقعة وتُباشر النيابة التحقيق.
تفاصيل الجريمة
تم الكشف عن الجريمة بمعلومات سرية وردت لرجال مكافحة المخدرات عن تحركات المتهم واتجاره في العقاقير المخدرة الأكثر خطورة والأغلى ثمناً بنشاط واسع وبسرية تامة. وقيامه وآخر بترويجها على زبائنهما المدمنين من “أولاد الأكابر” “ديلفري” لارتفاع قيمتها المادية، ظناً منه أنه في مأمن وبعيداً عن شكوك الجهات الأمنية كسائق للمحافظ.
رصد وتتبُّع
فور إخطار اللواء عصام الدين هلال، مدير أمن الدقهلية، أمر بضرورة وضع المتهم تحت المراقبة لضبطه في حالة تلبُّس. حيث رصدت القوات بقيادة اللواء محمد عز، مدير المباحث الجنائية، تحركاته للتأكد من صحة الجريمة. وأكدت التحريات قيام المتهمين بالاتجار في العقاقير الطبية المخدرة «OxyContin» بدائرة قسم شرطة ثان المنصورة.
سائق المِزاج
وبتقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة، تمكن ضباط الإدارة من ضبط المتهمين، وهما في حالة صدمة وانهيار بعد افتضاح أمرهما. وعُثر بحوزتهما على كمية كبيرة من عقار “الأوكسي المخدر” تُقدر بحوالي 100 شريط، ومبلغ مالي، وهاتفين محمولين. وتبيَّن أن المتهم الأول يُدعى «وحيد. 45 سنة، سائق محافظ الدقهلية»، والمتهم الثاني يُدعى «محمد. 19 سنة، طالب جامعي بإحدى الكليات المرموقة».
صفقة الكيف
تم التحفظ على المضبوطات والمبلغ المالي حصيلة بيع المخدرات، والهواتف المحمولة الخاصة بالتواصل مع “الزبائن”. وبفحصها، تبيَّن وجود محادثات تثبت جريمة جلب وتهريب العقاقير المخدرة من إحدى الدول الأوروبية. حُرِّر محضر بالواقعة.
أُحيل المتهمان للنيابة التي قررت، بعد سماع أقوالهما وتحديد دور كل منهما، حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهما في الميعاد لحين إحالتهما لمحكمة الجنايات. ولا يزال التحقيق مستمراً.








