قطعا هناك اتفاقات سرية وغير سرية بين إسرائيل وقوى كثيرة فى هذا العالم تجعلها تتصرف بكل تلك البجاحة وكل هذه الوحشية وكل ذلك العهر السياسى والعسكرى لدرجة اقتحام المستشفيات وقتل المرضى والجرحى مع بلوغ الإجرام أقصى درجاته بتوجيه رصاصات الغدر والخسة إلى قلب طفلة عمرها خمس سنوات.. أخذت تبكى وتستنجد وتستغيث بسبب موت كل أفراد عائلتها فإذا بها تلحق بهم بعد لحظات.
>>>
أيضا عندما تطالب محكمة العدل الدولية إسرائيل بالعمل على وقف إطلاق النار وبدلا من استجابة نتنياهو وعصابته لقرار أو لطلب أو توجيه المحكمة إذا به يحصد الأرواح حصدا بلا شفقة أو رحمة ليخرج متباهيا وفخورا بما ارتكبته أياديهم القذرة فى سفك دماء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
مع كل تلك التجاوزات التى فاقت كل ما هو عقلانى وواقعى تجيء إسرائيل لتقول على لسان وزير دفاعها بأن حركة حماس لن تعود إلى غزة مرة أخري.. وهذا يعنى استمرار القتال حتى يتم تصفية الفلسطينيين..وبذلك تنفذ عصابة الحكم فى إسرائيل تواعداتها التى سبق أن أطلقتها فى بداية المعارك.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر يدخل فى إطار المضحكات المبكيات أن تأتى المحكمة الجنائية الدولية أمس لتطالب بتسليم الرئيس السودانى السابق عمر البشير وعدد من أركان نظامه لمحاكمتهم على ما ارتكبوه من حرب إبادة فى دارفور..!
أنا شخصيا أتصور أن إعادة هذا السيناريو الآن إما المقصود منه صرف النظر عن أفعال إسرائيل ولو لفترة محددة.. أو محاولة إظهار العين الحمراء لنتنياهو ورفاقه .. وإن كنت أشك فى ذلك.
>>>
ومع ذلك.. أكرر مع ذلك فالسؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
إلى متى تستمر هذه الحرب القاسية وبالغة الضراوة تجاه الفلسطينيين فى غزة وخان يونس ورفح والذين فروا من قصف الطائرات والصواريخ لتحاصرهم مياه الأمطار العنيفة وتيارات الرياح الأعنف والأشد والتى حولت أجسادهم وأجساد أطفالهم وشيوخهم ونسائهم إلى أوحال يختلط فيها الألم والقسوة والحزن.. والغربة وما من مغيث..؟!
>>>
ثم..ثم.. هناك بعض الشواهد تنبئ بالتصعيد العسكرى لاسيما بعد ضرب القاعدة العسكرية الأمريكية فى الأردن وما أعقبه ذلك من تهديدات سافرة وغاضبة من البنتاجون فى واشنطن بالرد على مرتكبيه..!
>>>
من هنا كانت مبادرة الرئيس السيسى ومعه الملك عبد الله ملك الأردن للتحذير من أية تداعيات من شأنها ــ لا قدر الله ــ ألا تبقى ولا تذر لتدور المنطقة كلها فى دوامات العنف التى لا نهاية لها ولا آخر.
ولقد عاد الرئيس السيسى والملك عبد الله ليؤكدا ويؤكدا على ضرورة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية حتى تخف رويدا رويدا الرغبات الدامية فى الانتقام والانتقام المضاد..!
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
أيها السادة الذين فى أياديكم الأمور وبين أصابعكم مفاتيح الخير والشر.. نرجوكم.. نرجوكم ارفعوا اليوم قبل غدٍ رايات السلام فوق أراضى الأنبياء والرسل والأخلاق الكريمة.
>>>
و..و..شكرا