وقف الحرب فى غزة.. لا يمكن فصله عن الوضع فى الداخل الأمريكى
توقيت إعلان الرئيس الأمريكى «بايدن» عن مبادرته لوقف الحرب الإسرائيلية فى غزة، واستعجاله لكل من إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية الموافقة عليها، وتأكيده على هذا التوقيت بقوله «حان الآن وقف الحرب فى غزة.. لا يمكن فصله عن الوضع فى الداخل الأمريكي، أو عن الانخراط الأمريكى فى أحداث أكثر ثلاث مناطق التهاباً فى العالم: أوكرانيا فى أوروبا.. المواجهة مع الصين فى شرق آسيا.. والحرب الإسرائيلية فى غزة فى غرب آسيا حيث منطقة الشرق الأوسط الأكثر حساسية لأمريكا».
والربط بين هذا التوقيت، وتطورات الأوضاع فى المناطق الثلاث، يشير إلى أن هدف الرئيس الأمريكى من هذه المبادرة، هو إنقاذ نفسه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى لم يعد يفصلنا عنها سوى خمسة شهور، وإنقاذ أمريكا من جنون نتنياهو الذى يقودها معه إلى الهاوية، ولكن دون التخلى عن التزامها بأمن إسرائيل، وربما إنقاذ إسرائيل نفسها من نتنياهو.
الحرب الروسية الأوكرانية، والمواجهة مع الصين مهمتان جداً لأمريكا، لكن الحرب الإسرائيلية فى غزة هى الأكثر اهتماماً وحساسية.. هى الحرب الوحيدة، منذ فيتنام، التى حركت الداخل الأمريكي.
لم تشهد أمريكا مظاهرة واحدة ضد روسيا بسبب عمليتها العسكرية فى أوكرانيا، ولا ضد الصين لأن المواجهة الأمريكية مع الصين ليست مباشرة إلا فى الجانب الاقتصادى والتجاري.. وليست مسلحة، وإنما تتم فى هذا الجانب من خلال ترتيبات أمريكية مع الحلفاء الآسيويين لحصار الصين وتطويقها بسلسلة من الأحلاف العسكرية على غرار ما حدث من جانب الغرب ضد الاتحاد السوفيتى فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
الحرب الإسرائيلية فى غزة أحدثت زلزالاً داخلياً فى أمريكا.. القضية الفلسطينية كسبت عقول وقلوب الرأى العام الأمريكي، خاصة أجياله الجديدة من شباب الجامعات، وقطاعات لا بأس بها من السياسيين فى الحزبين الديمقراطى والجمهوري.
الجنون العسكرى لرئيس الوزراء الإسرائيلى أحدث أضراراً فادحة بسمعة أمريكا العالمية، بتجاوزه لكل الخطوط الحمراء التى وضعتها أمريكا له، حتى وإن كانت خطوطاً وهمية، سواء من حيث استخدام ما زودته به من أسلحة أكثر فتكاً، أو من قتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين.. أو من الإصرار على عدم وقف الحرب تحت أى ظرف ما لم تتحقق أهداف إسرائيل كاملة منها، رغم ثبوت استحالة ذلك.
الرئيس الأمريكى بايدن فعل كل ما بوسعه لدعم إسرائيل عسكرياً وسياسياً فى هذه الحرب، وحمايتها من الإدانات الدولية، لكن تمادى نتنياهو وضعها فى موقف غاية فى الحرج، لم يسبق لها كقوة عظمى تنفرد بقيادة العالم التعرض لمثله، وهدد بتقويض كامل لصورتها فى العالم، ولما تتبناه من قيم.
إسرائيل تتم محاكمتها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى غزة.. لو نجح العالم فى إثبات صحة هذا الاتهام وأدانتها المحكمة، فسوف تنسحب آثار الإدانة على من أمدها بالسلاح، ومن حماها بالفيتو حتى تستمر فى الإبادة.
نتنياهو ووزير دفاعه مطلوبان أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. ليس مستبعداً أن يطول بعض رذاذ هذا الاتهام مسئولين فى أمريكا.
الرئيس الأمريكى يريد إنهاء الحرب فى غزة الآن بأى صورة ليصحح وضعه الداخلى فى الانتخابات الرئاسية، التى يتفوق عليه فيها حتى الآن منافسه «ترامب».
يريد الرئيس الأمريكى استغلال توقف مظاهرات واحتجات طلبة الجامعات من الآن وحتى الأول من سبتمبر القادم بسبب الأجازة الدراسية لكى يحقق شيئاً على جبهتنا فى الشرق الأوسط، حتى لا يعود الطلبة من الأجازة ليواصلوا احتجاجاتهم.
يريد الرئيس الأمريكى «رأب الصدع» فى التحالف الغربى الذى يقوده، بعد أن توالى اعتراف دول بارزة فيه بالدولة الفلسطينية بما يفتح الباب أمام مزيد من الاعترافات إذا استمرت الحرب، ولذلك حرص على أن تحصل مبادرته على تأييد وتشجيع الدول السبع الصناعية الكبري، والاتحاد الأوروبي.
لكن.. هل سينجح فى كبح جماح نتنياهو ووقف مراوغاته؟! هذا هو السؤال الأهم، وهو سبب تمسك حركة «حماس» بأن تتلقى نص المبادرة وتفاصيله كاملة من أمريكا كتابة مع ضمانات بالتزام إسرائيل بها.
وهو مطلب مشروع من واقع الخبرة الفلسطينية بشخصية نتنياهو، خاصة أن المرحلة الأولى من المبادرة هى مرحلة الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين فى غزة.. ونتنياهو يعلن أن إسرائيل تستطيع استئناف الحرب عقب تسلمها رهائنها!!
رد من وزارة البيئة
تلقيت رداً من الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على ما كتبته الخميس الماضى عن عمال النظافة بعنوان: من عامل النظافة للضرائب العقارية.
الرد من أربع نقاط، يؤكد أن وزارة البيئة قامت بتغيير منظومة النظافة السابقة من خلال جهاز تنظيم إدارة المخلفات لحل مشكلة تراكم المخلفات التى كان يعانى منها الجميع، واعتمد الرئيس المنظومة الجديدة وتم إصدار قانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 0202.
وأنه وفقاً لهذه المنظومة أصبحت إدارة المخلفات تتضمن مهام جمع وفرز وتدوير ودفن المخلفات بشكل آمن بحيث يكون لكل تخصص منها مسمى وظيفى يتم تسجيله ببطاقة تحقيق الشخصية من جانب وزارة العمل، كما تتولى وزارة التضامن الاجتماعى توفير الغطاء التأمينى بما يضمن الحماية الاجتماعية للعاملين بالمنظومة وتحقيق أهداف اجتماعية وحوافز تأمينية لتقنين أوضاع العمالة غير الرسمية.
وأن الهدف الأسمى من تغيير مسمى «عامل نظافة» ليس مجرد تغيير هذا المسمى بل تغيير واقع قديم يحمل فيه العامل كافة الواجبات إلى واقع عصرى يؤكد مسئولية كافة أطراف المجتمع عن إدارة المخلفات بشكل كامل.