هى الوطن والأم والبيت.. قضينا فيها أكثر ما قضينا فى بيوتنا، بعض الزملاء كانوا الأب والأم والإخوة الذين اخترناهم ولم يفرضوا علينا.. هى الجمهورية بيت العائلة الكبير.. و»الأسبوعي» هى بيت الأسرة الصغير.
والقاطـــرة التى تجــر كل إصـــدارات مؤسســة دار التحرير وليس الجمهورية فحسب.. كان الحظ حليفى وأنا أتتلمذ على يد مجموعة من عمالقة الفكر والصحافة محمد أبو الحديد وحسن عامر وبهى الدين حسن وسامى الرزاز وسعد هجرس وجلال السيد ومحسن الخياط وماجدة موريس وناصف سليم وسمير فريد وبدوى محمود وعصمت حامد وعبدالرحمن فهمى وجمال كمال ومحود نافع وزينات إبراهيم وسمية أحمد وسمية عبدالرازق ومحمود خطاب وسميرة صادق وجلاء جاب الله.. إلخ.
وكان يقود العمل بهدوء غير متكرر وصمت عميق وكلمات من ذهب الأستاذ محمد أبو الحديد مدير التحرير الذى عاصر فترات الازدهار وشارك فى صنعها حتى أصبح رئيساً لمجلس الإدارة، ولتلك قصة أخري.
> وعلى رأس هذه القائمة من القامات كان المايسترو الأستاذ محفوظ الأنصاري، الكاتب والصحفى والخلوق والمهنى والدبلوماسى معنا بدرجة سفير، برقيه وثقافته الموسوعية وعلاقاته السياسية المتنوعة.. استطاع بها أن يعطى لـ «الجمهورية» ثقلها السياسى والفكرى بعد أن كانت شعبوية تماماً، فمزج بين اهتمامات الناس والعمق والثقافة وسعة الرؤية والمهنية القادم بها من باريس ليصل بالعدد الأسبوعى إلى أكثر من مليون نسخة وبالعدد اليومى بين الـ 600 ألف والـ 700 ألف نسخة، وبعيداً عن الرأى وتعدد الحكايات أمامى رسالة جامعية أكاديمية للدكتوراة عن إدارة الصحف للدكتور الحسينى محمد الديب عن الفترة من 1977 إلى 1985 من خلال سجلات التوزيع الرسمية للجمهورية اليومي:
ففى عام 1977 كان متوسط التوزيع 124 ألفاً و980 نسخة وفى 1978 كان 226 ألفاً و79 نسخة وعام 1979 كان 287 ألفاً و626 وعام 1980 كان 352 ألفاً و86 وعام 1981 كان 372 ألفاً و624 وعام 1982 كان 399 ألفاً و142 وفى عام 1983 كانت 378 ألفاً و712 وعام 1984 التى تولى فيها الأستاذ محفوظ الأنصارى ارتفع التوزيع إلى 456 ألفاً و885 وفى عام 1985 آخر عام فى الدراسة كان 570 ألفاً و896 نسخة.
> هذه الأرقام تعكس القدرة الكامنة فى «الجمهورية» وأولادها وتحتاج فقط لمن يعرف مفاتيحها فقد نجح الأستاذ محسن محمد أن يضع المفتاح فى «الكونتاكت» لينطلق بقطار التوزيع وبرؤى مختلفة عن السابق ليصنع قاعدة شعبية حتى يصل طبقاً لهذه الدراسة فى عام 1984 قبل أن يترك رئاسة التحرير فى متوسط عام 1983 إلى 378 ألفاً و712 ليتولى القيادة الأستاذ محفوظ الأنصارى ليصل بهما حتى نهاية 1985 إلى 570 ألفاً و896 نسخة.
> وتوالى ارتفاع معدل التوزيع إلى ما حول 700 ألف والأسبوعى ليجاوز المليون حتى بدأت مرحلة العرقلة وشد الفرامل التى شارك فيها اسم صخفى شهير من جريده منافسة وآخرين من الداخل والأسباب مختلفة، ولدى خطاب على سبيل المثال يمثل أحد ملامح هذه الخطة بالحد من التوزيع المليونى بتحجيم النسخ المطبوعة إلى نحو الـ 200 والـ 250 ألف نسخة، والنتيجة معروفة، فإذا كان المطبوع 200 ألف نسخة فهل سيبيع مليون نسخة؟!
وبعيداً عما دار فى الكواليس وأنا أعرف بعض تفاصيلها والتى مازال بعض أطرافها أحياء وهى تهم الدارسين وأنا واحد منهم عن مراحل الصعود والهبوط فى الدول.. والمؤسسات نموذجاً
أقول لدينا القدرات لنتفوق فى السوق الصحفى فيكفى أننا كما يقول الأستاذ سيد عباس مدير شركة التوزيع أثناء فترة الدراسة الأكاديمية أن العدد الأسبوعى اقترب من المليون فى المتوسط «لكنه فاق المليون بكثير فى بعض الاعداد» لكن المهم أن الجمهورية ارتفع نصيبها فى سوق الصخف الصباحية الثلاث من 9.2 ٪ عام 1977 إلى 28.2 ٪ عام 1985 وطبعاً زادت هذه النسب أكثر بكثير حتى بدأت العرقلة.
وطبعاً النجاح لم يكن منسوباً للتحرير والصحفيين ولكن معه كل قطاعات المؤسسة إعلانا وتوزيعاً وطباعة.. إلخ.. يعنى نستطيع، وما أذكره ليس تاريخاً ولكنه تأكيد أننا نقدر ونستطيع الآن.
> وفى كتيبة العدد اليومى كان المايسترو ناجى قمحة مدير التحرير الذى عاصر فترات الازدهار وشارك فى صنعها يقود الحرب اليومية لإصدار العدد اليومى مع عبدالكريم سليم والسيد عبدالرؤوف وصالح إبراهيم ود.لطفى ناصف ومحمد الحيوان وإسماعيل الشافعى وقدرى عزب وعبداللطيف فايد.. إلخ.
وللحديث بقية









