اليونيسيف: القطاع أخطر مكان بالعالم على الأطفال
دخلت الحرب الاسرائيلية على غزة شهرها التاسع وسط بوادر أمل فى التوصل الى سلام وهدنة لوقف معاناة الفلسطينيين فى القطاع ، حيث دعا بيان من عدة دول حماس إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
قال البيت الأبيض إن 17 دولة بينها الولايات المتحدة تدعم المقترح الذى أعلنه الرئيس الأمريكى جو بايدن من أجل إنهاء الحرب فى قطاع غزة. وأصدرت عدة دول، منها الولايات المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا، بيانا مشتركا يطالب إسرائيل وحماس بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن. وقال البيت الأبيض إن البيان المشترك «يدعو قادة كل من إسرائيل وحماس لتقديم تنازلات»، من أجل إبرام هذا الاتفاق المتعثر.
الى ذلك، قال مصدر دبلوماسى إن واشنطن توزع مشروع قرار معدل على أعضاء مجلس الأمن الدولى يرحب باقتراح وقف إطلاق النار فى غزة.
من جانبها، قالت حركة حماس أن الاقتراح الإسرائيلى يختلف جذريا عن الاقتراح الذى قدمه الرئيس الأمريكى جو بايدن نهاية الأسبوع الماضي. وطلبت توضيحات من الوسطاء. واضافت بحسب ما نقلت مواقع عبرية أن الاتفاق يتضمن وقفاً مؤقتاً وليس دائماً لإطلاق النار.
وأوضحت الحركة إن المقترح لا يربط المراحل الثلاث للاتفاق المنصوص عليه بشكل وثيق، بل على العكس من ذلك، فقد هدمت الجسور التى تنقل الاتفاق من مرحلة إلى أخرى بهدف تعطيل وحدة الاتفاق بكل مراحله واختزاله بمرحلة واحدة يتوقف فيها العدوان مؤقتاً، وتبقى قواته على أرض القطاع، ويحصل الاحتلال مقابل ذلك على الشريحة التى تهمه من الأسري، ثم يستأنف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين
ميدانيا، تتواصل المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين ، حيث ارتكبت قوات الاحتلال اربعة مجازر ضد العائلات خلال الساعات الـ 24 الماضية كانت أشدها القصف الإسرائيلى على مدرسة تؤوى نازحين فى مخيم 2 بالنصيرات والذى أدى الى استشهاد واصابة العشرات، حيث قالت مصادر طبية فلسطينية أنه وصل منها للمستشفيات الميدانية 36 شهيدا و115 اصابة ليرتفع عدد ضحايا الحرب الى نحو 45 ألف شهيدا وأكثر من 83 ألف اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي.
وقصفت طائرات حربية فجر أمس المدرسة بثلاثة صواريخ كبيرة ما خلّف عددا كبيرا من الشهداء والجرحى نقلوا إلى مشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وبعد وقت قصير قصفت طائرات إسرائيلية منزلا لعائلة المدنى وسط المخيم ما اسفر عن استشهاد ستة مواطنين وإصابات.فيما قصفت زوارق الاحتلال الحربية المناطق الغربية لمخيم النصيرات.
وكشف تحليل أجرته شبكة «سى إن إن» الأمريكية أن الاحتلال الإسرائيلى استخدم أسلحة أمريكية فى هجومه على المدرسة فى مخيم النصيرات.
وأقر الجيش الإسرائيلى بأنه نفذ ضربة جوية على مدرسة تابعة للأونروا فى وسط غزة زاعما أنها تضم مجمعا لحماس، مضيفاً أن «الطائرات المقاتلة وجهت ضربة دقيقة استهدفت مجمع حماس.
فى المقابل، اتهمت حماس القوات الإسرائيلية بارتكاب «مجزرة مروعة. كما رفض إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامى للحركة، مزاعم إسرائيل بوجود موقع قيادة سرى لحماس داخل المدرسة. وقال «الاحتلال يستخدم الكذب على الرأى العام من خلال قصص ملفقة كاذبة لتبرير الجريمة الوحشية التى ارتكبها بحق العشرات من النازحين.
كما استشهد نحو 100 مواطن فى سلسلة هجمات دامية نفذتها طائرات ومدفعية الاحتلال فى مخيم البريج والمغازى وشرق دير البلح وصولا إلى بلدة القرارة بخان يونس.
فى سياق آخر، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة (حماس) تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل، وأكدت قتل 5 من جنود الاحتلال فى عملية أخرى برفح. فيما قالت مصادر إسرائيلية إن مسلحين فلسطينيين حاولوا اقتحام معبر كرم أبو سالم العسكرى شرقى رفح وذكر الجيش الإسرائيلى أنه تمكن من قتل عدد منهم.
وقتل جندى اسرائيلى وأصيب 9 آخرون أمس بمعارك قطاع غزة. وقال الاحتلال أنه إلى جانب الجندى القتيل هناك مجندة احتياط مصابة بحالة خطيرة و3 بحالة متوسطة و5 بجروح طفيفة.
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش قرر تخفيض عدد قواته فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة. وكشفت إذاعة الجيش أن قرار تخفيض القوات جاء من خلال مغادرة لواء «بيتسلاخ»، وبقاء 5 ألوية أخرى فى المدينة.
يأتى هذا فيما قال مسئولون بإسرائيل وأمريكا أن الجيش الاسرائيلى ما زال بعيدا من تدمير حماس. ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث العسكرى الإسرائيلى « نواجه معركة طويلة للتغلب على حماس، ولا يوجد حل سريع
على صعيد الأوضاع الانسانية، اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن قطاع غزة أصبح المكان الأخطر فى العالم على حياة الأطفال، مشيرة إلى أن 90 ٪ من أطفال غزة يفتقرون إلى الغذاء اللازم للنمو السليم.
وفق تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 15 ألف طفل قتلوا خلال الحرب، ونزح منهم قرابة 900 ألف آخرين لا يحصلون على ما يكفى من الماء والغذاء والدواء.
وأضافت اليونيسف «فى قطاع غزة، أدت أشهر من الأعمال القتالية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى انهيار النظامين الغذائى والصحى مما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم. وذكرت أن خمس مجموعات من البيانات التى جمعت بين ديسمبر 2023 وأبريل 2024 وجدت أن تسعة من كل 10 أطفال فى قطاع غزة يعانون من فقر غذائى حاد مما يعنى أنهم يتغذون على مجموعتين غذائيتين أو أقل فى اليوم للبقاء على قيد الحياة.
فى السياق ذاته، فالت منظمة الصحة العالمية إن الأعمال القتالية المكثفة فى رفح، الفلسطينية تحول دون تقديم الرعاية الصحية لعشرات الآلاف هناك، ودعا إلى فتح المعبر ووقف إطلاق النار فى القطاع.
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن المستشفى الميدانى التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر فى مواصى هو وحده الذى يعمل بكامل طاقته، فى حين يعد المستشفى الميدانى الإماراتى داخل المدينة هو المرفق الوحيد حالياً الذى يقدم الخدمات الصحية، ولكن تزداد صعوبة الوصول إليه بسبب الأعمال القتالية.
وأكد مدير المنظمة الأممية أن انعدام الأمن والإغلاق المستمر لمعبر رفح «يقوضان قدرتنا على إدخال الإمدادات والموظفين إلى غزة لمواصلة تقديم الخدمات الصحية»، داعياً إلى فتح معبر رفح ووقف إطلاق النار فى القطاع وحماية المدنيين.