أوصى المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآثار بجامعة عين شمس، المنعقد تحت عنوان: “المدن التراثية: رؤية جديدة بين الأصالة والابتكار”، بضرورة اعتماد سياسات ثقافية واضحة تحمي الخصوصية وتمنع طمس الهوية، مع تعزيز التنوع الثقافي كركيزة للتنمية المستدامة، إلى جانب وضع آليات توازن بين حماية المدن التراثية ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خصوصًا في المدن المأهولة بالسكان.
وعُقد المؤتمر برعاية الدكتورة أماني كامل نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور حسام طنطاوي عميد الكلية ورئيس المؤتمر.
وقال الدكتور أحمد الشوكي، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث ومقرر المؤتمر، إن جلسات المؤتمر ناقشت أبحاثًا متخصصة تناولت التكنولوجيا والابتكار، والأثر البيئي، والاستدامة والحفظ في المدن التاريخية، مع عرض نماذج لمدن قديمة مثل: الفسطاط، العلا، القاهرة الفاطمية، ومدن المغرب العربي.
وأشار إلى مشاركة باحثين من مصر وعدة دول عربية بالحضور أو عبر الاتصال الإلكتروني، حيث ناقشوا سبل تأهيل المواقع الأثرية واستخدام تقنيات الواقع المعزز والميتافيرس في الترويج العالمي للتراث، إضافة إلى تبنّي أفضل الممارسات الدولية في مجالات الترميم والصيانة، والحلول المستدامة التي تحافظ على الهوية البصرية للمدن.
وشملت التوصيات تعزيز دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي وإشراك المجتمع المحلي، وتحويل المباني الأثرية إلى مراكز ثقافية واقتصادية منتجة، إلى جانب تشجيع الشراكات بين الجامعات والهيئات الحكومية والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات، والاستفادة من التجارب المصرية الرائدة مثل: مشروع إحياء القاهرة التاريخية، وتطوير سور مجرى العيون، ومشروع الفسطاط. كما أوصى المؤتمر بضرورة تحويل التراث إلى مصدر اقتصادي عبر الصناعات الثقافية والسياحة المستدامة، وإنشاء قواعد بيانات رقمية لحصر وتوثيق الفنون والحرف والممارسات الثقافية باستخدام التقنيات الحديثة.
وأكد الدكتور حسام طنطاوي، عميد كلية الآثار، أن المؤتمر يمثّل منصة علمية رفيعة لتبادل الخبرات، وأن توصياته ستسهم في دعم جهود صون التراث وتعزيز دوره في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى استمرار الكلية في تنظيم فعاليات علمية تخدم هذا المجال الحيوي.








