أكد السفير محمد سفيان براح، سفير الجزائر لدى مصر، أنه جارٍ العمل على تفعيل مخرجات الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة المصرية – الجزائرية، التي عُقدت مؤخراً خلال الفترة من 23 إلى 26 نوفمبر الماضي. ويأتي ذلك بناءً على توجيهات قيادتي البلدين بإقامة مشروعات صناعية مشتركة كبداية لتوطين الصناعة العربية، في إطار التكامل والتنسيق بعيداً عن التضارب أو التشابك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السفير بمقر السفارة، حيث تناول عمق العلاقات الثنائية وآفاق التعاون الاقتصادي المستقبلية.
التوافق السياسي رافعة للاستقرار والتنمية
أكد السفير براح على عمق العلاقات المصرية الجزائرية في كافة المجالات، مما يسهم في دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال إن التوافق الكبير بين مصر والجزائر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية يُعد رافعة للاستقرار والتنمية في المنطقة وإفريقيا.
وشدد على أن مصر والجزائر تتجهان نحو ترسيخ شراكة استراتيجية تعبر عن تطلعات الشعبين وتتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة.
مقومات الاستثمار والأهداف الاقتصادية
أشار السفير إلى توفر مقومات نجاح كبيرة للاستثمار في البلدين في كافة الأنشطة، خاصة العقارية والصناعية والزراعية، مؤكداً أن جميع هذه المقومات تخاطب التنافسية سعراً وجودة، مما يساهم في النفاذ إلى الأسواق الأفريقية والعربية.
الأهداف والمحفزات:
- البنية التحتية والحوافز: يوجد لدى البلدين بنية تحتية قوية تساعد على تشجيع الاستثمار وزيادة التبادل التجاري، خاصة الحوافز الضريبية والإعفاء من رسوم إنشاء المشروعات وتخصيص أراضٍ استثمارية بتسهيلات ومزايا خاصة ومتكاملة المرافق.
- الهدف التجاري: أوضح أن المرحلة القادمة ستشهد طفرة كبيرة على كافة الأصعدة، خاصة الصعيدين السياسي والاقتصادي، وهناك اتفاق على رفع حجم المبادلات التجارية إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات القادمة، الأمر الذي يتطلب مزيداً من الاستقرار وتهيئة المناخ العام للاستثمار.
- تعزيز التعاون: أكد السفير أن هناك توجيهات حكومية في بلاده بزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر، مشيراً إلى أن الجزائر بصدد إنشاء منصة رقمية لتعزيز التعاون مع مصر، تعمل على تسهيل التعاون وإبراز المشروعات المشتركة.
الاستثمارات المصرية في الجزائر
أشار السفير إلى أن حجم الاستثمارات المصرية في الجزائر في تطور مستمر، وتستهدف الجزائر أن تصل هذه الاستثمارات إلى 9 مليارات دولار من خلال تسهيلات في مناخ الاستثمار وحوافز ضريبية.
- ساهمت الاستثمارات المصرية الحالية في زيادة معدلات التشغيل بالجزائر.
- تتواجد شركات مصرية عملاقة في قطاعي الطاقة والمقاولات.
- يوجد تواجد استثماري مصري قوي في قطاع الزراعة، وتَستهدف الجزائر جذب شركات مصرية جديدة للاستثمار في قطاع البنى التحتية، مشيراً إلى مشروعات عملاقة تنفذها شركة المقاولون العرب في العديد من المناطق بالجزائر.
السياحة ومخرجات اللجنة المشتركة
عن قطاع السياحة، قال السفير إن بلاده لديها رغبة في الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في هذا القطاع، وتتابع إنجازات مصر المتميزة، لافتاً إلى نجاح مصر الباهر في افتتاح المتحف المصري الكبير.
أكد السفير أن أعمال اللجنة المشتركة حققت نجاحاً بكل المقاييس، حيث كشفت عن رغبة كبيرة من القطاع الخاص في البلدين في زيادة التعاون الاستثماري والتبادل التجاري. وأكد أن اللجنة المشتركة نجحت في توقيع 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم تغطي العديد من القطاعات الحيوية، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون وترسيخ الشراكة.









