وقتما تصاعدت المخاوف من اندثار عناصر التراث المصرى وتزايدت محاولات طمس الهوية وسرقة الموروثات الثقافية برز دور المؤسسات العلمية المتخصصة كخط دفاع اول لحماية الذاكرة الشعبية .. وفى قلب المشهد يقف د.مصطفى جاد عميد المعهد العالى للفنون الشعبية الاسبق ومستشار اليونيسكو للتراث اللامادى واحدًا من أبرز الباحثين بمجال الفنون والتراث من خلال دراساته ومؤلفاته.
كيف بدأ شغفكم بعالم الفنون الشعبية والتراث اللامادى؟
بدأ منذ كنت طالبًا بالصف الثانى الثانوى، وفى أحد الأيام قرأت اعلانًا فى جريدة «الجمهورية» أن الدكتور عبدالحميد يونس مؤسس علم الفولكلور فى مصر والعالم العربى وكان رجلاً كفيفُا ومؤسس معهد الفنون الشعبية يريد مساعدًا له وقمت بالتقديم، واختارنى من بين مجموعة شباب متقدمين .. وكنت أنوى العمل معه مساعدًا شهور الاجازة الصيفية، ولكن رافقته مدة 10 سنوات وأصبحت مساعدًا له فى الدراسة والإجازة منذ عام 1979 حتى وفاته فى 1988، والتحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم وثائق ومكتبات، وتخصصت بقسم المكتبات فى توثيق التراث الشعبى.
حدثنا عن مكانة التراث اللامادى فى مصر؟
مصر دولة رائدة فى مجال التراث الشعبى واللامادى، لأن عندنا أهم معهد للفنون الشعبية بالشرق الأوسط ويدرس فيه كل الملفات ومركز للدراسات العليا للفنون الشعبية، ولكن يحتاج دعماً من الدولة أيضا، ويوجد أطلس المأثورات الشعبية التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة فى كل محافظة، ومراكز الحِرف ومؤسسات تعليمية، لكن المشكلة التى تواجهنا كيفية الربط بين هذه المؤسسات لتعمل كمؤسسة واحدة وتكمل بعضها البعض كما يوجد فى كل محافظة متحف للفولكلور خاص بها، ولكن يحتاجون إلى دعم على المستوى اللوجيستى من أدوات وباحثين لتخريج أجيال جديدة تهتم بالتراث.
هل تراثنا الشعبى مهدد بالاندثار؟
نعم هناك عناصر مهددة بالاندثار فى جميع انحاء العالم ليس فى مصر فقط لأن المجتمع لم يعد بحاجة إليها مثل «الاورجول» آلة موسيقية لها شكل معين، وبدأت هذه الآلة تندثر وعدد محدود جدا من العازفين عليها ولذلك نحاول أن نجعل العازفين يدربون جيلاً جديداً حتى نحافظ عليها، وكذلك تكفيت النحاس مهنة مهددة بالانقراض.
الشباب هل لديهم ارتباط بالتراث الشعبى؟
المواطن المصرى لديه وعى فالتكنولوجيا لم تنس المصرى تراثه فقد قام بعض الشباب بعمل مواقع وصفحات على منصات السوشيال ميديا تحكى عن الاكلات الشعبية والذكريات القديمة والامثال الشعبية.. الخ وهذا يدل على وعى الناس بهذا التراث كما أن استمرار الموالد الشعبية يدل على تمسك المصريين بتراثهم الشعبى.
كيف أسهم معهد الفنون الشعبية فى بناء كوادر قادرة على حماية التراث؟
المعهد له دور مركزى فى إعداد جيل من الباحثين والممارسين القادرين على صون التراث المصرى من خلال مجموعة اليات علمية وتطبيقية جعلته أحد اهم مؤسسات الحفاظ على التراث فى مصر فالمعهد يعد الاكاديمية الوحيدة التى تمنح درجات علمية متخصصة فى الفنون الشعبية والتراث غير المادى ويقدم مقررات تعتمد على المناهج الدولية الخاصة بالصون.









