نجح «السرب» فى خلق حالة فنية خاصة بعد تربعه على قمة إيرادات شباك التذاكر، فالفيلم يمثل رؤية فنية سينمائية عميقة ، حيث يروى قصة ملحمية عن البطولة والتضحية من خلال عدسة الواقع ويؤرخ لاحدى بطولات القوات الجوية والضربة التى نفذتها القوات على مواقع لتنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا بعد إعدام التنظيم اللعين 21 قبطيا ذبحا ليتم الثأر من قتلة شهداء مصر فى ليبيا ويمزج الفيلم بين الدراما والأكشن بطريقة تحبس الأنفاس، مقدمًا نظرة فنية عميقة للتحديات والصعوبات التي تواجه الابطال.
اذا نظرنا للفيلم نجد ان قصته مؤثرة بداية من الشخصيات الرئيسية وصولًا إلى الرسائل والقيم التى تكشف عن قوة العمل وأهميته للأجيال القادمة كشاهد على العصر.
تخلل الأحداث تسلسل من اللحظات المشحونة بالتوتر والعواطف عكست الصراعات الداخلية والخارجية التى مر بها أبطال القصة، وعكست للمشاهد تضحياتهم وشجاعتهم فى تنفيذ المهمة.
من الناحية الفنية، وجدنا أساليب للاخراج والتصوير مبتكرة تعكس ببراعة التوتر والإثارة الموجودة فى قصة الفيلم، كما ان التقنيات السينمائية المستخدمة متجددة بما فى ذلك زوايا التصوير والمونتاج، ساهمت فى خلق جو ملحمى قوي.
وتألق نجوم العمل كل فى دوره فأضفوا على الشخصيات عمقًا وحيوية، وحولوها من شخصيات على الورق لشخصيات من لحم ودم بداية من السقا ومرورا بشريف منير ودياب ومحمد ممدوح وآسر ياسين ونيللى كريم وصبا مبارك وكريم فهمى وعمرو عبدالجليل ومصطفى فهمى وأحمد حاتم بقيادة المخرج أحمد نادر جلال الذى لعب دورًا كبيرًا مستخدما كل أدواته ببراعتة السينمائية والإخراج الحساس مما جعل من الفيلم تجربة لا تنسي.
وتميز السيناريو للمؤلف عمر عبدالحليم بالدقة والعمق والحرفية فى الكتابة بالاقتران مع إخراج فنى مبدع وتصوير أبرز جماليات الصورة وعزز من التجربة السينمائية.
لقد حقق فيلم السرب نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث أثنوا على عمق القصة وقوة تجسيد الشخصيات.
وترك بصمة لا تمحى فى قلوب المشاهدين، وأثار نقاشات هامة تتعلق بالقيم الإنسانية والأخلاقية.
الفيلم عمل فنى وطنى مهم، ناقش احداثا حقيقية ذات صلة كبيرة بواقعنا السياسى وصورة مصر أمام العالم.
فلم يكن فقط تجربة سينمائية غنية بل هو أيضًا نافذة ووثيقة مهمة لأجيال الحاضر والمستقبل.
«السرب» ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو شاهد على واقعة اهتزت لها قلوب المصريين جميعا فشكرا للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى قدمت إنتاجا سخيا شاهدا على العصر.. وشكرا على السرب الخالد ونتمنى مزيدا من الاعمال عن بطولات جيشنا العظيم وما أكثرها .