أخطر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس مندوب تل أبيب فى المنظمة بادراج إسرائيل على القائمة السوداء للدول الأكثر إيذاء وقتلا للأطفال.
القرار الذى سيدخل حيز التنفيذ نهاية يونيو الجارى يعد بمثابة صفعة اممية جديدة على وجة دولة الاحتلال مما اثار جنونها ووصفته بأنه مخز ويؤثر على علاقتها بالأمم المتحدة، بينما وصفت فلسطين القرار بأنه لائحة اتهام جديدة تضاف إلى السجل الأسود لكيان الاحتلال.
وفى حال خروج القرار الأممى إلى النور رسميا، فإنه سيصبح سارى المفعول لمدة 4 سنوات، وهو ما يُثير قلقا كبيرا لدى تل أبيب، فيما يتعلق بتداعياته العملية، التى على رأسها إضرار بإمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.
فى اطار النقاشات التى حدثت فى مجلس الأمن القومى والجيش الإسرائيليين، تشير التقديرات الاسرائيلية إلى أن الأمم المتحدة ستعلن خلال هذا الأسبوع بأن الجيش الإسرائيلى منظمة تؤذى وتقتل الأطفال، وسيتم وضعها ضمن قائمة تشمل بشكل أساسى المتورطين فى تجنيد الأطفال واستغلالهم جنسيا وقتلهم وتشويههم، فضلاً عن القيام بالهجمات على المدارس أو المستشفيات، وغير ذلك من الانتهاكات.
وفى السياق ذاته تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلى عدوانها على قطاع غزة لأكثرمن ثمانية أشهر،فيما يمكن ان نطلق عليه حرب المخيمات التى استهدفت المغازى والبريج والنصيرات مرتكبة جرائم انسانية من قتل وتجويع وتدمير، من أجل تحقيق أهداف لم تنجح فى تحقيقها حتى الآن، بينما يموت جوعاً أو قصفاً العشرات كل يوم، متراصين فى مقابر جماعية مع مئات الآلاف من الشهداء، منذ بداية الغزو الاسرائيلى للقطاع المنكوب فى أكتوبر الماضي.
ففى عملية ابادة جديدة معتادة من الاحتلال، قُتل وأصيب العديد من الفلسطينيين، أمس، فى قطاع غزة، بعد دخول العدوان الاسرائيلى يومه الـ240، حيث أوضحت الصحة الفلسطينية فى غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت ثمانى مجازر فى القطاع، راح ضحيتها 77 مواطنًا و235 مصاباً، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
قالت مصادر اعلامية فلسطينية إن مواطنين قُتلا أمس بالقرب من مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح وسط قطاع غزة فى قصف جوى استهدف منطقة «أبو هولي» فى المدينة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» واستشهد فلسطينى وأصيب آخرون بعد أن أطلقت آليات الاحتلال القذائف والرصاص على مناطق غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
كما ذكرت «وفا» الفلسطينية أن شاباً وقع قتيلاً، كما أصيب آخرون فى غارة شنها طيران الاحتلال على بلدة الزوايدة وسط القطاع، هذا بالاضافة إلى سقوط ستة آخرين فى غارة شنها طيران الاحتلال، فجر أمس، على منزل فى مخيم المغازى وسط القطاع.
وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة غرب مسجد الزعفران ومحيط ملعب الشباب فى مخيم المغازي، بالإضافة إلى قصف منازل المواطنين شرق مخيم البريج وشرق مدينة دير البلح.
وفى مستشفى شهداء الأقصي، أفادت مصادر طبية بوصول عدد من الإصابات بعد قصف الاحتلال منزلًا فى محيط مركز بيسان الطبى بمخيم البريج وسط القطاع، حيث أطلقت آليات الاحتلال نيرانها بكثافة شرق مخيم البريج، بالتزامن مع شن الطيران غارات عنيفة على مخيم النصيرات وسط القطاع.
خلال هذه الأثناء، قالت مصادر طبية فى مستشفى الأهلى العربى «المعمداني»، إن اثنين من المواطنين قتلا وأصيب آخرون فى قصف طيران الاحتلال لمنزل بالقرب من مسجد السلام بحى الصبرة فى مدينة غزة.
فى الوقت نفسه، قصفت مدفعية الاحتلال منازل المواطنين فى أحياء متفرقة من مدينة غزة، منها: «تل الهوا» و»الشيخ عجلين» و»الزيتون» و»الصبرة»، بالتزامن مع إطلاق نار من آليات الاحتلال المتمركزة جنوب المدينة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لبلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع، وشن طيران الاحتلال غارات عنيفة على منطقة عريبة شمال رفح الفلسطينية وعلى حى السلطان غرب المدينة، بالاضافة إلى اطلاق الزوارق الحربية عدة قذائف على منازل المواطنين فى منطقة ميناء الصيادين وبحر منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة.
وفى مخيم النصيرات، استُشهِد خمسة فلسطينيين، أمس، بعد غارة إسرائيلية استهدفت المخيم بوسط القطاع، كما أفادت مصادر طبية فى مستشفى العودة فى مخيم النصيرات وسط القطاع، أن مواطنين قد قتلا كما أُصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال لمركبة مدنية فى مخيم (2) بالنصيرات.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 36654 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 83309 جرحي، فى حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت فى وقت سابق العشرات فى غارة جوية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة فى مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة، وفقًا للسلطات فى القطاع الفلسطيني.
وتحت ذريعة القضاء على حماس، قال الجيش الإسرائيلى إنه نفذ الغارة الجوية بضربة دقيقة مبنية على معلومات استخباراتية استهدفت ما بين 20 إلى 30 مسلحًا فلسطينيًا كانوا يحتمون فى المدرسة ويستعدون لشن هجمات على القوات الإسرائيلية، على حد قولهم، بينما قال المتحدث العسكرى الإسرائيلى إن الجيش لم يكن على علم بوقوع أى ضحايا مدنيين.
من جانبها، قالت وزارة الصحة فى غزة إن ما لا يقل عن 40 شخصًا قُتلوا أثناء الغارة الاسرائيلية على المبني.
وكانت فى وقت سابق قد اعتبرت أيضاً منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن قطاع غزة غدَا المكان الأخطر فى العالم على حياة الأطفال، مشيرة إلى أن 90٪ من أطفال غزة يفتقرون إلى الغذاء اللازم للنمو السليم.
وفق تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 15 ألف طفل قتلوا خلال الحرب، وأضافت اليونيسيف أن الأعمال القتالية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة المستمرة على مدار أشهر أدت إلى انهيار النظامين الغذائى والصحى مما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم.